IMLebanon

تصعيدٌ جنوب لبنان.. لدخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في غزة؟

 

 

فيما لا شك فيه ان العدو الإسرائيلي في مأزق، ويريد من غيمةٍ وقف إطلاق النار في جبهة واحدة على الأقل، مع حفظ ما تبقّى من ماء الوجه، فالاستنزاف الذي تفرضه المقاومة الإسلامية في لبنان يُعرقل ويشتت العدو بحيث لا يستطيع النهوض من الصدمة التي تلقّاها في ٧ أكتوبر، وأنصار الله في اليمن تمضي بمسار فرض شبه حصار على الكيان مع إغلاق باب المندب أمام السفن المتجهة نحو الأراضي المحتلة، أما الحشد الشعبي يواصل السير قدماً باستهداف القواعد الأميركية على الأراضي العراقية والسورية كضغطٍ على الراعي للجرائم الإسرائيلية من جهة وكاستكمالٍ لتنفيذ قرار خروج أميركا من المنطقة، ويمكن الحديث عن ان الجنود الذين دخلوا عامودياً يخرجون أفقياً، وكل هذا غيض من فيض المصائب على الصعيد السياسي التي بدأ يستشفها نتنياهو من شعبه الثائر في وجهه كما رعاته الذين امتنع أحدهم عن التصويت في اجتماع مجلس الأمن الدولي، فما الحلول المطروحة أمام الكيان؟ وهل يستطيع مواصلة اعتداءاته الهمجية على غزة الى أمد طويل؟

روّجت خلال الفترة الماضية وسائل الإعلام الإسرائيلية اسم يحيى السنوار بطريقة مكثفة كهدف يشفي غليل المستوطنين وأهالي الأسرى الذين طفح كيلهم، هو ذات الأسلوب الذي سبق اغتيال الشهيد القائد قاسم سليماني، لكن المفارقة أن العدو يعتبر اغتيال السنوار هو الخطوة الأولى التمهيدية للسير في مسار وقف إطلاق النار، إلّا ان هذه الحملة الإعلامية يراها العديد من الخبراء على أنها لن تفضي الى اغتيال السنوار نظراً للإجراءات الأمنية التي تتخذها حركة حماس لحمايته.

في هذا الإطار عاد القرار ١٧٠١ ليصدح من جديد على مسمع الجميع، بالتزامن مع تهديداتٍ خرجت عن لسان غالانت وغانتس ونتنياهو وغيرهم ممن وضعوا جنوب لبنان كهدفٍ موازي لغزة، مع علم مسبق ان لا غطاء أميركي لحرب شاملة في المنطقة، وهنا بيت القصيد، فقد يلجأ العدو للتصعيد شمالاً ليصل لمرحلة «قاب قوسين أو أدنى» من الحرب الشاملة، ليتم عقد اجتماعٍ لمجلس الأمن الدولي مع تنسيق مسبق بين حكومة العدو والولايات المتحدة الأمريكية للتصويت على وقف إطلاق النار في غزة وجنوب لبنان في آنٍ معاً، حتى لا يُنظر للعدو نظرة ضعف، ويُقال أن المقاومة في غزة أوصلته الى اللجوء الى وقف إطلاق النار.

وفي سياقٍ متصل فقد لمس الرئيس نبيه بري بوادر تصعيدية على جبهة جنوب لبنان، وهو المعروف بنهجه المقاوم كما حنكته في إدارة المفاوضات، ليكون حديثه يوم أمس ترسيخاً لما ذُكر، ففي حال توسيع رقعة الاستهداف جنوباً، سنرى الرئيس بري مباشرةً مديراً لمفاوضاتٍ كما في حرب تموز ٢٠٠٦.

في غضون ذلك يرى البعض أن أحداث ٧ أكتوبر قد عجّلت في اندلاع الحرب الشاملة، أما البعض الآخر فيرى أنها قد أجلت، لكن الأمر الواضح ان إسرائيل ليست مهيئةً لها في حال حدوثها، فرغم الغطاء الدولي الذي تحظى به، إلّا أنها تلقى الصفعات العسكرية من عدة جبهات، كما وأنها تطال الولايات المتحدة الأميركية، الأمر الذي سيدفع بها لوقف إطلاق النار وإعادة ترتيب أوراقها.