IMLebanon

مغارة الكازينو  من عجائب الدنيا السبع  

في استطاعة اللبناني أن يتباهى:

عارضة أزياء لبنانية تتقاضى من كازينو لبنان راتباً شهرياً يفوق الراتب الشهري الذي يتقاضاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رئيس ثاني أكبر دولة في العالم. فإذا كان هذا الرئيس يتقاضى سنوياً ما يوازي المئة ألف دولار، فإنَّ العارضة الآنفة الذكر تتقاضى أحد عشر ألف دولار شهرياً، أي ما مجموعه سنوياً 132 ألف دولار، وهي تظل أفضل من الرئيس بوتين، فهو لديه مسؤوليات جسام:

يحضر إلى مكتبه يومياً ويتابع شؤون شعبه والعالم، فيما تلك العارضة لم تحضر يوماً إلى مكان عملها بل يصلها الراتب إلى البيت! وهي مسجَّلة على أنَّها موظفة في كازينو لبنان منذ أكثر من عشرة أعوام، أي أنَّها تقاضت حتى الآن أكثر من مليون و320 ألف دولار من دون أن تقوم بأيِّ عمل يُذكَر، كما أنَّ المعلومات تشير إلى أنَّها كانت تتقاضى Bonus بين الحين والآخر، ما يرفع المبلغ الذي تقاضته إلى أكثر مما هو مذكور.

***

في استطاعة اللبناني أن يتباهى، إبنة أحد رؤساء مجالس الإدارة أهداها والدها وظيفة في الكازينو، وكانت تأتي ساعة تشاء وتغادر ساعة تشاء، وحين ترك والدها منصبه غادرت مكتبها لكنها لم تغادر عملها فبقيت تتقاضى راتبها الذي يفوق الستة آلاف دولار.

***

في استطاعة اللبناني أن يتباهى، أحد المرشحين للنيابة ممن كانت لديهم علاقات مميزة وحسن جوار بمَن كانوا يسيطرون على الأرض وفي السياسة قبل العام 2005، لم يكتفِ بتوظيف نجلٍ من أنجاله في الكازينو، بل استطاع توظيف إثنين منهم، وبالتأكيد من دون أن يحضرا إلى الكازينو.

***

إبتسِم أنت في لبنان:

مسؤول غير مدني، نجح في توظيف إثنين من أقاربه في الكازينو، وبسبب حساسية موقعه فإنَّ قريبيه لم يكونا يحضران إلى الكازينو إلا مرَّة كلَّ آخر الشهر لقبض راتبيهما.

***

إبتسم أنت في لبنان، موظفون في كازينو لبنان لكنهم مغتربون منذ أكثر من ثلاث سنوات، إلاّ أنّهم ما زالوا يتقاضون رواتبهم التي تصل إليهم بالبريد السريع.

***

إبتسم أنت في لبنان! هذا هو المَعلم السياحي الرابض على أجمل خليج في العالم.

هذا هو المعلم السياحي الذي استضاف مشاهير العالم من نجوم وفنانين وعازفين.

هذا هو المعلم السياحي الذي وُجِد ليضاهي كازينوهات العالم.

أين هو اليوم؟

لقد انحدر، وللأسف الشديد، ليتحوّل إلى مجرد مكتب توظيف، كلُّ زعيمٍ أو متنفِّذٍ أو مرشَّحٍ مغمور أو وجيه، يأتيه أحدٌ من مناصريه ليُدبِّر له وظيفة، فيستسهِل الأمر ويدله على الطريق الأسرع، وبسحرِ ساحر يُصبح موظفاً في الكازينو، له ما لغيره لكن ليس عليه ما على غيره.

ولأنَّ لا أحد أحسن من أحد في هذا البلد، فإنَّ بعض السياسيين متورِّطون في آفة التوظيف في كازينو لبنان حتى بات ينوء بالأحمال الثقيلة التي توضَع فوقه.

لكن لماذا سمح رئيس مجلس الإدارة، ومجلس الإدارة بذلك؟

الجواب في غاية البساطة:

لأنَّهم من خلال إرضاءات التوظيفات أرادوا تغطية مخالفاتهم في الكازينو. وهكذا نشهد مثلث المخالفات:

متنفِّذٌ يطلب ما لا يستحقه لمن لا يستحق، ورئيس مجلس إدارة يوافق على ما لا يحق له أن يوافق عليه!

إنه البيع من كيس الدولة.

وبعد، هل تسألون لماذا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مُطالبٌ بأن ينشل إقفال كازينو لبنان، ولا تسألون بعد هذه المعلومات والمعطيات لماذا الحرب تُشن عليه جِزَافاً؟