بضحكةٍ معبّرة جاءَنا العنوان جواباً على سؤالنا الأوّل، حيث أكّدت السيّدة شانتال عون باسيل أنّ «مكانتي محفوظة في قلب والدي، ولا يستطيع أحد منافستي على اللقب» وهو الذي وصَفها بـ» قلبه»، فتلمع عيناها حين تتلفّظ باسمِه وتقول عنه «الجنرال مدرسة… والدرس الذي تعلّمتُه من والدي أنّ في ظروف الحرب المصلحة الوطنية أهمّ مِن المشاعر الشخصية».
هي سيّدة لا تفكّر مطلقاً بتعاطي السياسة، كما أنّها لا تحبّ الأضواء، وتفضّل العمل بصمت. وتقول عن صمتها إنّه لا يعني انكفاءَها عن العمل. فقد رَفضَت منذ سنوات إجراءَ المقابلات الإعلامية، لكنّها وفَت بوعدها لـ»الجمهورية» بأنّها ستكون أوّلَ مَن ينشر جديدَها حين تتبلوَر الملفّات التي تعمل عليها وتكتمل.
لا تصفُ نفسَها بالمتردّدة بل بالعنيدة، خصوصاً حينما يتعلّق الأمر في التمسّك بالأمور التي تؤمن بها كالثوابت. وبعكس زوجها الوزير جبران باسيل، حسب تعبيرها، تَقبَل شانتال التخلّي عن الأشياء التي تجدها مستحيلة أو صعبة ويمكن الاستغناء عنها إذا لم تكن من الثوابت. أولويتُها العائلة، تؤمن بسِرّ المحبّة وسحرِها، وتقول إنّها قدر الأقوياء، كما تؤمن بأنّ التسامح يمكّن الإنسانَ من بلوغ السلام الحقيقي.
-
مَن هي شانتال عون وما الذي أصبحت عليه بعدما باتت شانتال باسيل؟
– لا أستطيع القول إنّ طفولتي كانت عادية، وفترة الصبا لم تكن كذلك أيضاً، لقد ترعرتُ في جوّ معيّن ظلّلَ حياتي ودخَل جبران عليها لأنه كان مِنّا وفِينا عندما كان منضوياً في صفوف التيار ومناضلاً، وليس العكس. لا أستطيع القول إنّه بدّلني، إلّا أنّه زادني قوّةً، فهو إنسان ليس فقط ديناميكي، بل إيجابي، وهو إذا ما آمنَ بشيء يضعه هدفاً وينطلق، لا تخيفه العراقيل، ولا يؤمن بالمستحيل، أنا لستُ كذلك. -
ماذا اكتسبَت شانتال عون من والدها ؟
– بكلّ تواضُع أقول؛ الجنرال أعطاني إرثاً كوني ابنتَه، وابنتَه فقط، وأنا بثقةٍ أقول وأتمنّى مِن القرّاء أن يَعذروني، فأنا لم أشعر بأنّ رئاسة الجمهورية علَّتْ مِن شأنِ والدي وكبَّرته. فهو بنظري أضافَ عليها كبرياءَ، مسؤوليتي كبيرة، مجرّد أنّني ابنتُه، هو جاء لأجلِ هدفِ تحقيق حُلم، ولإنجاز مسيرة إصلاح وتغيير، مسؤوليتي كبيرة وحِملُه أكبر.
الجنرال هو إنسان متجرّد جداً من المادة، وأحلى ما فيه أنّ جميع تجارب الحياة الصعبة التي مرّت عليه استطاع تحويلها إلى أشياء إيجابية.
