هل صحيح أنّ «التغييريين» (إذا صحّت التسمية) قد تكشّفت تجربتهم عن فشل ذريع؟!.
إذا أخذنا بنتائج اكتمال هيئة مجلس النواب، من الرئاسة إلى نيابتها، فأمانة السر، فالمفوّضية، فأعضاء ورؤساء اللجان (…) يمكن الجواب بالإيجاب. إلّا أن هذا الجزم يحمل ظلماً كبيراً في طياته. ونوضح:
أولاً: من كان يظن، ولو في الحلم، أن النواب الثلاثة عشر يمكن أن يصلوا إلى ساحة النجمة؟ بل من كان يصدّق أن واحداً أو اثنين أو على الأكثر ثلاثة منهم سيصبحون نواباً، وبأصوات وازنة؟!. وهذا حصل فعلاً. وهذا في حد ذاته انتصار.
ثانياً: من الظلم القول إن هؤلاء الشباب (شبّاناً وشاباتٍ) لم يغيّروا المشهد تحت قبة البرلمان، منذ اللحظة الأولى؟!. وهذا أمر إيجابي ولو كان شكلياّ على أقل تقدير.
ثالثاً: لقد بث التغييريون روحاً جديدة في المجلس النيابي… لا سيما في الخطاب الذي اعتمدوه إن من حيث الأسلوب المباشر أو من حيث المضمون. وهذا شأن جيد في المطلق.
رابعاً: لا يفوتنا، كما لا يفوت سوانا، أن المستوى السياسي والنضالي والوعي الوطني يختلف بين الواحد منهم والآخر… وهذه حال طبيعية، إلا أن سلوك بعضهم القليل يشي بأن ثمة براعم سياسية لدى هؤلاء قد تكون زاهرة ومثمرة عندما تتفتح.
خامساً: اللبنانيون يعرف بعضهم بعضاً (حلّةً ونسباً، كما يقول المثَل السائر) وبالتالي يعرفون الثلاثة عشر، من خلال نشاطاتهم السابقة ومدى التزام كلٍّ منهم سياسياً وفكرياً، ولكن الدم الجديد الذي ضخّه التغييريون في شرايين المجلس النيابي لا شك سيكون له أثره، وإن الضئيل، في المسار النيابي العملي.
على صعيد شخصي نعرف أن «التغييريين» لن يشيلوا الزير من البير ولكننا نود أن نشبّه البعض القليل منهم بأنه بمثابة «الفيروس الإيجابي» الذي نأمل أن تكون عدواه ذات فعالية…