مضحك مبكٍ التباهي بانتصار يتبّنونه وهو ليس لهم، وحبذا لو يتفق قاسم سليماني والسيّد حسن نصرالله على من الذي انتصر… فاللواء سليماني يعلن من سوريا عن تحرير البوكمال من «داعش».
وهنا نريد أن نسأل: أين كان قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني يوم احتلت «داعش» البوكمال، وحين أصبحت المساحة التي تحتلها بعد سقوط الموصل بيدها خلال يومين من القتال، يومان لا غير، فسقطت مدينة الموصل وأصبحت مساحة المناطق التي تحتلها «داعش» بعد الإعلان عن قيام دولتها (الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام) على جزء من العراق وقسم من سوريا… أصبحت المساحة كبيرة جداً توازي مساحة كل من الدولتين على حدة تقريباً.
ثم عندنا سؤال الى اللواء قاسم سليماني: لماذا ذهب الى موسكو مرتين وكم هي القيمة المالية للعقود التي أبرمها مع الجانب الروسي لشراء أسلحة، مستنجداً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنقاذ النظام السوري المجرم ونظام ولاية الفقيه من السقوط لأنه لو لم يتدخل الروس لكانت «داعش» اليوم في طهران، وكما تعلمنا من الحرب العراقية الايرانية بين العام 1980 والعام 1988 أي بعد 8 سنوات من القتال، فإنّه ممنوع لأي فريق الانتصار، والمطلوب أن يبقى القتال دائراً لتدمير الدول العربية… وأكثر ما أثار إعجابي شكر السيّد حسن نصرالله في كلمته مساء أمس اللواء قاسم سليماني، فعلاً لا يمكن لأي مواطن إلاّ أن يقدّر هذا الإحترام المميّز من قِبَل السيّد للواء، خصوصاً أنّ الأموال والأسلحة التي يحصل عليها «حزب الله» من إيران هي بيد وإمرة اللواء سليماني، للتنويه فقط فإن نفي السيّد الإتهام أن يكون «حزب الله» يرسل صواريخ باليستية الى اليمن، فعلاً كان صادقاً في هذا النفي، لأنّ الصواريخ التي يمدّه الايرانيون بها ليس حراً بالتصرّف بأي صاروخ منها، فالقرار يعود الى إيران… ونقطة على السطر.
يُحكى عن الشهامة عند العرب وعن الدين وعن الأخلاق وعن الشرف… سؤال الى الجميع: هل يوجد في الحروب أي اعتبار للدين وللشرف وللشهامة؟ وسؤال آخر: حتى أليْس «داعش» مسلمين؟ نحن لا ندافع عن أعمال «داعش» ولكن عناصر «داعش» قد تم غسل أدمغتهم وأخذهم من الناحية الدينية الى التطرّف، الى القتل، ووضعوا في رؤوسهم انهم ذاهبون الى الجنّة بزعم أنّ هذا ما يطلبه منهم الدين، وهنا تكمن الخطورة في هؤلاء وفي أعمالهم… ولكن بالرغم من ذلك كله فهل حلّل الدين قتلهم… والغاية من ذلك كله هي أن يقتل المسلم أخاه المسلم.
ويتحدث السيّد عن الإنتصارات في البوكمال وأنه دخل التاريخ من خلال هذه الانتصارات… لا أعلم كيف يسمح أي مسؤول لنفسه بأن يتحدث عن الإنتصار في البوكمال… فماذا عن دور الطيران الروسي؟ وماذا عن الطيران الاميركي؟ وماذا عن طيران التحالف عموماً؟
ولماذا لم يقل لنا السيّد لماذا سقطت البوكمال؟ وكيف استطاع «داعش» خلال أسابيع معدودة أن يحتل مساحة أكبر من مساحة السلطة في العراق والسلطة المجرمة في سوريا؟ ولماذا لزم ثلاث سنوات لاسترجاع ما أخذه «داعش» خلال أسابيع؟ فأين البطولة يا سيّد؟
أسبوع واحد كان كافياً لسقوط النظام المجرم في سوريا لولا الإنقاذ الروسي باستخدام جميع الأسلحة وقوّة دولة عظمى ضد ميليشيا اسمها «داعش».
ويقول نصرالله إنّه عندما يتحرّر العراق وسوريا ولبنان من «داعش» والسنوات الظلامية الحزينة يجب أن نتوجّه بالشكر الى الجمهورية الاسلامية في إيران.
في الحقيقة المشكلة ليست «داعش» يا سيّد المشكلة أنّ أميركا هي التي خربت العراق وهي التي جاءت بآية الله الخميني حيث كان هارباً من شاه إيران فصنعت منه حالاً إسلامية شيعية وجاء الى إيران لينفذ الخطة المرسومة ألا وهي الفتنة السنّية – الشيعية، وبفضله بدأت حرب بين العراق وإيران لمدة 8 سنوات، وكلفة الحرب بلغت 500 مليار دولار خسائر و200 مليار ديوناً على العراق وأكثر من ذلك لإيران… والمشكلة في سوريا كما قال الملك عبدالله الثاني الهلال الشيعي الذي عملت إيران وتعمل لتجسيده.
فكيف يمكن أن نقول إنّ إيران هي التي تساعد على الإستقرار بينما الحقيقة أنه قبل الخميني لم يكن هناك أي فتنة بين أهل السُنّة والشيعة…
وتبقى كلمة لا بد منها نود أن نشير الى السيّد وإلى كل مَن يتناول دول الخليج العربي بالتحامل والتهجّم فندعو الى الأخذ في الإعتبار حاجة دولة مثل لبنان متواضعة الإمكانات، خصوصاً في المجال الاقتصادي، وربع سكانها موجودون في المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات وسوى ذلك من بلدان الخليج… حاجة لبنان الى أحسن العلاقات مع تلك الدول الخليجية، من أجل مصلحتنا إذا لم يكن من أجل مصلحتها… فاتقوا الله.
عوني الكعكي