يهمس كثيرون من مناصري الرئيس سعد الحريري في جلساتهم، بكلام مفاده أن التغيير إن لم يكن صادما وشاملا، سنكون حينئذ كمن يدور في حلقة مفرغة.
.. بعض آخر يتجرأ بتدوين أفكاره «التشاؤمية» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرا ان لا امكانية للمحاسبة مستندا الى التجارب السابقة والتي باءت بالفشل لأسباب وأسباب.
وعبر هذه المواقع تفتح الأبواب للتشاؤم والشتائم والتيئيس.
من هنا، فان المطلوب، هو احداث صدمة ايجابية وقد يكون هذا الأمر واقعيا لأن النية موجودة، فأي عمل أو فرض محمود يبدأ بالنية ومن ثم بالاعلان وبعد ذلك بالتطبيق العملي.
وبانتظار أن ينطلق قطار التغيير، فان تيار المستقبل كي يعود كما كان أو أفضل، يجب أن يضم تيارا يجرف من أساؤوا له وبعضهم يشارك في الافطارات الرمضانية، وكأن شيئا لم يكن على اعتبار أنهم باتوا بتصرف رئيس «البيت الأزرق» الى حين بدء المؤتمر العام في تشرين المقبل.
هذا المؤتمر الذي ينتظره بفارغ الصبر، محبو الرئيس الشهيد رفيق الحريري والحريصون على استكمال مسيرته عبر نجله سعد ولي الدم والأولى باستكمال المسيرة.
وعبر هذا المؤتمر يطالب «الحريريون» بمحاسبة كل من له دور في ارجاع التيار الى الوراء وأن لا توضع أي خيمة فوق رأس أحد مهما علا شأنه، لأن الامور لم تعد تحتمل وعلى اعتبار أن لا عودة لعقارب الساعة الى الخلف.
كما تتركز المطالب على ضرورة اشراك الفئات الشابة من المناطق كافة في القرار وليس املاء القرارات على المواطنين، كي لا يتكرر ما جرى في الانتخابات البلدية الاخيرة.
في المقابل، فان على «الحريريين» أن يثقوا بزعيمهم وأن لا يشرّعوا أبوابهم لليأس وأن يتصرفوا على قاعدة «ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل».
انها بالفعل فسحة أمل وهبها الرئيس الشاب والذي لديه الكثير ليفعله، خصوصا وانه أعلن عن أنه سوف يبقى هنا ولن يغادر البلاد مهما كانت الظروف وسيضع اصبعه في عين العواصف كما سيتابع كل الملفات والمشاريع المتعلقة بالمدن والبلدات كافة.
وتمثل الخطابات الرمضانية التي يلقيها الرئيس الحريري، صفارة الانطلاق الى المرحلة المقبلة على الصعيدين السياسي والانمائي.
فسياسيا، يثبت رئيس تيار المستقبل موقفه المواجه للمحور الايراني الذي يضم نظام الأسد و«حزب الله»، لكن من دون الانجرار الى حرب داخلية يكون الخاسر الأكبر فيها جمهوره المؤمن بالدولة والبعيد عن لغة السلاح.
وإنمائيا، يعلن الحريري يوميا عن مشاريع حياتية سيستفيد منها المواطنون.
.. وانطلاقا من هنا، فانه لا يجب أن يُترك الرئيس الحريري لوحده، اذ ان على الجميع أن يكون شريكا بالتغيير، فمن أدى قسطه للعلى عليه أن يتنحى ومن لديه أفكار وقدرات فليتقدم، كما لا بد للانتخابات الداخلية أن تأخذ مداها كما يحصل في جميع الأحزاب العريقة والديمقراطية في العالم.
والمتابع لتحركات الرئيس الحريري يرى أن عاصمة الشمال والتي سيبيت فيها ليال عدة، تشغل باله بالدرجة الأولى، فهذه المدينة التي يحب سيلتقي أهلها وسيحاورهم وسيستمع الى مطالبهم، سعيا لتحسين الأوضاع خصوصا في الأحياء الشعبية.