IMLebanon

وهبة لـ”نداء الوطن”: الفرج لن يأتي مع بايدن… ولا أحد يعرف مسار العقوبات  

 

كشف عن توجّه لإقفال سفارات وجهد لتصحيح العلاقات اللبنانية – الخليجية

 

 

من مكتبه في مقر وزارات الدولة الذي نزحت إليه وزارة الخارجية بعد انفجار المرفأ، يتابع وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال شربل وهبة ملفات وزارته وما أثقلها، يركّز على التطورات الخارجية، لكن عينه على الداخل، فهو يعتبر أننا مقبلون على أوضاع إقتصادية شبيهة بالتي عاشها جبل لبنان في الحرب العالمية الأولى. ابن العاقورة الذي يروي أخبار الأجداد أثناء المجاعة يتحلّى بدبلوماسية تخفي وراءها طبع إبن الجبل “الفجّ”، لا يحب الإعلام كثيراً ويعتبر أنه ظُلم من بعض الوسائل الإعلامية، وهو يُصرّ على ان الأمل موجود والحل بيد اللبنانيين عبر وحدتهم.

 

ظروف تولي وهبة وزارة الخارجية خلفاً للوزير المستقيل ناصيف حتي كانت الأقسى في تاريخ لبنان، ومدخل مقر وزارته الجديد أكبر دليل على قساوة إنفجار المرفأ حيث لا يزال الزجاج المحطم على الأرض والمباني لم تُرمم، وما يدلّ على أن الأزمة لم تبدأ بعد هو ما كشفه خلال حواره الشامل مع “نداء الوطن”، أن الموازنة لم تعد تحتمل وهناك توجّه لدى وزارة الخارجية لإقفال عدد من السفارات في الخارج بسبب الضائقة المالية، ما يعني أن الأزمة وصلت إلى السلك الدبلوماسي وهناك عدد من الدبلوماسيين سيصبحون عاطلين عن العمل. من العقوبات الاميركية ومسارها، إلى الإدارة الاميركية الجديدة والمبادرة الفرنسية والعلاقات مع الخليج وأزمة النزوح، كلها مواضيع أجاب عليها وهبة في المقابلة التي أجريناها معه وأتت الأجوبة كالآتي:

 

إستلمت الخارجية بعد استقالة ناصيف حتي، وقبل ساعتين من إنفجار المرفأ، فهل تعتبر حظك بالسياسة عاطلاً؟

 

كلا، ليس حظاً. أنا ليس لدي طموح سياسي لكن شاءت الظروف أن عينت وزيراً للخارجية في 3 آب ووقع الإنفجار في اليوم الثاني.

 

هناك حديث أن ما رفضه حتي أنت قبلت به، فمثلاً هناك من يعتبر أن الوزير باسيل لا يزال يمسك بالخارجية؟

 

هذه مزحة، أنا استلمت من حتي والأخير استلم من باسيل، أحترم الإثنين، فقد عملت مع وزراء خارجية عدة قبل باسيل وانتسبت إلى الوزارة منذ العام 1975.

 

هل هناك إستقلالية وفصل بين “الخارجية” و”التيار الوطني الحرّ”؟

 

مئة في المئة، ومن 4 آب لم يتم التواصل مع “التيار” ولا أنتمي إلى “التيار” ولست عضواً فيه.

 

 

وماذا عن رئيس الجمهورية؟

 

هذا أمر مختلف، هو رئيس البلاد، وأحترم دوره وموقعه الدستوري وكذلك أحترمه لشخصه وقدراته الوطنية العالية التي اختبرتها على مدار السنتين ونصف السنة عندما كنت مستشاره الدبلوماسي.

 

لكن الناس تعتبر أن في عهده حصلت كل الإنهيارات والإنفجارات؟

 

لأنه كان صريحاً ودخل في موضوع محاربة الفساد وضرب المجموعات التي تفسد الإدارة، وجميعهم تكتلوا ضده.

 

من زكّاك للخارجية، عون أو باسيل؟

 

فخامة الرئيس، واختارني لأنني كنت مستشاره الدبلوماسي.

 

هل هناك قرار بتفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال بعد فشل الحريري حتى الساعة بالتأليف؟

 

حكومة تصريف الأعمال لا تجتمع لأنها مستقيلة، لكن تحصل إجتماعات وزارية إن كان في لجنة “كورونا” او بعض الإجتماعات مع الرئيس دياب، لكن اتمنى تأليف الحكومة سريعاً لأن التحديات كبيرة وحكومة تصريف الأعمال غير قادرة على مواجهتها.

 

بالنسبة إلى العقوبات، لماذا عندما فرضت على باسيل تحركتم، بينما التحرك كان خجولاً عندما فرضت على الوزيرين يوسف فنيانوس وعلي حسن خليل وآخرين؟

 

ليس صحيحاً، فقد تحركت عندما فرضت العقوبات على فنيانوس وخليل، لكن كنت مصاباً حينها بـ”الكورونا”، ورغم ذلك تواصل مدير الشؤون السياسية في الخارجية مع السفارة الاميركية، وأرسلنا كتاباً إلى سفيرنا في واشنطن وطلبنا منه السعي عبر المسؤولين الأميركيين لتزويدنا بما لديهم من معطيات ومستندات إتخذوا على أساسها الإجراءات، ولم تخرج هذه الخطوات على الإعلام. أما عندما اتخذ الإجراء الأميركي ضد باسيل، فقد كنت تعافيت وأخذنا الإجراءات نفسها.

