كما انعدام التوافق على مرشح رئاسي ينهي الشغور في المركز المسيحي الاول ، كذلك حال الملفات والمصائب “النازلة” على رأس اللبناني، دون ان يسأل احد او يهتم، في ظل سياسة “عطي باليمين وخود بالشمال”، يزين مشهدها جلسات فولكلورية واستعراض مواقف نيابية وتباين واسع بين الكتل المتخاصمة، الواقفة عند انتظار موعد التخلي عن الورقة البيضاء، والمجاهرة بترشيح رئيس “المردة” سليمان فرنجية، والذي على ذمة وزير الاعلام يحول دون انتخاب فرنجية ولكن… ثمة تركيبة معينة يمكن التوصل اليها لتغيير رأي التيار.
فبين “من غير اللائق وغير المقبول” للشيخ سامي، و “روح اسأل بيك” للرئيس بري، فسر سيد المجلس “الماء بالماء” في مسألة النصاب والاقتراع ، حاسما الجدل بالاستناد الى التجارب التاريخية التي تعود بغالبيتها الى زمن الجمهورية الاولى ، لولا انه عمل “recherche” ممتازة قادته الى تصريح لشيخ “الكتائب”، كان كافيا “ليدينه ” عن باطل ، رغم حقه بطلب تفسير الدستور.
الجلسة التي اتت نتيجتها لجهة انتخاب رئيس كما سابقاتها، واللاحقات من اخواتها ،ا لى ان يدق “الجرس” الخارجي لعدم خروج النواب من القاعة العامة، سجلت سلسلة وقائع بعضها غير مألوف لجهة التعامل معها، وابرزها:
– ورقة باسم النائب ميشال ضاهر، وهو كاثوليكي،عدت من بين اوراق الاقتراع ولم تلغ، على ما جرت العادة عند الاقتراع لغير ماروني، حيث رجحت مصادر متابعة ان يكون من صوّت له احد نواب تكتل لبنان القوي الذي تربطه علاقة خاصة “بضاهر فود”، ما سمح للبعض في الاسترسال في التحليل واعتبار الامر كرسالة لرئيس التيار الوطني الحر، بعد ان خرج نائب رئيس مجلس النواب وعضو تكتل لبنان القوي الياس بوصعب عن قرار وتعليمات باسيل. فهل هي عدوى “التغييريين” بدأت تنتقل الى البرتقالي؟ وما هي السابقة التي اراد “استيذ عين التينة” تسجيلها من خلال اعتباره الصوت غير ملغى؟
– تراجع اصوات النائب المرشح ميشال معوض، رغم ان كل “البوانتاجات” كانت تدل الى عكس ذلك، وهو ما ارجعه البعض الى ضغوط كبيرة تمارس، من بينها من احدى الدول الغربية المعنية بالملف اللبناني، وهو ما رأت فيه بعض المصادر خطوة ايجابية في اتجاه السير نحو رئيس توافقي، في حال نجاح المساعي في اسقاط سليمان فرنجية بوصفه مرشح تحد بالنسبة لاطراف المحور. فمن هي الاصوات التي فقدها ولمصلحة من انتقلت؟
– دخول رئيس “تيار المردة” الى الحلبة رغم عدم اعلانه لترشيحه رسميا ، وهي خطوة كانت اشارت اليها بعض الاوساط على انها ستكون مفاجأة الجولة السادسة. فهل جاءت تلك الورقة لحرق “بنشعي” وتدمير حظوظها؟ ام على العكس جاءت على حساب المناسب الزغرتاوي؟
– تقدم المرشح زياد بارود، ونجاحه في اختراق العونيين و”التغييريين”، رغم تأكيده في تغريدته الماضية على انه غير مرشح بعد. فهل ما حصل مؤشر الى امكان ان يعتمد من “التغييريين”، والاهم ان يتبناه التيار الوطني الحر في حال نجاح زيارة رئيس التيار الى باريس؟
وسط هذه المتغيرات برزت الى العلن بالامس، معلومات عن تواصل بالواسطة بين “القوات اللبنانية” ورئيس مجلس النواب، يرجح ان قناته رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي”، الذي يحاول احداث خرق في جدار الازمة الرئاسية، في وقت تكفل فيه رئيس حكومة تصريف الاعمال بتأمين كتلة سنية راجحة، تحت غطاء “نادي الاربعة”، الذي تضاربت المعلومات حول مدى اقتناع اطرافه بالفكرة.
عليه، قرر رئيس المجلس الدعوة الى الجلسة السابعة الخميس النقبل ، تاركا للوقت ان يلعب لعبته، عل الاطراف “تستوي” وتأتي طالبة لطاولة حوار تنتج رئيسا تسوويا، او يسبق سيف الخارج عزل الداخل فيفرض رئيسا لن يكون بالتأكيد “بلا طعمة ولا لون” خلافا لاعتقاد الكثيرين.