الوطن بات مهدداً بمصيره والاستقرار.
والتعاطف مع كارثة النفايات كارثة، لا تحمد نتائجها!
لا يستطيع أحد إغضاء الطرّف عنها.
ولا مجال لتجاهل آثارها والنتائج.
طبعاً، كان الاعتداء على سيارة الوزير رشيد درباس، خيانة، لقضية كل الناس.
ووزير الشؤون الاجتماعية، وزير لكل الناس أيضاً…
ليس وزيراً ل ٨ و١٤ آذار.
بل هو وزير اختاره رئيس الحكومة تمام سلام.
وصديق معروف للرئيس نجيب ميقاتي، وإن انتابت علاقتهما أخيراً بعض التباينات.
وتربطه بالرئيس سعد الحريري، وبتيار المستقبل علاقات ودّ واحترام.
ولا أحد يريد أن يصف المعتدين عليه، وعلى سيارته بأنهم خارقون لأبسط المبادئ الخلقية.
والحمد لله انهم كانوا أقلية، وليسوا على طريقة قليل عديدنا.
والرئيس تمام سلام، يرئس مجلس الوزراء المؤجل الى اليوم، وهو ذاهب، إما الى الاستقالة أو الى تأجيل للجلسة.
ولو يصمت الوزراء، أفضل من تأييد رئيس الحكومة، أو من محاربته. لأن في الصمت ذهباً.
وفي رباطة الجأش، حكمة.
حسناً، فعل الرئيس نبيه بري، العائد من اجازة قصيرة في الخارج، عندما وصف ما يجري بأنه متحف طبيعي.
قبل سنوات كان الرئيس بري يزور باريس، حضر اجتماعات للجمعية الوطنية.
وزار مجلس الشيوخ.
وارتاح في قصر فرساي الشهير، حيث صنع البطريرك الحويك لبنان الكبير.
ويومئذ، قال الرئيس بري، انه ما أضيق الأمل في هذا الوطن الصغير، لو أخفق البطريرك الكبير في تكبير لبنان.
ورأى ان التكبير، هو تحدٍ لارادة لبنان في العيش، أو في التعايش مع التصغير.
لكنه شدّد على ان التحدي باقٍ، أمانة في الأعناق، لأن في لبنان الصغير نهاية لبنان.
امس، كانت سيدات لبنان ورجاله يحتفلون ب مئوية لبنان الكبير.
حرص الكبار على تذكير الجيل القديم والحديث، بأن تكبير لبنان يستحق الاحتفال بمئويته.
والشيء الوحيد الذي ينبغي للبنانيين أن يسألوه لأنفسهم:
ماذا كان سيصبح بلبنان، لو بقي بلداً صغيراً؟
وماذا سيحل به، لو لم يفهم الكبار الآن أهمية لبنان الكبير؟
في خضم أزمات وطن مهدد بالانهيار، يريد الجميع أن يسألوا ٨ و١٤ آذار والمستقلين، عن أي مصير ينتظرهم، وهم يواجهون ما يحدث في جمهورية النفايات؟
أسهل شيء هو التصغير.
وأصعب امتحان هو التكبير.
ولو فكر كل انسان بمصيره، لاتضح امامه ما كان ينتظره لو استسلم الجميع ل خيار التصغير.
أو لخيار التقوقع والانعزال.
كان وزير التربية رئيف ابي اللمع يفتتح مدرسة رسمية، وهبها مربٍّ كبير لأهالي بلدته.
وعندما جاء دوره في الكلام، وقف الأمير مزهواً بوطن اختار التكبير لا التصغير وقال للجميع:
عرفوا جيداً أن تصغير الوطن، هو باب يفضي الى نهاية سيئة!!