IMLebanon

تحدي عودة النازحين إلى سوريا والمواجهة بعدم القدرة على تشكيل حكومة

 

خبر من روسيا فتَح كوة في جدار الأزمة فدخل منها بصيص أمل بأنَّ الحلول لا بد آتية.

الخبر يقول إنَّ موسكو قدمت للولايات المتحدة مقترحات حول تنظيم العمل لعودة اللاجئين السوريين إلى سوريا، وتشكيل مجموعة مشتركة لتمويل إعادة إعمار البنية التحتية السورية.

ويفصِّل الخبر أنَّ الإتفاقات توصَّل إليها الرئيسان الروسي والأميركي خلال قمة هلسنكي، والتي شهدت تقديم مقترحات محددة من الجانب الروسي إلى الجانب الأميركي حول تنظيم عملية عودة اللاجئين إلى الأماكن التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب.

والأهم من كل ذلك أنَّ الأولوية ستكون لعودة اللاجئين من لبنان والأردن، وتشكيل مجموعة عمل مشتركة روسية – أميركية – أردنية برعاية مركز عمان للمراقبة، وكذلك تشكيل مجموعة عمل مماثلة في لبنان.

يعني هذا الأمر، الإستنتاجات التالية:

الأول أنَّ الحرب في سوريا بدأت تضع أوزارها وأنَّ قمة هلسنكي بين ترامب وبوتين هي التي وضعت خط النهاية لهذه الحرب.

الإستنتاج الثاني أنَّ عودة النازحين لم تكن بالإمكان أن تتم إلا من خلال اتفاق دولي ورعاية دولية ومتابعة دولية، وهذا الذي بدأ يحصل.

الإستنتاج الثالث أنَّ ما حصل هو جهد دولي، وهذا الإستنتاج ضروري لئلا ينبري في الداخل مَن يقول إنَّ هذا التقدم ما كان ليحصل لولا جهودي.

الدور اللبناني اقتصر على الترحيب، حيث اعتبرت مصادر دبلوماسية لبنانية أنَّ القرار الروسي يمثّل إجراءً عملياً متكاملاً، لتأمين العودة الآمنة وأنَّ هذه الخطة البناءة هي بمثابة تحوّل في مقاربة الملف السوري بعد الحرب، حيث ستتراقف عملية إعادة الإعمار مع عودة النازحين واللاجئين ما يؤمِّن الإستقرار لسوريا ودول الجوار كذلك، لا سيَّما لبنان الذي عانى من تداعيات سلبية مرهقة أثَّرت على الأمن والإقتصاد بشكل كبير.

لكن السؤال الكبير يبقى:

ما هي الآلية اللبنانية التي ستواكب هذا التطور؟

حتى الآن لا آلية معروفة في ظل اقتصار السلطة التنفيذية على حكومة تصريف أعمال، وفي ظل التعثّر المتلاحق في تشكيل الحكومة، ويبدو أنَّ هذا التعثّر ما زال قائماً، وليس في الأفق ما يشير إلى تسهيله.

فوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، المكلَّف عملياً من قبل رئيس الجمهورية في التفاوض مع الرئيس المكلف سعد الحريري، هو في واشنطن للمشاركة في الخارجية الأميركية في مؤتمر تعزيز الحرية الدينية في العالم.

المؤتمر الذي ينعقد على يومين، اليوم وغداً، يشارك فيه أكثر من سبعين دولة كما يشارك في المؤتمر مئتان من ممثلي المجتمع المدني وأكثر من مئة من القادة الدينيين من مختلف أنحاء العالم، والهدف تحديد ما يواجه الحريات الدينية في العالم.

السؤال هنا:

في هذه التظاهرة هل سيُتاح لرئيس الدبلوماسية اللبنانية الوزير جبران باسيل لقاء وزير الخارجية الأميركي الداعي لهذا المؤتمر؟

إذا تمَّ اللقاء فإنَّ لبنان سيعرف من أحد جانبي إتفاق هلسنكي، وعندها يُبنى على الشيء مقتضاه لجهة البدء بهذا التحدي الكبير.

سبعة أعوام من تدفق النازحين السوريين إلى لبنان، والذي قارب عددهم المليون ونصف المليون، فما هو الوقت الذي ستستغرقه عودتهم؟

لبنان مقبل على ورشة كبيرة إسمها ورشة العودة، فهل يواجهها بحكومة تصريف أعمال؟