Site icon IMLebanon

جورج عبود يعيد فتح منزل والده: مرشّح الكاثوليك في المتن ليس «كمالة عدد»

تبخرت في الأشهر القليلة الماضية كل الحركة السياسية في غالبية الأقضية، وخصوصاً جبل لبنان. فالمتن الشمالي الذي كان يضج بصخب المرشحين إلى الانتخابات النيابية شهد بُعيد التمديد الثاني للمجلس النيابي اختفاءهم الكامل. فآخر خبر عن المرشح جان أبو جودة، مثلاً، يعود إلى ليلة عيد الميلاد حين استبدل هداياه التقليدية للأطفال بخطابات في مدارس بسكنتا والمروج ومرجبا. أما القنصل نصري نصري لحود، فأسعفه حظه بتنظيم جامعة الـ»اي يو ال» الكسليك دورة لكرة السلة تحمل اسم والده، فتسنى له الاختلاط بالجمهور لساعة.

وتكرّ مسبحة الغياب لتشمل النواب الحاليين والسابقين وكل فعاليات التيار الوطني الحر والقوات والكتائب والقومي وغيرهم.

أول من أمس، كسر أحد المرشحين قاعدة زملائه المتغيبين، بإقامة حفل عشاء كان أشبه بعرض عضلات لما استطاع إنجازه خلال عامين من العمل السياسي والخدماتي. فقبيل عامين، كان عشاء المرشح إلى المقعد الكاثوليكي على لائحة التيار الوطني الحر في المتن الشمالي جورج عبود سيضم بعض الضباط العونيين، وبعض المهتمين بتربية الخيل، باعتباره نائب رئيس الاتحاد اللبناني للفروسية ورئيس نادي ضبية، وبعض الشمعونيين من أصدقاء والده جوزف عبود، وفعاليات بلدته ضبية. لكنه آثر خلال العامين الماضيين أن يستفيد من رصيديه الشخصي والمالي لإثبات نفسه، مكثفاً نشاطاته في القرى والكنائس والجمعيات والمدارس، مركزاً على توطيد علاقته بكل من رجال الدين، وخصوصاً الكاثوليك، ورؤساء وأعضاء المجالس البلدية والمخاتير، وهيئات التيار الوطني الحر.

أول الواصلين كان رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام درويش الذي قاد سيارته من زحلة وبقي حتى منتصف الليل، مردداً قبيل مغادرته أن العشاء كان سياسياً هذه المرة، لكنه ينتظر الاجتماع بالعائلة في المرة المقبلة، وقد بات يعتبر أن لديه منزلاً في المتن. مع العلم أن درويش يشكل نقطة ضعف بالنسبة إلى العماد ميشال عون الذي لا يرد له طلباً. أما الرسالة الكاثوليكية الثانية فحملها رئيس الكتلة الشعبية النائب السابق إيلي سكاف الذي اعتبر هو الآخر بيت جوزف عبود بيته. واكتمل التسليم الكاثوليكي لعبود مع حضور الرئيس العام للرهبنة الباسيلية الشويرية ايلي معلوف الذي زار الجنرال عون قبل يومين.

لم توفّر القوات أي مسعى إلا جربته لإقفال منزل عبود

وبموازاة المطارنة والآباء الذين فاق عددهم الأربعين، احتشد وزراء ونواب التيار الوطني الحر، الياس أبو صعب وإبراهيم كنعان ونبيل نقولا في غرفة واحدة، الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان، المنسق العام للتيار الوطني الحر بيار رفول، ورؤساء بلديات التيار والكتائب ومخاتيرهم، إضافة إلى وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر ووزير المردة السابق يوسف سعادة والنائب السابق منصور البون ومجموعة من الضباط النافذين والمسؤولين الحزبيين ومنسقي المناطق في التيار الوطني الحر.

الأهم من الرسائل التي حملها ضيوف عبود هي الرسالة التي وجهها هو نفسه، سواء لمن يزاحمونه على المقعد نفسه في ظل عدم حسم الرابية أمر مرشحها بعد أو لخصوم التيار: لن يكون المرشح الكاثوليكي مجرد «كمالة عدد» بعد اليوم. ها هو هنا يكتل وجوه طائفته التي يتجاوز عدد ناخبيها الخمسة عشر ألفاً حوله، مستعداً لخوض حرب سياسية لا مجرد معركة. وكان واضحاً لكل من كان في المنزل أن عبود نجح في إعادة فتح بيت والده، جوزف عبود الذي أغلق أبواب بيته يوم توفي. وهو المنزل الذي شهد غالبية اجتماعات الديمقراطيين الأحرار وعدد كبير من لقاءات الرئيس كميل شمعون السياسية. وهو المنزل الذي سعت القوات اللبنانية جاهدة إلى إقفاله، دون توفير أي مسعى حربي أو منافٍ للقانون إلا جربته.