IMLebanon

من “وحدة الساحات” إلى “وحدة الهزائم”

 

إطلاق النار من أسلحة خفيفة ومتوسطة، والذي أشعل المخيمات الفلسطينية ليل الخميس- الجمعة، على مدى أكثر من ثلاث ساعات، وأدخل الرعب إلى نفوس المواطنين، هو جريمة موصوفة تُظهِر كم أن “الضيوف الفلسطينيين” يستوطون حيط الدولة اللبنانية، ليس من اليوم، بل منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، حين بدأوا بالتسلح وبمسار “الكفاح الفلسطيني المسلَّح”.

 

 

لكن ربما هي المرة الأولى في تاريخ الحروب العسكرية، أن طرفاً يعمد إلى إطلاق النار لمناسبة وقف النار. وهذه المفارقة تطرح جملة تساؤلات وربما استهجانات وسلسلة مطالبات:

 

 

إذا كان الفلسطينيون هم الذن أطلقوا النار “ابتهاجاً” بوقف النار، فكيف يكون ابتهاجٌ بهزيمة؟ فحركة “حماس” التي شنت هذه الحرب بدءاً من السابع من تشرين الأول 2023، حين اقتحمت ما يسمَّى “غلاف غزة”، في عملية “طوفان الأقصى”، هُزِمَت في هذه الحرب، ومَن يريد أن يجادل في هذا الأمر، فليراجع حسابات الربح والخسارة: غزة فوق الأرض لم تعد موجودة، دمار شامل، قياداتها تمت تصفيتهم بدءاً من يحيى السنوار، وصولاً إلى اسماعيل هنية، وما بينهما. فكيف يكون الانتصار

 

 

ما ينطبق على حركة “حماس” و”انتصارها” في غزة، ينطبق على “حزب الله” و”انتصاره” في لبنان:

 

 

تدمير أكثر من عشرين بلدة وقرية في منطقة “الحافة الأمامية” في الجنوب، كما تُعرَف.

 

اغتيال معظم قيادات “حزب الله”، من الأمين العام لـ “الحزب” السيد حسن نصرالله مروراً بالقادة الميدانيين وصولاً إلى مقاتلي قوات الرضوان. هذا عدا مستودعات الذخيرة والصواريخ، فكيف يكون الانتصار؟

 

 

 

الذي جرى أن النتيجة كانت “وحدة الهزائم” التي نجمت عن “وحدة الساحات”: “حزب الله” هُزِم في لبنان وحركة حماس هزِمَت في غزة، فهل مَن يطلق النار ابتهاجاً بالهزيمة؟ والدليل الأكبر على سقوط نظرية “وحدة الساحات” أن “حزب الله” وافق على اتفاق وقف إطلاق النار، ولم يشترط للقبول أن يتم وقف النار في غزة، فوافق فيما استمرت الحرب في غزة، فأين هي وحدة الساحات؟

 

عدا عن هذه الهرطقة، لا بد من التوقف عند أمر بالغ الأهمية: انتشار السلاح، لا بل انفلاشه، فطالما أن “مقاومة اسرائيل” عبر جنوب لبنان لم تعد متاحة، فما وظيفة السلاح الفلسطيني في الداخل وتحديداً في المخيمات؟ ألم يحن الوقت بعد لجمع هذا السلاح؟