يستأثر بالإهتمام التسجيل الصوتي المنسوب إلى النائب العميد شامل روكز الذي يجزُم بأنّ الحراك في الشارع سيؤدي إلى إسقاط “السلطة”. قبل هذا التسجيل كانت العلاقات آخذة في التطوّر السلبي بين الجمهور العوني ونائب كسروان الذي إنبثقَ صعودُه السياسي من مسيرته العسكرية التي يعترفُ له بها الجميع، وآخر مواقعه فيها قائداً ناجحاً لفوج المغاوير، ومن إحاطته بدعمٍ شعبيّ من أنصار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأيضاً من المحازبين في التيار الوطني الحر إضافةً إلى أنصاره شخصياً.
ومنذ نحو سنتين بدأ الحزبيون في التيار ينتقدون روكز إثر مواقفه السياسية التي مضَت في وتيرة متصاعدة منذ ما قبل انسحابه من تكتل لبنان القوي بقدر ما كان العونيون غير الحزبيين يهادنون الرجل ويصلون إلى حدّ إيجاد التبريرات له واستمرّوا متمسكين به كواحد من أبرز رموزهم.
أما عندما انتشر التسجيل المنسوب إليه قبل يومين وفيه الدعوة إلى إسقاط السلطة فثارت ثائرة العونيين لأنهم اعتبروا أنه يقصد الرئيس العماد ميشال عون بالذات، وإلا لكان حصر كلامه في إسقاط الحكومة. أما أنصار روكز وهم أساساً العونيون فقد انضمّ لاحقاً إلى خطابهم السياسي، ظاهرياً على الأقل، بعض محازبي الكتائب والقوات اللبنانية. هؤلاء الأنصار يقولون إنّ العميد بدأ مسيرة البعد عن التياريين والعونيين مباشرةً بعد إعلان نتائج الإنتخابات النيابية ويدّعون أنّ رئيس التيار النائب جبران باسيل أصدر أوامره إلى المحازبين لإنتخاب روكز دون أدنى شكّ، ولكن لحرمانه الصوت التفضيلي الحزبي. وعليه فاز في الإنتخابات ولكنّه لم يحصل على الرقم الذي يعزّز موقعه كرئيس اللائحة. طبعاً، للتياريين ردّ على هذا الإدعاء لأنهم بدورهم يدّعون أنّ باسيل وزّع الأصوات الحزبية بالعدل والقسطاس، إذ إنّ لوائح التيار، في كسروان وسواها، فيها عدة مرشحين حزبيين وليس حزبياً واحداً كما عرف أن يلعبها الدكتور سمير جعجع حاصراً أصوات الناخبين القواتيين بمرشح واحد فضمنَ فوزَه. أما أصوات المحازبين في التيار الوطني الحر فتوزّعت على سائر مرشحي الحزب.
إنها معركة مفتوحة قد يتعذّر منذ اليوم تحديد المدى الذي ستبلغه من الشراسة علماً أنّ السيدة شانتال عون باسيل سعت إلى تطرية الأجواء عندما نشرت قبل يومين صورة مشتركة لها ولشقيقتها السيدة كلودين عون روكز مُرفقةً بأرقّ التهاني بمناسبة عيد ميلادها.