Site icon IMLebanon

زمن التغيير

مهما حاولت الطبقة السياسية أن تبرر فشلها في الانتخابات البلدية والاختيارية، بإختلاف الأعذار الواهية كالتمييز بين العمل البلدي والعمل السياسي وعدم وجود أي رابط بينهما أو الافراط في تعداد الانتصارات الوهمية في هذا القضاء وفي ذلك، وفي عزو الهزائم التي منيت بها إلى خلل في التحالفات، وغيرها وغيرها من التبريرات التي أتحفتنا بها هذه الطبقة، بعد أن صدرت النتائج، مهما قدمت من تبريرات وذرائع وحجج فإن النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع في كل المناطق اللبنانية من دون استثناء تؤكد على حقيقة واحدة وهي ان الشعب اللبناني بكل مكوناته قال عبر صناديق الاقتراع «لا» بالفم الملآن لهذه الطبقة وأكثر منذ ذلك قال ان زمن التغيير قد بدأ وأن هذا الشعب الذي استعبدتموه باسم الطائفية والمذهبية أو تحت عناوين أخرى كالتبعية والعصبية والتحريض بكل أشكاله وألوانه، آن الأوان لئن يخلع عنه هذا الثوب، ويرتدي ثوب التحرر من التبعية والاستعباد ويحكم نفسه بنفسه ولأجله، لا لأجلهم ولمصلحتهم، وإذا كانت هذه الطبقة تنام على حرير أن التغيير ليس ممكناً في بلد كلبنان محكوم منذ عقود طويلة منها، وأن القصة كما يقول رئيس الكتائب الشيخ سامي الجميل في سياق تعليقه على نتائج الاستحقاق البلدي والاختياري ومهما فعل الشعب لن يغير شيئاً والبلد لم يعد لنا الا ان الشعب، والكلام لا يزال لرئيس الكتائب أثبت في هذه الانتخابات ان هذا الكلام سقط، وأن الشعب قادر على التغيير بعد ان قال في صناديق الاقتراع لا لهذا المنطق ورفض أن يكون شيكاً، يجيّر إلى هذا وذاك، وهذه رسالة أطلقها اللبنانيون في كل لبنان من الجنوب إلى الشمال وطربلس وبيروت والبقاع وجبل لبنان.

صدق رئيس الكتائب لأن النّاس قالت في صناديق الاقتراع لهذه الطبقة المتحكمة بالتوارث منذ قيام دولة الاستقلال قبل أكثر من سبعين سنة لقد حان أوان التغيير من القاعدة حتى القمة فأنتم لم يعد مرغوباً فيكم لأنكم لم تستطيعوا أن تبنوا دولة المواطن، لكنكم نجحتم في بناء دولة المحاصصة والزبانية والتبعية.

وكان رئيس الكتائب عندما قال أيضاً بأن النّاس ومعها المجتمع المدني قلبوا الطاولة على كل التوقعات وأظهروا انهم ليس بضاعة أو شيكاً يمكن تجييره، وأن كل معارك المحاصصة والالغاء والتحجيم سقطت في صناديق الاقتراع وهؤلاء النّاس لا يريدون أن يستغلهم أحد من أجل تصفية حسابات أو للاستقواء على حساب المصلحة العامة والبلد والإنماء، بدلاً من ان تعمل هذه الطبقة لمصلحة القرى والبلدات والوطن وليس استغلال القرى لمصلحتها لكي تسجل نقاطاً أو تصفية حسابات سياسية وعلى من له أذنين فليسمع ويتعظ.