Site icon IMLebanon

رئيس المصلحة الوطنية»؟!

تحركان يؤشران بوضع الطبخة الرئاسية على نار حامية أحدهما خارجي تقوم به المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ تشمل طهران والرياض ولاحقاً موسكو، والثاني داخلي يتولاه رئيس تيّار المستقبل سعد الحريري يشمل كل القيادات اللبنانية تقريباً.

ثمة تقاطع في المعلومات المتوافرة من أن تحرك كاغ ليس نابعاً من قرار شخصي لا يستند إلى أرضية ثابتة خصوصاً أن تحركه الأخير في اتجاه العواصم الثلاث لم يؤتِ ثماره المرجوة وبقي الاستحقاق يدور في فلك التعطيل المتعمد، بل هو نتاج جولات مشاورات دبلوماسية ماراتونية أجراها سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي الذين يتابعون الوضع اللبناني بكل تفاصيله وخصوصاً في ملف الرئاسة وحيثياته وتعقيداته، قرروا بنتيجتها دفع كاغ بصفتها الأممية نحو الدول التي تملك مفتاح الحل علّها تتمكن من إحداث الخرق المرجو رئاسياً بالتوازي مع الجهود المبذولة في الداخل حتى إذا اكتملت المتعطيات وتكاملت بين المحلي والخارجي تتقاطع عند مركزية انتخاب رئيس جمهورية ينهي عهد الفراغ الذي يناهز العامين ونصف العام، ويقطع الطريق على تداعيات الشغور الخطيرة التي لا تنفك تخدر منها دول القرار وتحث اللبنانيين على عدم تجرع كأسها المرة في ظل الصراع الدموي الطويل في الجوار السوري واستتباعاته على دول الجوار.

وتذكر المعلومات في هذا المجال بحراك قامت به كاغ إبان عهد الرئيس ميشال سليمان نحو الدول المشار إليها، أفضي آنذاك إلى تشكيل حكومة المصلحة الوطنية برئاسة تمام سلام بعد تعثر دام أشهراً، تزامن مع تنسيق وتعاون بين الرابية وبيت الوسط، وهنا يطرح السؤال هل أن المناخات الخارجية والداخلية التي فكت العقدة الحكومية وأدت إلى الولادة القيصرية لحكومة المصلحة الوطنية هي نفسها ستفك أسر رئاسة المصلحة الوطنية لتتكلل جولة كاغ بانتخاب الرئيس الثالث عشر للبنان، معززة هذا الاحتمال بجرعات الدعم التي تضخها فرنسا بتنسيق فاتيكاني ودعم روسي في سبيل إنهاض  لبنان من فراغه وإعادة الحياة إلى مؤسساته الدستورية المتجهة بسرعة قياسية نحو الانهيار فيما لو لم نتدارك تداعيات الفراغ الرئاسي الخطير.

وهل ثمة صدفة أن يتزامن تحرك ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة تحديداً في اتجاه عواصم الدول الثلاث روسيا والمملكة العربية السعودية وإيران ذات التأثير القوي في الداخل اللبناني، وأصحاب الكلمة الفصل في اتخاذ أي قرار داخلي، مع تحرك رئيس تيّار المستقبل سعد الحرير المعروف بعلاقاته الاستراتيجية وحتى الوجودية مع المملكة العربية السعودية، في الداخل اللبناني لبلورة حل ينهي الشغور في رئاسة الجمهورية والكلام المتداول بكثرة على الساحة الداخلية عن وجود تنسيق مع قيادات التيار الوطني الحر، مع انعطافة حريرية نحو ترئيس زعيم التيار العماد عون على غرار التجربة السابقة التي استودلت حكومة المصلحة الوطنية، فإذا كان البعض ومنهم نواب في كتلة المستقبل وتياره يرون أنه من السابق لوقته إطلاق مثل هذه التحليلات أو التكهنات حول القرار النهائي الذي سيلجأ الرئيس الحريري إلى اتخاذه بعد أن يستكمل مشاوراته مع معظم القيادات اللبنانية في 14 و8 آذار وربما أيضاً مع العماد عون نفسه، وحليفه حزب الله ألا يشكل ما طلع به نائب الأمين العام للحزب الشيخ قاسم من مطالعة عن الاعتدال والتسويات والوفاق والتفاهمات والتعاون مع بعضنا البعض وعدم انتظار نتائج وتطورات أزمات المنطقة، محطة للتلاقي مع زعيم التيار الأزرق في منتصف الطريق ويولد رئيس المصلحة الوطنية، وعلی غرار حكومة المصلحة الوطنية؟