-
الصمت الذي تُحبّينه والذي وصفتِه لنا، هل هو الذي يمنعك من العمل أو الظهور المتواصل؟ أم أنّ شانتال باسيل استسلمت لعدم قدرتها على مجاراة خطوات زوجها السريعة؟
– أتذكّر جيّداً ما قلتُه لكِ يوماً، وهو إذا ليس لديّ أيّ شيء مهم أقوله فأنا لا أهوى الاستعراض والأضواء، إنّما في الوقت نفسه ندرك جميعاً تأثيرَ الوسائل الإعلامية «ومشتقّاتها» على المجتمع وانعكاسها على أدائهم ، إنّما أنا أعمل بحكمة وأصمتُ عند الضرورة لأنّ هناك «ضجّة» كبيرة حوالينا. بالنسبة إلى جبران عندما أسأله ماذا فعلت اليوم، ينخطف نفَسي ولا أتحمّل سردَه وديناميكيته العالية، فأنا لا أستطيع مواكبته، عِلماً أنّني لديّ 3 أولاد وعلى أحدٍ منّا متابعتهم. -
ماذا عن الوالدة، هل هي صاحبة قرارٍ برغمِ صمتِها الاختياري؟
– هي أهمّ سندٍ لوالدي، وهي امرأةٌ لا تحبّ الكلام أو كثرةَ الظهور، نحن والعارفون نَعلم كم هي مناضِلة ونَعلم قدرتها على التأثير وعلى التفكير بطريقة تميّزِها. -
هل هذا الأمر ينطبق على علاقتك مع الوزير؟
– في أشياء كثيرة نعم، وفي أشياء أخرى لا. -
هل تأخذين أنتِ برأيه في الأمور؟
– في الحقيقة لا، إنّما آخُذ برأيه طبعاً في البعض منها. -
هل هناك يوم أو وقت مخصّص للعائلة ؟
لا للأسف، ليس للوزير باسيل وقت يَسمح لتخصيص هذا الأمر، وقد يكون الصباح الباكر قبلَ توجّهِ الأولاد إلى المدرسة، (إذا لم يذهب جبران قبلهم إلى العمل) الوقت الوحيد الذي يمكن التكلّم فيه عن أمور العائلة قبل توجّهِه إلى مكتبه أو إلى مواعيد العمل، وهي عبارة عن نصف ساعة وليس أكثر، أو عند عودته عند منتصف الليل، إذا لم يكن متعَباً نتكلم قليلاً، إنّما بشكل عام، لا سبت ولا أحد ليس هناك من وقتٍ للعائلة. -
وهل يُزعجكِ الواقع ؟
– أقِرّ بصراحة أنّ الأمر يزعجني، لأنّ برأيي مهما كان الوطن مهمّاً، فمِن الضروري أيضاً أن يخصّص نهاراً في الأسبوع للعائلة مهما كانت الظروف، لأنّ العائلة هي قطعة من هذا الوطن، أعلم أنّنا نمرّ بظروف صعبة ويُعاكسنا الوقت ويَسبقنا. صحيح أنا لستُ سعيدةً بهذا الواقع إنّما قادرة على فهمِه، الأولاد يتفهّمون لأنّهم كانوا أطفالاً عندما أصبح جبران وزيراً للمرّة الأولى، وتعوّدوا على الأمر، عكس ابنتي الكبيرة يارا التي كانت قد تعوَّدت على والدها، وهي تشتاق لوجوده. -
كيف هي علاقتك مع شقيقاتك؟
– أكثر من رائعة ومنيعة، فنحن نقارن أنفسَنا بالخاتم الثلاثي Trenety، وهو عبارة عن خاتم واحد يضمّ ثلاثة خواتم محبوكة ببعضها، ولكلّ واحد لون، فنحن نُشبه ذلك الخاتم، كلُّ واحدةٍ منّا لها لونها لكنّنا لا ننفصل عن بعضنا مطلقاً، ملتصقاتُ ومحبوكات في هذا الخاتم. -
ماذا عن التنافس السياسي والطموحات السياسية، وأقصد تلك التي تُهيّئ لمستقبل روكز السياسي ؟ ألا تخلفكما؟
– أبداً، ولا نتكلم بهذا الموضوع، الرَجلان مسؤولان عن نفسيهما، فجبران مسؤول ورَجل ناضج سياسياً، كذلك شامل فهو ناضج أيضاً، وكلُّ واحدٍ له فرادتُه، قد نتّفق أو نختلف على أشياء كثيرة، إنما متّفقات جميعاً على أنْ لا شيءَ في الحياة يمكنه التفرقة بيننا، أو أن يدخل بيننا، والحمد لله أنّ جبران لا يُدخلني مطلقاً في هذا الموضوع. -
يقول الجنرال إنّكِ قلبُه، أتفضّلين أن تكوني قلبَ الجنرال أم قلبَ جبران؟
– أختار قلبَ الجنرال. -
ألا تخافين من منافسة جبران لكِ على قلب الجنرال؟
– لا، لا، جبران ليس قلبَ الجنرال، ولا أحد ينافسني على مكانتي في قلب والدي. لا أحد يأخذ مكاني في قلب الجنرال. بالنهاية، أقولها دائماً أمام العائلة والأصحاب، فلا أحد يأخذ في الحياة مكان الآخر، فكلّ فردٍ مِن العائلة له مكانتُه في قلب الجنرال، لي مكانتي ولجبران مكانته أيضاً في قلبه، وكذلك ميراي وكلودين وشامل وكلّ فردٍ من أفراد العائلة الصغيرة والكبيرة. فالجنرال قلبُه كبير، ونحن كعائلة في النهاية نُكمّل بعضُنا بعضاً، فالساحة متاحة للجميع. -
