IMLebanon

الحرب آخذة بالاتساع ولا مؤشرات قريبة على وقتها

 

المحاولة الأميركية الجديدة لوقف إطلاق النار لم تحمل بوادر تسوية

 

 

لن تختلف أولوية لبنان الرسمي والشعبي عن الأمس واليوم والغد والقائمة على وقف إطلاق النار، وإي كلام آخر  يمر بشكل ثانوي . فأرتفاع منسوب التفاؤل بالتوصل إلى هذا الأمر وانخفاضه إلى حد انعدامه في الكثير من الأحيان منطقي بفعل مسار المفاوضات وتوجه المشاركين في الحرب وأهدافهم.  زار المبعوثان الأميركيان آموس هوكشتين وبريت ماغكورك رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو،  وناقشا السبل الأيلة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في محاولة هي الأخيرة من الإدارة الأميركية الحالية. وما كان مقدرا حصل، أي أن ستاتيكو الحرب قائم وما من اتفاق أو تفاهم في الوقت الراهن. وبمراجعة بسيطة لتوجه نتنياهو كما لكلام الأمين العام الجديد لحزب لله الشيخ نعيم قاسم، فإن هناك اشارات واضحة تم إرسالها: المعركة مستمرة،  وكل ذلك يقود إلى التأكيد أن الحرب آخذة في التمدد والسيناريوهات العسكرية المرسومة من قبل طرفي النزاع لا تراجع فيها، مهما بلغت الخسائر. وهكذا لا يبدو أن هناك حلا وشيكا والآمال التي عقدت على تحقيق هدنة ولت سريعا،  فكيف تكون الفرصة الثانية ؟ وهل تتأخر؟

مما لا شك فيه أن الحراك الدييلوماسي الأميركي سينطلق بعد فترة من الزمن حتى وإن قام انشغال بالانتخابات الرئاسية الأميركية  سواء عبر موفدين قدامى أو جدد، في حين تبقى الاتصالات اللبنانية متأهبة، وقد تأتي مسودات الحل وتذهب كما تقول مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء، على أن التسوية لإنهاء الحرب لم يحن أوانها وهذا ما كانت عليه خلاصة اجتماع الموفدين الأميركيين كما  ألمح اليه نتنياهو الذي قال ان هناك ضغطا لتحقيق تسوية في لبنان  قبل الأوان والواقع أثبت العكس، وذهب إلى الأشارة إلى  أنه لا يحدد موعدا لنهاية الحرب لكنه يضع اهدافا واضحة للأنتصار فيها وإن أي وقف لأطلاق النار يجب أن يضمن أمن لأسرائيل  . وفي هذا السياق ، يقول العميد الركن الطيار اندره بو معشر ل اللواء  : مخطىء من يظن أن نتنياهو سيقبل بوقف إطلاق النار قبل ضمان تحقيق الأهداف التي أعلنها.

 

وماذا عن سيناريو استمرار المفاوضات، يؤكد العميد بو معشر أن المفاوضات مستمرة إلى حين ضمان تحقيق الأهداف.

وتفيد هذه المصادر أن استمرار المفاوضات وإن بوتيرة بطيئة لا يؤثر  على المسعى الكبير لتحقيق وقف إطلاق النار في المرحلة المقبلة، اما ملامح التسوية فلم تستقر ولن تستقر منذ الآن وسط الحديث عن معارضة متبادلة لبنود واردة في الاتفاق تعد رئيسية، وهذا ينتظر الراعي الأساسي أي الولايات المتحدة الأميركية وتوجه الرئيس وفريقه الذي يصل إلى البيت الأبيض، وإلى حين إتمام هذه الأنتخابات وما بعدها من ترتيبات بشأن الملف اللبناني فإن مرحلة من التصعيد مقبلة وفق التوقعات والمعطيات ما يعني المزيد من القتل والتدمير، مشيرة إلى أن دخول دول عربية  على خط الحراك الدييلوماسي من شأنه المساهمة في الدخول كوسيط ما، والجانب الإسرائيلي يريد فرض شروطه لتحقيق ما يعتبره أمن مستوطنات الشمال وحرية التحرك  والألتزام الفعلي بالقرار ١٧٠١، في حين أن لبنان الذي أكد عدم المس بالسيادة فإنه وضع ثوابت محددة، اما حزب لله وبعد إعلان أمينه العام فصل لبنان عن جبهة غزة فسبق أن ترك مسالة التفاوض لرئيس مجلس النواب نبيه بري، ولم يقل عكس ذلك اليوم.

 

وترى أن ما من أحد يمكنه معرفة ما الذي يخطط له الجانب الإسرائيلي عسكريا لجهة مضاعفته تجاوز الخطوط الحمر وإنهاء ما بدأه وفق ما يقول مراقبون،  في حين يتحدث الحزب عن استعادة عافيته العسكرية ويتحفظ عن اية تفاصيل في المواجهة، وإزاء هذا المشهد فإن التفاوض تحت النار يأخذ مداه مع إمكانية بروز معطيات تسرع هذا التفاوض أو تجعله بطيئا.

وهكذا قد يكون الخامس من تشرين الثاني بمثابة موعد  مفصلي لوضع أسس لوقف إطلاق النار دون أن يعني أنه الموعد الفعلي لذلك،  إذ أن هناك صولات وجولات من المفاوضات وتعثر وتقدم وسيناريوهات أخرى قبل الوصول إلى الحل المنشود.