IMLebanon

احذروا ترويج الخطط التقسيمية

 

في وقت يقوم العدو الصهيوني باستباحة أجواء لبنان وبرّه وبحره، ويرتكب الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة ليلاً نهاراً وبدون رادع، بدعم أميركي ضد الإنسان اللبناني كما الفلسطيني، وعوض أن نرى التضامن اللبناني الصارم في وجه هذه الجرائم، ودعوة المؤسسات الأممية لوقفها، يطرح البعض مواقف ويدلي بتصاريح تضعف الهمم، وتزعزع الثقة في المقاومة اللبنانية.

وسواء كانت هذه المواقف والتصاريح عن حُسن نيّة أم عن سوء نيّة، فإنها تلتقي مع الأهداف القريبة والبعيدة للعدو. هذه المواقف معروفة للقاصي وللداني ويمكن الاطّلاع عليها من وسائل الإعلام، وقد يكون بعضها قابلاً لطرحه للنقاش في حالة السلم وليس في حالة الحرب.

 

نلاحظ ترويجاً لخطط تقسيمية من خلال طرحها في هذا الوقت المشبوه، كطرح أفكار تأسيس دويلات، فقد نظم أحدهم خريطة بيانية للبنان تظهر ما تملكه كل طائفة من عقارات، ما يمهّد الى تحديد دويلات طائفية ومذهبية.

هذه الممارسات تشكّل خطراً على وحدة الوطن، وتحريضاً على التقسيم، والمستغرب عدم تحرك «السياديون» للمحافظة على كل حبة تراب وهي حق لكل مواطن لبناني على مساحة الـــ10452كم2، بل عمدوا الى استهداف المقاومة ولم يستخدموا علاقاتهم في دعم الجيش اللبناني بالأسلحة الدفاعية ولم ينادوا ببناء قوة رادعة لحماية لبنان من العدو الخارجي.

ما هو موقفكم أيها «السياديون» من تواجد أحد علماء الآثار الصهاينة على أرض الجنوب اللبناني، وقد قُتل أثناء بحثه بالأرض التي يزعم ان لليهود وجوداً تاريخياً فيها حتى صيدا، ومن ترويج نتنياهو بفكرة تنفيذ شرق أوسط جديد، وهل تقاومون ما تقدم أيها «السياديون» بشعار «قوة لبنان في ضعفه»؟!

هذا وطرحت أيضاً في احدى الوسائل الإعلامية نتائج محضّرة مسبّقاً لاستفتاء بموضوع مَن مِن الجمهور مع فكرة خدمة العلم ومَن يعارضها، وقد أعلنوا ان نتائج هذا الاستفتاء جاءت رافضة ما يخلق إحباطاً يهدف الى ابتعاد الشعب عن الجيش اللبناني وتقديم خدمة العدو.

أما المخطط الاستعماري بتقسيم البلاد العربية الى دويلات فهو جارٍ على قدم وساق لتكون إسرائيل الدويلة اليهودية هي الأقوى في المنطقة بل المسيطرة.

هذا وتعمل الدوائر الاستعمارية اليوم ومن خلال إجراء احصاءات سكانية مذهبية في العراق لزرع الخصومة والحقد والأنانية للوصول الى تنفيذ أهدافها، كما نرى ان تقسيم السودان هو هدف من الأهداف الموضوعة حيث ان النزاعات الحاصلة فيه هي لخدمة هذا الهدف، ما يستوجب من أبناء الشعب العربي الانتباه والاستعداد للوقوف بقوة بوجه ما يحضر.

من أجل كل ما تقدّم وهو غيض من فيض نحن مع وقف فوري لإطلاق النار ومع تطبيق قرار 1701 ومع انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وتطبيق اتفاق الطائف بحذافيره دون نقصان أو تعديل ومع تعزيز الروح التضامنية بين اللبنانيين ومع الاعمار والإنماء بكل قوة ومع محاسبة الفاسدين، ولا سبيل لتحقيق كل هذا إلّا بتوحيد توجهنا وخطابنا وعندها نبني الدولة ونوقف بناء الدويلات.

* الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب