Site icon IMLebanon

تبدّلات لكل الفصول  

 

لولا تغريدة الوزير وليد جنبلاط (من الخارج الأوروبي، إثر زيارته المملكة العربية السعودية) لكانت أيام العطلة الثلاثة الماضية مرّت من دون أي لفتة داخلية. إلاّ أن تلك التغريدة التي حملت تهجماً على العهد شغلت أوساطاً ولقيت مجالات واسعة للتندر، والهجمات والهجمات المضادة، «تسلّى « بها بعض المهتمين.

 

ويبدو أن دوراً بارزاً قام به نائب التيار الوطني الحر ألان عون مع النائب الإشتراكي أكرم شهيّب قد نجح في التوصل الى هدنة بين فريق جنبلاط وفريق التيار الوطني ظهرت نتائجه الفورية من خلال توقف الأطراف (نسبياً) عن متابعة الحملات والحملات المضادة.

والواقع أنّ الرئيس سعد الحريري كان مستاء، وهو في عطلة الفطر خارج لبنان، من تمادي الحملة، ولم يستبعد أن يكون هذا التصعيد المفتعل باباً من أبواب التضييق على مساعي تأليف الحكومة العتيدة. وفي المعلومات انه أجرى سلسلة اتصالات في إتجاهين: الأوّل لمعرفة «الأسباب الموجبة» التي دفعت جنبلاط الى شن حملة على العهد «قاسية جداً… بدليل وصفه بأنه «العهد الفاشل من اليوم الأول». والإتجاه الثاني العمل على وضع حد للتصعيد.

ويطرح التساؤل ذاته:

ماذا إستجد عند وليد بك؟

وللسؤال مشروعيته كونه يتناقض  مئة في المئة مع الكلام الذي أدلى به جنبلاط في القصر الجمهوري إثر زيارته الرئيس ميشال عون علماً أن هذا حدث قبل أيام معدودة من الحملة.

وفي محاولة جادة للقراءة في الحملة الجنبلاطية التي استدرجت ردوداً «مناسبة « توقف المراقبون أمام النقط الآتية:

أولاً – لا يجوز البحث طويلاً عن خلفيات زعيم المختارة فالرجل اعتاد على التقلبات والإنقلابات المتواصلة… وهذه سمة من سمات شخصيته السياسية وتركيبتها. وإذا لم يبدّل في مواقفه يجدر التساؤل. أما مع التبديل فهو في «صحنه الطبيعي».

ثانياً – آخرون ذهبوا في إتجاه مخالف وقالوا: مع عدم التنكر لمزاج البيك الجنبلاطي المتقلب، فالرجل لا يتبدّل من أجل فنّ التبدّل إنما لغايات عديدة هي أيضاً تتبدّل. إذ فيما يبدو الموقف متبدلاً تكون الغاية منه متبدّلة… أما الهدف فهو واحد: فقد يجد الرجل نفسه في هذا الحلف أو ذاك الإئتلاف أو ذلك الصف لأن مصلحته (في تقديره) تقتضي أن يكون هنا أو هناك أو هنالك.

ثالثاً – لا يعني وليد جنبلاط كثيراً أو قليلاً أن يُقال إنه ينقل البارودة من كتف الى كتف.… إنما يعنيه أن تكون المصلحة مؤمنة في التقلبات كلها.

رابعاً  وأخيراً – أما ربط الموقف الجنبلاطي المستجد بالزيارة واللقاءات الخارجية فهذا ما يدور حوله خلاف واضح في القراءة السياسية والمراقبة! فالبعض يؤكد والبعض ينفي.