عاد معظم النواب الى زيارتهم الأسبوعية ل عين التينة مقرّ سكن رئيس المجلس النيابي.
إلاّ ان معظمهم ذهبوا في عطلة خارج لبنان.
ودولته وعد بجلسات كثيفة فور رجوعهم الى ساحة النجمة.
ربما، لأن معظمهم يقصدون مقر المجلس، وقد يتردد بعضهم الى مكان اقامة أو سكن رئيس المجلس.
معهم حق السادة النواب، أن يشمّوا الهواء، في آخر أيام المجلس.
ومعهم حق أيضا في أن يرتاحوا.
وفي أن تكون لهم عطلة طويلة، بعد الحضور الطويل في جلسات اللجان النيابية.
صحيح ان المجلس النيابي شبه معطّل، لكن اذا لم يحضر رئيس المجلس، فإن نائبه يرئس اجتماعات اللجان الأسبوعية.
والعارفون بأسرار المجلس، يدركون ان اجتماعات اللجان هي البديل الحيّ عن الجلسات المعطلة قسريا أو طبيعيا!!
ولذلك، فان الاجتماع الأكثر أهمية في المجلس، هو المخصص لاقرار سلسلة الرتب والرواتب.
وهي مجمّدة منذ عقود.
وملحاحة للنواب والمواطنين.
صحيح، ان تجميد اجتماعات اللجان المنوط بها، اقرار سلسلة الرتب والرواتب، هي قضية كل ساعة، وكل وقت.
لكن الصحيح أيضا ان المعلمين والأساتذة مظلومون، ومعتّرون.
قبل أكثر من نصف قرن، كانت نقابة المعلمين تطالب برئاسة السبعلاني بتصحيح الرواتب، لكن وزراء التربية المتعاقبين، كانوا يعتقدون ان رواتب المدرسين والأساتذة هي أرجان دو بوش على حدّ تعبير الوزير السابق أسعد رزق، ومَنْ حلّ بعده في وزارة التربية.
المهم، ان دولة الأستاذ يريد، ربما، قبل إقرار الموازنة العامة للبلاد، إقرار سلسلة الرتب والرواتب، لأنها باتت عبئا ثقيلا على التربية في البلاد.
ولا أحد يدري أسباب عدم إقرار حقوق المعلمين قبل أكثر من نصف قرن، لكن، عباس قاسم أمين سرّ نقابة المعلمين في العام ١٩٧٠، كان يقف بضراوة ومعه الوزير الراحل ماجد حمادة، يقول ان المعلمين يطالبون برواتب وليس ب أرجان دو بوش.
معه حق الرئيس نبيه بري، في أن يجعل البند الأول على جدول أعمال الجلسات النيابية إقرار سلسلة الرتب والرواتب.
ولا أحد يدري من خلق الآن قصة المعركة على رئاسة نقابة المعلمين… وهل القصة هي قصة النقيب نعمة محفوض، أم قصة حقوق ضائعة على السادة المدرسين والمعلمين والأساتذة منذ عقود.
يا جماعة الخير، لماذا هذا العداء مستحكم بصورة دائمة بينكم وبين حقوق المعلمين؟
أليست المشكلة في هذا البلد، هي مشكلة حقوق، لا مشكلة حق على المعلم، أو على المدرسة.
ولماذا ترك المطالب تتراكم من عهد الى عهد، ومن سنة الى سنوات، ولماذا تغييب الانصاف عمّن لهم حق في الانصاف.
كان الأستاذ محمد النقاش يقول انصفوا المعلمين ولا تبخلوا عليهم بحق لهم طويل.
لكن الحق كان يطول قبل أن يُعطى لأصحابه.