أنفاق» الجنوب تضيف عبئاً ثقيلاً دفع عون إلى التحرُّك
معطيات تفاؤلية حذرة قد تسمح بولادة الحكومة قبل آخر السنة
مع تسلم رئيس الجمهورية ميشال عون زمام المبادرة لإزالة العقبات من أمام ولادة الحكومة المتعثرة منذ ما يقارب السبعة أشهر، تفادياً لحصول الكارثة، ارتفع منسوب التفاؤل بعض الشيء بإمكانية الخروج من المأزق الذي يضغط على المشهد الداخلي، وسط تحذيرات من خطورة بقاء الوضع على ما هو عليه، بالنظر إلى الانعكاسات السياسية والاقتصادية، وتحديداً بالنسبة إلى مؤتمر «سيدر» الذي التزم لبنان من خلاله بإصلاحات لا يمكن القيام بها إلا في ظل حكومة أصيلة تأخذ على عاتقها تنفيذ هذه الإصلاحات التي لا بد منها، لإنقاذ البلد من أزماته.
وتشير المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، من مصادر متابعة للمشاورات التي يجريها الرئيس عون، إلى أن خطورة الأزمة بعد وصول عملية التأليف إلى حائط مسدود، استدعت تحركاً عاجلاً من جانب رئيس الجمهورية الذي ما عاد قادراً على تحمل المراوحة في التأليف، وبالتالي فإنه أراد أن يحمل كل طرف مسؤوليته، في إطار البحث عن مخارج لمأزق التشكيل الذي يهدد البلد بأفدح الخسائر، في ظل الشروط والشروط المضادة التي تحاصر عملية تأليف الحكومة، ما جعل الرئيس المكلف سعد الحريري عاجزاً عن إنجاز مهمته كما كان يأمل عند التكليف، في وقت ترى المصادر أن مؤشرات تصاعد الدخان الأبيض الحكومي تبدو مشجعة هذه المرة، سيما وأن رئيس الجمهورية حصل على وعود من الأطراف المعنية بالتأليف، باستعدادها لتقديم المزيد من التنازلات من أجل تسريع الولادة، تفادياً للأسوأ وإنقاذاً من الانهيار المحتوم الذي يحاصر الجميع.
وكشفت المعلومات أن تطورات الأوضاع الجنوبية المتصلة بالأنفاق التي تم اكتشافها، أضافت عبئاً ثقيلا أرخى بثقله على مسار الأمور، خاصة وأن لبنان الرسمي يتعاطى بجدية مع التهديدات الاسرائيلية، وكان لا بد من توحيد الموقف الداخلي، تحسباً من أي عدوان إسرائيلي جديد، فكانت مسارعة الرئيس عون إلى إعادة تحريك الملف الحكومي، بعد استشعاره خطورة بقاء البلد دون حكومة على كافة المستويات، بانتظار استكمال المشاورات التي يجريها في إطار مبادرته التي تتوقع لها أوساط قريبة من رئيس الجمهورية نتائج إيجابية لمصلحة تعبيد الطريق أمام ولادة الحكومة التي لم تعد بعيدة، متحدثة عن بروز معطيات أولية تفاؤلية توحي بقرب طَي صفحة التأليف، تمهيداً لإعلان الحكومة إذا سارت الأمور كما يؤمل، في مهلة لا تتجاوز آخر السنة، وهو ما يسعى الرئيسان عون والحريري لتحقيقه.