IMLebanon

شهادة» السنيورة تهدّد حوار المستقبل ــ حزب الله !!

ترددت خلال الايام الماضية اصداء شهادة الرئيس فؤاد السنيورة امام المحكمة الخاصة بلبنان واثارت موجة من ردود الفعل في شارعي 8 و14 آذار على حد سواء، خاصة وانها اتت على ذكر وقائع مرحلة مهمة متصلة بالاشهر الاخيرة التي سبقت اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبعلاقته مع سوريا كما مع المسؤولين الامنيين والسياسيين اللبنانيين في تلك المرحلة، وفي الوقت الذي ترفض فيه اوساط قيادية في فريق 8 آذار التعليق على وقائع شهادة الرئيس السنيورة في لاهاي، فقد قلل مصدر نيابي في قوى 14 آذار من مدى تأثير هذه الشهادة على الحياة السياسية الداخلية والملفات المحلية وابرزها طبعا بحسب المصدر الحوار الجاري بين «حزب الله» وتيار «المستقبل».

وكشف المصدر النيابي ان الحزب لم يعترف يوما بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان ولم يتعاط معها كما انه رفض التعاون مع محامي الدفاع الدولي الذين زاروا بيروت خلال السنوات الماضية، وبالتالي فان الشهادات المتتالية لمسؤولين لبنانيين والتي تناولت دور الحزب ولو من بعيد في تلك الحقبة لا تعني حزب الله من قريب او من بعيد، ومع العلم ان معظم الوقائع التي يجري الحديث عنها تشير الى علاقة تنسيق ما بين الرئيس الحريري وقيادة الحزب وتركز في الوقت نفسه على العلاقة السلبية ما بين الحريري والنظام السوري.

واعتبر المصدر النيابي في 14 آذار انه من المبكر الحديث عن اية تأثيرات سلبية على الحوار بسبب المعطيات الواردة في الشهادات السابقة والحالية امام المحكمة الخاصة بلبنان، لافتا الى ان الادانات المحلية والصادرة عن بعض القوى السياسية الداخلية هي التي تصوب على الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» من خلال الحملات المباشرة التي تستهدف الحزب وتتهمه بنشاطات عدة. واضاف ان هذه الادانة لم تمر بشكل هادئ وقد استدعت ردودا قاسية من قبل مسؤولي الحزب كما من وزرائه خارج وداخل الحكومة، مؤكدة ان السجال انتهى عند حدود جلسة الحوار الاخيرة ولن تكون له اية تداعيات باستثناء المواقف الاعلامية المبدئية من قبل فريق 14 آذار والتي تلاقي ردوداً سريعة من حلفاء الحزب في فريق 8 آذار.

واذا كان الرئيس السنيورة تطرق في شهادته بالامس الى بعض جوانب الواقع الامني والسياسي الداخلي خلال العام 2004، فان ارتدادات اشارات الى الحزب محدودة في المكان والزمان على حد قول المصدر النيابي في 14 آذار الذي لاحظ ان السياق العام للشهادات المتتالية في المحكمة ولا يتعارض مع كل ما سبق وان تحدثت عنه قوى 14 آذار منذ العام 2005 وحتى اليوم وبالتالي، فان حال الاستنفار المقابلة والتي تسجل على الساحة الداخلية منذ احتفال «البيال» في 14 الجاري تبدو مرتبطة في جانب منها بشهادة الرئيس السنيورة، وان كانت لا تعتبر مؤشراً فعلياً على احتمال حصول تغيير في معادلة الحوار اللبنانية والتي يتفق كل من قيادتي «المستقبل» والحزب على اعتبارها أولوية تفرض نفسها على أجندة فريقي 8 و14 آذار بسبب غياب البديل «الاستراتيجي» في الوقت الراهن وفي ظل الشغور الرئاسي.

وفي سياق متصل، ركز المصدر نفسه على ان الحوار تحول الى حاجة لدى فريق 8 آذار كما لدى تيار «المستقبل» مما يجعله خياراً استراتيجياً، وبالتالي فهو سيصمد لأنه السبيل الوحيد لضبط الوضع الداخلي وتنفيس الاحتقان والتي بدأت على نار حامية. ومن هنا فان التمادي في الاشتباك الاعلامي والسياسي قبل وبعد شهادة السنيورة في المحكمة الدولية، قد يهدد معادلة الحوار الثنائي كما كشف المصدر النيابي ولكنه لن يسقطه وان هدد بعض نواب «حزب الله» بإمكان تجميده، وعزا السبب المباشر لذلك الى تقاطع التوجهات والارادات الدولية والاقليمية حول أهمية النأي بالساحة اللبنانية عن النار المذهبية الاقليمية.