IMLebanon

لهذه الأسباب سلّمت “إسرائيل” بوقف هجومها

 

على امل عدم انحسار موجة التقديرات الموغلة في التفاؤل، التي تسود بامكان نجاح مسودة اقتراح وقف اطلاق النار بين العدو الاسرائيلي وحزب الله، واصطدامها بعراقيل قد يرفعها رئيس حكومة “اسرائيل” بنيامين نتنياهو، يعيش لبنان حالة من الترقب، مع ازدحام الساحة المحلية بالاتصالات والمعطيات حول مصير التهدئة الجاري العمل على إنضاجها، على وقع تصعيد ميداني عنيف، امتد من الجنوب الى الضاحية وصولا الى البقاع.

 

على وقع هذه الاجواء بدأت التحليلات والنقاشات، حول اسباب العرقلة التي اصابت التقدم “الاسرائيلي” على الارض على اكثر من محور، رغم الضغط العسكري الكبير من قصف بري وجوي وبحري غير مسبوق، نجح حزب الله عبر خططه الموضوعة مسبقا في تخطيه، مستندا الى الدروس المستقاة من حرب ٢٠٠٦، وهو ما دفع، وفقا لاوساط مقربة من المحور، بـ “اسرائيل” الى التسليم بوقف اطلاق النار.

 

فكيف نجح حزب الله في افشال الخطة “الاسرائيلية”؟ يكشف مصدر متابع لمجريات التطورات على الجبهة الجنوبية منذ عام ٢٠٠٦، ان حزب الله بنى “استراتيجية دفاعية – هجومية” مباشرة مركزها منطقة جنوب الليطاني تقوم على ثلاث ركائز: الاولى، الخط الامامي عبر سلسلة انفاق، وظيفتها هجومية، الثانية، خط دفاع مرن عماده الصواريخ المضادة للدروع، الثالثة، نشر مئات قواعد اطلاق الصواريخ “العمياء” القصيرة المدى.

 

ويتابع المصدر ان الصواريخ المضادة للدروع، وهي التي يتكون منها النسق الثاني وفقا للجيش “الاسرائيلي”، والتي شكلت اساس المرحلة الثانية من العملية البرية، والتي يصل عمقها الى اكثر من عشرة كيلومترات، بهدف ابعاد خطر المنظومة الدفاعية المضادة للدروع والمؤلفة من:

 

– صواريخ “كورنيت” : وهي روسية الصنع، لمع نجمها خلال معركة وادي الحجير عام ٢٠٠٦، وشكلت مفاجأة حرب ٢٠٢٤، بعدما تبين ان غالبية هذه الصواريخ صناعة عام ٢٠٢٠، تم سحبها من مخازن الجيش روسي، حيث تحدثت تقارير استخباراتية عن ان مجموعة “فاغنر” قامت بنقل هذه الصواريخ لحزب الله، فضلا عن صواريخ اميركية، غنمت خلال المعارك في اوكرانيا. يشار الى ان حزب الله ادخل تعديلات على نظام الاطلاق الخاص بصواريخ كورنيت، اذ جعلها قادرة على اطلاق صاروخين متتاليين.

 

صواريخ “الماس” المستنسخة من صواريخ “سبايك” “الإسرائيلية” المضادة للدبابات، كان استولى عليها الحزب في حرب 2006، وتم نقلها إلى إيران حيث خضعت لهندسة عكسية. وصمم “الماس” ليكون أكثر دقة وكفاءة من النسخة “الإسرائيلية”، استخدم في حرب الاسناد لاستهداف القواعد العسكرية “الإسرائيلية” وأنظمة الاتصالات بدقة عالية، بمدايات وصلت الى نحو 16 كيلومترا، مما يمنحها القدرة على ضرب أهداف بعيدة نسبيا، كما انها تتمتع بقدرة على ضرب الأهداف من الأعلى، حيث تكون الدبابات وأهداف أخرى أكثر عرضة للإصابة.

 

ووفقا للتقارير الاستخباراتية، فان حزب الله تمكن من تأمين الاكتفاء الذاتي على هذا الصعيد، حيث اقام سلسلة لانتاج “الماس” داخل لبنان من أجل تقليل الاعتماد على سلسلة التوريد الإيرانية، نتيجة التحديات في ضمان استمرار تدفق الأسلحة من إيران في ظل الضغوط الإقليمية والعقوبات الدولية.

 

– صواريخ “تاو” الاميركية الصنع، التي حصل عليها حزب الله من غنائم حربه في سوريا ضد الجماعات المسلحة، التي كانت زودتها بها الولايات المتحدة الاميركية.

 

عليه، يختم المصدر بان الهدف الاساس وراء المطلب “الاسرائيلي” باخراج السلاح الثقيل من جنوب الليطاني، هو الصواريخ المضادة للدروع التي استخدمت في حرب الاسناد، ليس فقط ضد المدرعات بل ضد التحصينات ومراكز القيادة في العمق، كما حصل في استهداف قاعدة ميرون للقيادة والسيطرة، وقاعدة السيطرة على المناطيد في طبريا وغيرها من المواقع الاستراتيجية.