IMLebanon

لماذا صعّد «الحزب» ولاقته إسرائيل بعد إعلان احتمال وقف إطلاق النار؟

 

 

‏يقول مصدر سياسي مطلع، كيف يتمّ توقيع اتفاق سطّرته أميركا والدول المفاوضة ولم تطلبه حتى الآن الدول المعنية؟ أي الدولة اللبنانية وإسرائيل من مجلس الأمن؟ موضّحةً أنّ طلب وقف إطلاق النار يجب أن يتوجّه من قِبل الجهات الرسمية المعنية، أي من قِبل الدولة اللبنانية ومن قِبل إسرائيل، وهذا ما لم يحدث حتى الآن! ولم يطالب أحد من الدولتَين بوقف إطلاق النار! وعليه، كيف ستجتمع هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن من دون طلب رسمي؟

كشفت مصادر متابعة لـ«الجمهورية»، أنّ وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير هدّد رئيس حكومته بنيامين نتنياهو بالاستقالة في حال قَبِلَ بطرح وقف إطلاق النار، إذ يُعتبَر بن غفير من المتشدّدين.

في المقابل، لاقى «حزب الله» الطرح الأميركي بالتصعيد وبإطلاق الصواريخ على تل أبيب، وأمس على الجليل، فور إعلان احتمال وقف إطلاق النار. في وقتٍ أشاعت مصادر مقرّبة من «الحزب» بأنّه غير موافق على مضمون الطرح الأميركي.
بذلك، تراجعت إسرائيل وتراجع «حزب الله»، ورفضت «حماس»، فقابلت إسرائيل تصعيد صواريخ «الحزب» باستكمال تصفية قادته من دون أن تُفرمِل أجندة الاغتيالات، الأمر الذي يؤشّر إلى تراجع أمل وقف إطلاق النار.
مصادر مطّلعة كشفت لـ«الجمهورية» أنّ الاتفاقات الكبيرة بحاجة إلى وقت، بمعنى أنّه ليس هناك أي اتفاق يسير من المسودة الأولى، بل إنّها تُطرح للنقاش. ومن بعدها تُطرح المسودة الثانية والثالثة، فتتلقّطها المخابرات المعنية بالدول المفاوِضة أي المصرية (حماس السنوار) والمخابرات القطرية التي تمون على «الحزب»، وتناقشها فرنسا والولايات المتحدة اللتَان بدأتا أساساً اجتماعاتهما لمناقشة المسودات والأوراق والطروحات، وتبقى اللمسات الأخيرة للحل.
في الوقت الضائع، تتسابق الأطراف لتحسين شروطها ولتصفية حساباتها، سواء بالتصعيد العسكري أو باستكمال عمليات الإغتيالات…
من جهة أخرى، يقول مصدر مطّلع، إنّه تبيّن من الطرح الأول أنّ «حماس» لم تأخذ مطالبها، لذلك رفضت طرح وقف إطلاق النار بشكل صارم، إذ تساءلت كيف ستُسلّم الرهائن وماذا سيضمَن لها وقف إطلاق نار دائم؟

أمّا الحزب الذي اعترض على مضمون الطرح الأميركي، فقِيلَ إنّ لديه ملاحظات عليه فصعّد، وكان جوابه إطلاق الصواريخ على الجليل وهو الذي بحسب مؤيّديه، لم يَشفِ غليله بعد ولم يَنتقم لاغتيال كبار ضباطه وقادته، لذلك استشرس بعد إعلان احتمالية وقف إطلاق النار.

في التحليل السياسي
يرى المتابعون أنّ الاحتمال المتبقّي هو الذي يقول لماذا التوقيع على طرح في عهد يتبقّى منه شهر واحد، أي عهد الرئيس بايدن، في وقتٍ من الأفضل للأفرقاء المتصارعين توقيع المعاهدات مع العهد الجديد، بل إنّه من المستحسن أن يتمّ مع الرئيس الجديد؟
غير أنّ مصادر غربية مطّلعة أوضحت لـ«الجمهورية» أنّ المعاهدات التي تُبرمها الولايات المتحدة تكون مع الإدارة الأميركية ومع الدولة العميقة، فتبقى ثابته مع أي رئيس جديد، خصوصاً المعاهدات والاتفاقيات الكبيرة والمهمّة بين الدول.