IMLebanon

نواة المؤسّسين لتيّار روكز… بالأسماء والمبادئ

 

 

يسلك النائب العميد شامل روكز طريقه بحذر شديد، فهو يدخل مرحلة جديدة من العمل السياسي بعد أن توّجها بالنيابة في 6 أيار 2018، مرحلة ستكون مختلفة عن سابقاتها مع تزايد المسؤوليات الملقاة على عاتقه.

لن يكون لروكز حزب جديد كما كان يُتداول سابقاً، بل إن الإتجاه هو لخلق تيار يضمّ العسكريين المتقاعدين والمدنيين الذين أصبحوا خارج أسوار “التيار الوطني الحرّ” وبعض المناصرين، وقد نجح العميد المتقاعد باستقطابهم خصوصاً ان بعضهم لا مكان يذهب إليه إذا قرّر الإستمرار في النضال السياسي، بعدما “أكل الخيبة” من أداء “التيار الوطني الحرّ” بعد وصوله إلى السلطة.

 

وما زالت المباحثات جارية على قدم وساق لإطلاق اسم على التيار أو التجمع الذي ينوي إطلاقه قريباً بعد اكتمال البنية التنظيمية، فاسم “فجر الجمهورية” جيّد ومتداول، لأنه بعد الليل يأتي الفجر والنور، لكنه اسم “كليشيه”، لذلك فإن هناك إقتراحات وأسماء عدّة تكون أكثر جاذبيّة وتُعمّر، لأن طموح روكز والفريق الذي يعمل معه بأن يحتل هذا التيار مساحته على الساحة المسيحية واللبنانية ولا يُحصر بمنطقة أو طائفة.

 

وباتت الأسماء الأساسية التي ستشكّل نواة الحركة الجديدة شبه جاهزة، فمن العسكريين المتقاعدين يبرز إسم اللواء عدنان مرعب الذي كان عضواً في المجلس العسكري وهو إبن بلدة البيرة العكاريّة، واللواء سمير الحاج العضو السابق في المجلس العسكري أيضاً وابن مرجعيون.

 

ويسعى روكز إلى ضمّ عمداء وضبّاط وعسكر متقاعدين من كل المناطق والطوائف، لذلك فسيكون من ضمن نواة التيار الجديد كل من العميد انطوان عبد النور ابن عين الرمانة، العميد حنا المقدسي ابن بلدة الرماح العكارية، العميد مارون خريش ابن بلدة عين ابل الجنوبية، العميد حسن حسن من بعلبك، العميد رياض قمير من بلدته تنورين، العميد اندريه ابو معشر من جونية.

 

ولأن روكز يريد أن تكون حركته على مساحة الوطن وصورة عنها، فإن الشوف والجبل سيكونان في صلب التيار، لذلك فإن العميدين سامي الرماح ويحيى بو حمدان، من أبناء الجبل، يشاركان في الحركة السياسية والتنظيمية الجديدة.

 

ولا يقتصر حراك القائد السابق لفوج المغاوير على العسكريين المتقاعدين، إنما يشمل الناشطين المدنيين وخصوصاً المناضلين السابقين في صفوف “التيار الوطني الحرّ”، ومن أبرز تلك الأسماء المناضل نعيم عون، المحامي أنطوان نصرالله، الدكتور كمال اليازجي، الدكتور نعمة عازوري وكوكبة من الأسماء التي ستنضوي تحت جناح الحركة الجديدة.

 

وينطلق روكز في تياره الجديد من المبادئ التي أطلقها خلال مؤتمره الصحافي الأخير وتبنيه شعارات ثورة 17 تشرين، وهو يعرف جيداً أنّ المنافسة مع الأحزاب والتيارات الأخرى ليست بالأمر السهل، لكنه يؤكّد في المقابل أن آلية العمل الجديدة تغيرت، ولا بدّ من القيام بنقلة نوعية.

