بعد انتهاء مهلة الستين يوما، أو ربما قبلها، قد نذهب الى حرب جديدة في حال استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان… باعتراف قيادي في الثنائي الوطني، فان المقاومة لن تسكت على استمرار الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار… أكثر من ذلك، فان عدم انسحاب العدو الإسرائيلي من لبنان بعد انقضاء المهلة المذكورة، وتقدّمه خلال الساعات الماضية في بعض المناطق الجنوبية وصولا الى وادي الحجير هو احتلال، ومن حقنا كمقاومة أن ندافع عن أرضنا ولا نتقيّد بأي اتفاق، طالما ان العدو خرق هذا الاتفاق والقرار ١٧٠١، وعليه، لن نسمح باستمرار الخروقات والانتهاكات حتى قبل انقضاء مهلة الستين يوما ومستعدون للمواجهة لتحرير أرضنا… كاشفا عن مشاورات مكثفة بين الثنائي الوطني، وأخرى بين الدولة اللبنانية والجهات راعية الاتفاق لإجبار العدو على تنفيذه والالتزام بالقرار ١٧٠١ بشكل نهائي وحازم قبل أن تتطور الأمور الى ما لا تحمد عقباه.
الأخطر بحسب القيادي، ان العدو يحاول تمرير رسائل بعدم انسحابه من القرى التي احتلها بعد انقضاء مهلة الستين يوما، وهذا كلام «خطير جدا»، ويثبت بان المقاومة فقط هي من تحمي لبنان، ولا خيار للتعامل مع العدو إلّا باستمرارها لانه لا يفهم إلّا لغة القوة.. من هنا، فاننا نؤكد بان المقاومة لن تسمح للعدو بأي تواجد في الجنوب اللبناني سواء بشكل مؤقت أو دائم بعد انتهاء مهلة الستين يوما.
وكشف القيادي ان جهة لبنانية مهمة أبلغت الفرنسيين والأميركيين، وستبلغ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين خلال زيارته المقبلة الى لبنان مطلع السنة القادمة بان العدو تمادى في خروقاته وانتهاكاته، وما يقوم به هو فشل ذريع لاتفاق وقف إطلاق النار، والمقاومة «حلّ» من هذا الاتفاق إذا ما استمر العدو بما يقوم به.
رسالة أخرى مرّرها القيادي الى الحكومة والجيش اللبناني بضرورة التحرك جديّا لوقف الخروقات الإسرائيلية وإجبار العدو على الانسحاب من قرى جنوب الليطاني، معتبرا ان أداء الدولة اللبنانية ضعيف جدا وعليها إعادة تقويم الموقف وطلب اجتماع عاجل مع الجهات الراعية للاتفاق لتقديم موقف لبناني رسمي واضح مما يحصل.
يقول القيادي ان زيارة هوكشتاين ستكون مفصلية لجهة توضيح التلكؤ الأميركي في معالجة الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار بوصفها الضامن والراعي الأساسي لهذا الاتفاق… في حين ان المقاومة تحمّل الدولة والحكومة اللبنانية وقيادة الجيش مسؤولية عدم ردع العدو عن استباحة الأراضي اللبنانية والإمعان في التدمير، في موازاة عدم توقف الخروقات الجوية وأخطرها استهداف البقاع بطائرات مسيّرة في اليومين الماضيين، وهو ما يمكن اعتباره مؤشرا خطيرا لإمكانية سقوط هذا القرار بشكل نهائي وتجدّد الحرب.
يبدو واضحا ان مسار الأمور يمضي قدما نحو تصعيد جديد على أكثر من صعيد… طبعا، لا يسقط القيادي من الحسبان الانعطاف الخطير في سوريا بعد إطاحة نظام الرئيس بشار الأسد، وتوغل العدو وسيطرته على نقاط استراتيجية في سوريا.