بماذا تُحبّين أن يناديَكِ الناس؟ آبنةُ الجنرال أم زوجةُ جبران باسيل؟
– الاثنان أرفعُ رأسي بهما، فكما قلتُ، كوني ابنةَ ميشال عون هو بحدّ ذاته إرثٌ أعتزّ به طوال حياتي، كما أنّني أفتخر بإنجازات زوجي، فهو رَفع رأسي أيضاً، إنّما للحقيقة أحبّ أن يناديَني الناس باسمي فقط، شانتال. -
هل يمكننا الحديث عن نشاطاتك الاجتماعية والملفات التي تعملين عليها وتبلورَت؟
بصفتي رئيسة بترونيّات، فأنا أهتمّ بنشاطاتها، والأكثر بحدثِ الميلاد، الذي افتُتح في 7 و9 الشهر وجدّدناه لغاية آخِر الأسبوع بسبب الإقبال الشديد والألعاب الحديثة المجّانية التي أحبَّها الأولاد، بالإضافة إلى سوق الأكل المعروضة، كذلك هنالك بيتُ المونة، بدأنا عملَنا بالـ 2009 وكبرنا مع الوقت، وكلّ سنة نتطور عن السَنة التي قبلها، فأضَفنا النبيذ اللبناني الذي ينافس نبيذ العالم، وهذه السنة كانت الفرحة كبيرة وظاهرة، فنحن نعلم أنّ الظروف الاقتصادية في لبنان ليست سهلة، وإذا استطعنا إضفاءَ الفرحة ولو بجزءٍ قليل للأطفال وخلقَ جوِّ العيد، فهذا هو فرحي وهذا هو عيدي. وهديتي في العيد أن أرى الناسَ سُعَداء ومرتاحون، فعلاقتي مع أهل البترون جداً جيّدة، حضَنوني كابنةٍ وأنا مِن أهلِهم.مكتومو القيد
• أحدُ أبرز الملفّات الشائكة التي اخترتِ العملَ عليها ملفّ «مكتومي القيد»، حدّثينا عنه؟
الفكرة منذ عام 2008، وبقيَت في رأسي، وكلّما كنتُ أسأل كانت تواجهني صعوبات، وبعدما وصَل والدي إلى سدّة الرئاسة نويتُ استعمالَ الموقع الذي أنا فيه ووضعَه في خدمةِ هذه القضية التي آمنتُ بها، وأشكر الله أنّني أحدثتُ تقدّماً.
بدأتُ العمل مع الجمعيات التي تتعاطى بهذا الملف، وقد أنجَزنا خطوات متقدّمة فيه، فقد عملتُ عليه مع وزير العدل.
1 – تسهيل الملفات على أن لا تنام سنوات في أدراج القضاة أو في وزارة الداخلية أو في المحاكم الخاصة.
2 – وضَعنا الجمعيات على تواصل مع وزارتي الداخلية والعدل لتسريع العمل وتسهيله.
إستطعتُ عبر موقعي إيصالَ صوتي، عِلماً أنّني أعمل جاهدةً على عدة خطوط.
أتواصل مع الأشخاص القادرين فِعلاً على الإثبات أنّهم لبنانيّون، وهناك حالات كثيرة لمكتومي القيد ناتجة عن جهلٍ وإهمالٍ أو سَقط سهواً. أفتخِر بأنّني ساعدتُ في إعطاء هوية لحالةٍ عمرُها 12 سنة بعد جهدٍ مُضنٍ ومسيرةِ عذابٍ طويلة لأحد المواطنين، إلّا أنه استحقَّها، ونَعمل على تأمينها لغيره من اللبناننيين الذين يستحقّونها.
فكرة جديدة
عن فكرتها الجديدة قالت السيّدة باسيل: «لا أعلم مدى قدرتي على تطبيقها، وهي أن يتبرّع الإنسان بشهرته، أي يَهبُ اسمَ عائلته لولدٍ مكتومِ القيد، أي أن أتبرّع لعشرة أولاد بشهرتي فيحملوا مثلاً شهرةَ باسيل، وخصوصاً تلك العائلات المعروفة العديدة مِثل خوري، حداد، وغيرهم الكثير.
- إذا عادت لك وتحقّقَت فكرتُك، كم هو العدد التي تتبرّعين لإعطائه اسمَ عائلتِك؟
– أتبنّى الجميع وعلى قلبي مِتل العسل، فجميع أطفالِ وطني المكتومو القيد يعنوني. - قضية أخرى جديدة تحملينها بالتعاون مع الجمعية اللبنانية الفرانكوفونية للأمراض النفسية، هل تُخبريننا عنها ؟
– رئيس الجمعية سامي ريشا، وقد أحببتُ الموضوع وأردتُ المساهمة فيه، فتكلّمتُ عن ضرورة المداواة من الأمراض النفسية من خلال بثِّ شريطِ فيديو للتوعية، إذ إنّ الأمر ليس عيباً، وقد أطلقتُ نداء استغاثة على صفحتي شرحتُ فيه عن ضرورة التوجّه إلى الطبيب النفسي للمعالجة، وأهمّ شيء أن يَعلم الإنسان أنّ الأمراض النفسية قد تكون ناتجة عن اضطرابٍ هرموني ممكنٍ معالجتُه بدواء أو معاينة، والأهم يمكن للإنسان أن يشفى منه. - عمّا تقولين «مِش بسيطة» ؟
– حُكم الإعدام، التحرّش بالأطفال، التحرّش الجنسي، الأطفال على الطرقات. - هل تستعدّين للقب السيّدة الأولى، وهل تفكّرين في الأمر؟
– لم أفكّر ولستُ مستعدّة، ولا أحد يَعلم، فمِن الممكن أن نُجدّد للجنرال!