 

ويواصل جولاته في المناطق متنقلاً بين الشمال والجنوب والبقاع والجبل وبيروت، ويعتبر أن البترون وبلدته تنورين نقطة أساسية في حراكه لكن حراكه عابر للمناطق والطوائف، وليس الهدف توجيه رسائل لرئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل وحده كما يروّج البعض، بل إنه يواجه كل قوى السلطة ومن أوصل البلاد إلى هذه المرحلة.

 

وينفي روكز في حديثه لـ”نداء الوطن” كل ما يُحكى عن تلقيه تمويلاً من الأميركيين والسعوديين لتأسيس تياره ليكون موجهاً ضدّ العهد، فهو يشدّد على أن مسألة التمويل ليست أساسية فعندما نجتمع على المبادئ نموّل بعضنا البعض مثلما فعلنا في الإنتخابات النيابية الأخيرة.

 

ويؤكّد روكز الفصل بين العهد ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون من جهة، وبين باسيل والأحزاب والتيارات الأخرى من جهة ثانية، ويلفت إلى أن المبادئ التي تحملها حركته السياسية هي نفسها المبادئ التي كان ينادي بها العماد عون، لذلك لا يزعجه هذا الحراك، فالشأن العائلي مفصول عن السياسي.

 

ويشدّد القائد السابق لفوج المغاوير على أن من يحاول زرع بزور الشقاق بينه وبين قائد الجيش العماد جوزف عون والمؤسسة العسكرية “يخيّط بغير مسلّة”، فالعماد جوزف عون “رفيق السلاح وأعرفه جيداً، وهذه الحركة ليست موجّهة ضده أو تأخذ من نفوذ قيادة الجيش، بل هي تأتي كدعم للمؤسسة العسكرية التي هي بالنسبة لنا خطّ أحمر”.

 

ويستنكر روكز كل ما يتعرّض له قائد الجيش من حملات، معتبراً أن كل ما يُقال عن أنّ قائد الجيش إنقلب على من أوصله إلى القيادة، وضمناً على باسيل و”التيار العوني” كلام في غير محلّه، فمن أوصل العماد عون إلى القيادة هي كفاءته، وواجب على العسكري والقاضي وموظّف الدولة “نكران الجميل” لمن عيّنه، لأنه يصبح بعدها في خدمة جميع المواطنين من دون إستثناء.

 

ويقول روكز بحزم: “لو شلحنا البدلة بيبقى جسمنا مرقّط”، لذلك نحن إلى جانب الجيش بغضّ النظر من يكون على رأس المؤسسة العسكرية، وبالتالي حركتنا هي لبناء دولة المؤسسات وواجبنا دعم المؤسسة العسكرية لأنها المدماك الأول لبناء الدولة القوية.

 

ويشدّد روكز على أن أساس عمل الجيش هو ضمان إستقرار لبنان ومصالحه، لذلك يسأل: هل يريدون من قيادة الجيش ومِمّن كان في الجيش أن نشتم الأميركيين الذين يدربون ويسلحون ويجهزون الجيش اللبناني؟ فهل يُعقل أن تهاجم من يمدّ لك يد العون من دون شروط أو إملاءات؟

 

ويؤكد روكز أن الجيش اللبناني هو أساس أي إستراتيجية مواجهة عسكرية، لذلك مطلب حركتنا الجديدة هو إقرار إستراتيجية دفاعية بقيادته حيث يتولى هو الدفاع عن الجنوب وكل لبنان، لا أي حزب أو تنظيم آخر، وعندما يحتاج إلى الدعم فجميعنا إلى جانبه، لذلك كل الحديث عن أننا نؤيد سلاح “حزب الله” ولا نريد للجيش أن يخوض المعارك لا أساس له من الصحة.

 

لن يشارك روكز في تظاهرة اليوم لأن الجسم التنظيمي لحركته لم يكتمل بعد، لكنه يؤكّد أنه على تواصل مع قوى الثورة من دون استثناء، ويجب شبك الأيادي في ما بيننا للحفاظ على الثورة كما كانت يوم إنطلاقتها في 17 تشرين والتي كانت ثورة شعبية تهدف لتحقيق مطالب محقّة وبناء دولة يحلم بها كل لبناني.body