Site icon IMLebanon

ماذا بعد؟

 

تمّ وقف إطلاق النار وإيقاف حرب مدمّرة كبّدت لبنان الكثير. نتقدّم بالعزاء لعائلات الشهداء الذين سقطوا، ونتمنّى الشفاء العاجل للجرحى وعودة آمنة للنازحين إلى مناطقهم، بعدما عانوا الكثير.

لا يمكننا إنكار شجاعة المقاتلين في صفوف «حزب الله» الذين وقفوا ببطولة في وجه جيش مدجّج بأحدث الأسلحة ومدعوم من أقوى الدول. لقد قدّموا نموذجاً من التضحية والإصرار في مواجهة التفوّق العسكري. لكن، في النهاية، تبقى هذه الحرب عبثية، لأنّها لم تكن في مكانها الصحيح.

فقد جلبت المعارك الكثير من الدمار في بلدنا، وأسفرت عن مقتل وجرح الآلاف من المدنيّين، من دون أن تساهم في حل أية مشكلة. ومن المؤسف أنّنا فقدنا الكثير من الطاقات، التي تتمثل بعدد الشباب الذين استشهدوا، والتي نعتبرها من صلب قدرة لبنان بالدفاع عن نفسه في حال تمّ الهجوم عليه.

من هنا، فإنّه من الضروري أن نعيد التفكير في تماسك الفئات اللبنانية، وإبعاد لبنان عن المشاكل خارج حدوده، إذا كانت هناك رغبة حقيقية في النهوض بلبنان من المآسي التي سبّبتها هذه الحرب، والسياسات الماضية التي دمّرت اقتصاده وإعادة بنائه، والأهم توحّد جميع أفرقاء هذا الوطن حول خطة مدروسة لإعادة بناء الاقتصاد اللبناني، وهذا يحتاج إلى خطوات عديدة ذكرناها مراراً، مثل وضع المصارف والقوانين الحقيرة وغيرها، لكن يبقى أنّ إقرار قانون للشفافية المطلقة والبيانات المفتوحة هو خطوة حاسمة نحو كل نشاط يهدف إلى إعادة البناء.

واليوم نستطيع تحويل مأساة تدمير العديد من القرى الجنوبية إلى ربح للجميع، عبر التركير على إعادة إعمار القرى الجنوبية بطريقة نموذجية، تدمج بين الجمال الطبيعي والتنمية العمرانية المستدامة. يجب أن تُبنى المنازل والمرافق العامة بأسلوب يتماشى مع البيئة المحيطة، ويأخذ في الاعتبار الحفاظ على الطبيعة وتنسيق المدن والقرى بطريقة تجعلها جزءاً من المناظر الطبيعية الخلابة.

 

الحفاظ على المساحات الخضراء، وزراعة الأشجار، وإعادة تأهيل الأراضي الزراعية يجب أن تكون جزءاً أساسياً من هذه الرؤية. واعتماد قانون بناء لا يسمح بأن يتعدّى البناء الـ7 أمتار، ومحاولة تطبيق هذا التوجّه على إعادة الإعمار في كل المناطق اللبنانية. وبهذا الشكل، نكون قد ضمنا ليس فقط إعادة بناء البنية التحتية، بل تعزيز جمال المنطقة بشكل يتناغم مع طابعها الأصلي.