عقدة المقعد الشيعي في مرجعيون تخلط الأوراق مجدداً وتؤخر اللائحة
يبدو أن طريق ولادة اللوائح الاعتراضية في دائرة الجنوب الثالثة ما زال متعثراً. قد يحتاج طلقاً إصطناعياً وربما ولادة قيصرية، جراء المفاجآت التي تطرأ على تشكيل اللوائح من هنا وهناك.
فبعد عقدة المقعد السني في مرجعيون حاصبيا وقد رست اخيراً على المرشح محمد القعدان، ها هي عقدة جديدة تخرج من مقاعد الشيعة هذه المرة، ما أخّر ولادة اللائحة وكانت متوقعة قبل يوم الجمعة. ووفق المعطيات فإن الخلاف برز بعد استبعاد المرشح الشيعي سامي الجواد عن اللائحة واستبداله بمرشح «مواطنون ومواطنات» نزار رمال، نتيجة التفاهم الانتخابي الحاصل بين شربل نحاس رئيس «مواطنون ومواطنات» والحزب «الشيوعي»، بعدما لوح نحاس بتشكيل لائحة مواجهة ما لم يتم ادخاله الى اللائحة عبر رمال، وهو ما ترى فيه مصادر المرشحين إبتزازاً واضحاً للائحة بل يؤكد انه بمثابة سيف مصلت عليها.
وبحسب المصادر نفسها فإن «الابتزاز الذي يمارسه نحاس اليوم أدى لرضوخ «الشيوعي» كي لا يكون هناك لائحة ثانية، وما تستغربه هو كيف يكون نحاس معارضاً في دائرة الجنوب الثالثة، وأنتج لوائح ضد القوى التغييرية في دائرتي بيروت الاولى والثانية والمتن؟
في انتخابات 2018 خاضت القوى التغييرية الانتخابات بـ 6 لوائح غير مكتملة، من بينها لائحة لـ»التيار الوطني الحر»، وأخرى لـ «اليسار»، و»الشيوعي» واعتراضيين، ما أدى الى تشتت اصواتها ومقاطعة شريحة واسعة، في حين أن المشهد اليوم مغاير، تتنافس لائحتان اعتراضيتان ينضوي تحتهما كل المنصات الاعتراضية.
ونتيجة التفاهم الراهن فإن مصير اللائحة التشتت، اذ تشير المعطيات الى أن اقصاء سامي الجواد عن اللائحة يهدد ولادتها نتيجة اعتراضات المرشحين عليها والتي تنذر بتفككها الا اذا تدارك «الشيوعي» الامر واعاد صوغ التحالفات مجدداً في ضوء تلويح أكثر من مرشح بالخروج من اللائحة تضامناً مع الجواد الذي يملك حيثية سياسية وانتخابية لافتة وهي اكبر من حيثية «مواطنون ومواطنات» كونه يأتي من خلفية اسعدية لها جذور تاريخية في الجنوب حيث ما زالت هناك شعبية للأسعدية، ولو بنسب متفاوتة.
ووفق المعطيات فإن مرشح الشيوعي خليل ديب، كما المرشحين المدعومين من الحزب سيلتحقون باللائحة المستجدة، فيما لو اصر الشيوعي على البقاء ضمن تفاهماته الانتخابية مع نحاس وإقصاء سامي الجواد.
ولا تخفي مصادر مطلعة ان «تشكيل نحاس لائحة مناهضة للائحة القوى التغييرية لن يكون لها ثقل انتخابي ولا حيثية سياسية على الساحة الانتخابية، الا أنه يبتز «الشيوعي» الذي صاغ التفاهم للحصول على مقاعد انتخابية في دوائر اخرى، وهذا الامر قد يطيح بكل التفاهمات الحالية، ويعيد انتاج تفاهمات انتخابية جديدة ترشح عنها لائحة من رحم 17 تشرين قد تضم معظم المنضوين حاليا على لائحة 17 تشرين المدعومة من «الشيوعي».
وبحسب المعطيات، لا يتوقع استمرار القعدان على لائحة القوى التغييرية واسماء اخرى قد تطيح باللائحة نفسها واعادة ترتيبها من جديد. وإزاء هذه المستجدات فإن الامور تشير الى أن دائرة الجنوب الثالثة ستخوض الانتخابات بـ 3 لوائح اعتراضية لمواجهة لائحة الثنائي الشيعي.
وهنا يقول جواد إن هناك لقاءات ستعقد وعلى ضوئها سيتحدد اما سنكون جميعنا في لائحة واحدة، وان لم يتراجع «الشيوعي» عن تحالفه سنكون حكماً امام لائحتين وهو ما لا نتمناه بل نسعى لتكون القوى التغييرية كلها في لائحة واحدة.
ايام قليلة فقط ويغلق باب تسجيل اللوائح فهل تزال كل عقبات اللائحة التغييرية ليلاً وتولد رسمياً، ام سنكون امام اعادة خلط الاوراق من جديد وصوغ لائحة مستجدة؟ المؤكد ان الكل يعيد هندسة لوائحه الانتخابية، ويصوغ تفاهماته وفقاً لمصالحه الحزبية هنا والانتخابية هناك، وازاء المستجدات الطارئة تبدو القوى الاعتراضية مشتتة، وتحتاج حتماً الى اعادة دوزنة توافقية كي لا تضيع الفرصة التغييرية من يدها. فهل تفعلها ام لا؟