في كلمته الختامية أمام مؤتمر سيدر كرر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كلمة إصلاحات أربع مرّات. المشاركون في المؤتمر لاحظوا هذا التكرار واعتبروه رسالة موجهة الى الحكومة اللبنانية بأن أي مساعدة للبنان باتت مشروطة بالإصلاحات الإدارية والنقدية والإقتصادية، لأنه بعدما وصلت ديون لبنان الى أكثر من تسعين مليار دولار، مع الأحد عشر مليار دولار التي قررها مؤتمر سيدر، فإن الاصلاح بات ملزمًا لأي مساعدة يجب أن تُقدّم للبنان.
***
مع ذلك فإن الثقة بلبنان ما زالت متقدمة، بدليل حجم المبالغ التي قررتها الدول المانحة والمؤسسات التمويلية الدولية والعربية بما يفوق 11 مليارًا، كما تم تسجيل ما يقارب المليار دولار على شكل هبات.
***
ومن علامات الثقة بلبنان وحرص بعض الدول العربية على الوقوف الى جانبه، المساعدة السخية التي قدمتها دولة الكويت للبنان والتي بلغت 500 مليون دولار على شكل قروض على مدى خمسة أعوام.
المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبد الوهاب البدر أكد دعم الكويت الدائم لإعادة لبنان الى الوضع الاقتصادي الذي يجب أن يكون عليه.
وقال ان انهيار نمو الاقتصاد اللبناني الى معدل سنوي يبلغ ١% يشغل الشارعَين الكويتي واللبناني على حد سواء. داعيًا جميع الدول الشقيقة والصديقة لأن تقوم بدورها تجاه لبنان بهدف تعديل هذا الوضع، مشيرًا الى ان لبنان مر بتطورات وظروف صعبة في السنوات الماضية. وأكد أهمية تشكيل فريق يتابع نتائج هذا المؤتمر حتى يتم تحقيق الأهداف المرجوة منه.
كلمة دولة الكويت في مؤتمر سيدر لقيت ارتياحًا لدى الجانب اللبناني ولدى الدول المشاركة ولدى الهيئات والصناديق العربية والاوروبية والدولية، خصوصًا أن هذا البلد داعم اساسي للبنان، وهو من الدول التي لم توفر وسيلة لتقديم يد العون له، ليس منذ اليوم بل منذ بداية الحرب اللبنانية منذ ثلاثة وأربعين عامًا.
***
بعد النجاح على المستوى العربي والدولي، يبقى النجاح على المستوى اللبناني: كيف سيتلقف لبنان هذه التحولات؟
كلمة السر لخلفية انعقاد المؤتمر ولنجاحه ولاشتراط الاصلاح لتنفيذ مشاريعه، هي اعتبار انه باستضافة فرنسا مؤتمر سيدر ووجود الدول التي حضرته، فإن الحضن العالمي للبنان قد تأمن. ويبقى على اللبنانيين التنفيذ. فالعبرة بالتنفيذ، والكلام الذي قاله الرئيس الحريري أول من أمس عن أهمية تعاوننا جميعًا ودور التوافق السياسي في التوصل الى المشروع الذي وُضع أمام المؤتمر، هو الذي يؤدي الى النتائج المطلوبة.
***
يبقى القول أخيرًا ان أحد أسباب علل نجاح مؤتمر سيدر، هو ان فريق رئيس الحكومة أعد برنامجًا استثماريًا مؤلفا من مئتي مشروع. ولا يبقى لها سوى مجيء الشركات التي ستنفذ هذه المشاريع، وهنا يبدأ التحدي الجدي على لبنان في أن يكون عنوان الشفافية والاصلاحات الادارية التي من دونها لا يكون نجاح المؤتمر سهلا. فنجاحه تبعًا لبرنامج استثمار قدمه لبنان فيه أكثر من مئتي مشروع حيوي.