 

ماذا عن إجتماعك بالسفيرة الأميركية بعد العقوبات على باسيل؟

 

خرج الإعلام بخبر مفاده أن وزير الخارجية استدعى السفيرة الأميركية ويريد ان يقتص منها، هذا غير صحيح على الإطلاق، فاستدعاء السفراء بالعرف الدبلوماسي له أسباب معروفة ويحتاج إلى قرار سياسي، خصوصاً إذا كان الأمر فيه إعطاء ضوابط لعدم تجاوزه، فأنا لم أستدع شيا بمعنى استدعاء دبلوماسي، أنا طلبت منها اللقاء مثلما ألتقي بكل السفراء، وتحدثنا في 3 مواضيع من بينها الإجراءات المتخذة ضدّ باسيل.

 

أجواء اللقاء كانت ممتازة جداً. ودبلوماسياً دوري كوزير خارجية أن أحافظ على تواصل أخلاقي ودبلوماسي وهم حريصون الّا يدخلوا إلى وزير الخارجية بنبرة عالية، اللقاءات ممتازة شكلاً ومضموناً.

 

هل أبلغتك أن هناك مزيداً من العقوبات؟

 

لم أسألها ولا تملك هي الجواب لأن هذا القرار يُتخذ من الدوائر المعنية وليس من السفارة، هي فقط علّقت على الإجراء الذي اتخذ ضد باسيل وقالت إن حكومتها مستندة إلى معطيات جدية وطلبت منها تزويدنا بها.

 

هل اقتنعت بكلامها؟

 

طبعاً إقتنعت، لكن لم أقتنع لماذا لا تعطيني المعطيات، ووعدتني انها ستراجع حكومتها لأن المعطيات ليست بين يديها. وأوضحت ان ادارتها لديها ما يكفي من المعطيات لفرض مثل هكذا عقوبات.

 

هناك لوم عليك وخصوصاً من قبل “حزب الله” وحلفائه لعدم قدرتك على ضبط السفيرة الأميركية؟

 

لا تُحمّل وزير الخارجية مطلب “إضبط سفير”، فعملية ضبط السفراء لا تكون بهذا الشكل، ولسنا بمعركة مع سفيرة الولايات المتحدة، والمطلوب ان نتواصل مع الإدارة الأميركية عبرها وعبر سفارتنا في واشنطن، هل المطلوب محاربة الولايات المتحدة أو نتواصل معها لتحسين العلاقات؟ أميركا دولة عظمى ولدينا جالية لبنانية كبيرة هناك، ولنا مصالح تقليدية واستراتيجية مع واشنطن منذ عام 1943، فكيف يريدون منا ان نقطع تلك العلاقات، فأنا غير مقتنع بهذا الأمر، وأنا أعبر عما يتفق عليه مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية.

 

أين لبنان اليوم، في المحور الإيراني أو الاميركي؟

 

لبنان بالوسط وهذا أصعب موقف يمكن ان تكون فيه، فعدا العدو الصهيوني، يجب ان نكون مع الطرفين ومع كل الأصدقاء.

 

هل أنت مع قطع علاقة لبنان مع الغرب والتوجه شرقاً؟

 

من منا يصدق أن لبنان قادر على قطع علاقاته مع الغرب، أنا مع تنويع مصادر إقتصادنا وتمويننا، لكن تقليدياً والعقلية اللبنانية والتربية هي غربية أميركية وأوروبية أكثر مما هي شرقية إشتراكية سوفياتية صينية، لذلك لا يستطيع أحد نقل الطبيعة الإقتصادية اللبنانية والديموغرافية والسياسية من الغرب إلى الشرق، لكن لا أسكّر على الشرق.

 

من خلال إتصالاتك واللقاءات مع السفيرة الفرنسية، ماذا يقول الفرنسيون في هذه المرحلة؟

 

الموقف الفرنسي عبّر عنه الرئيس ماكرون بزيارتين، وهناك إجتماع دولي دعا إليه لتحويل المساعدات الطارئة الى مساعدات إنسانية عاجلة من دون مرورها بالدولة اللبنانية لأنّ الثقة للأسف مفقودة بالإدارة اللبنانية، والآن الرئيس الفرنسي يقول بما انكم لم تؤلفوا حكومة ولم تباشروا بالاصلاحات، لذلك سيكون المؤتمر كناية عن مساعدات إقتصادية طارئة، أما الشروط الحكومية الفرنسية فلا تزال هي ذاتها.

 

هل ماتت المبادرة الفرنسية؟

 

كلا، واجتماع الغد يدل على أن المبادرة لا تزال حية.

 

ما صحة أن الدور الفرنسي أتى بعد الخوف من الدور التركي؟

 

تركيا دولة صديقة وتربطنا بها علاقة صداقة، وأؤكد صداقة لبنان مع الحكومة التركية والشعب التركي، دعنا ننظر إلى الموضوع بايجابية، أنا لا أرى أن هناك صراعاً تركياً فرنسياً في لبنان، علينا كلبنانيين أن ننقذ أنفسنا. وأنقرة لا تقوم بأي مقاربة إلا ضمن صداقتها معنا، ونحن على تواصل دائم معها، وكل الحديث عن تدخلات تركية في شمال لبنان ودعمها لجماعات سنية معطيات ليست ثابتة وليست أكيدة.

 

هل الفرج سيكون بعد تسلّم بايدن رسمياً الرئاسة الأميركية؟

 

كلا، تغيير الإدارة الاميركية لن يمنح الفرج للبنان، لأن وحدتنا الداخلية هي الفرج، ولأن السياسة الأميركية ثابتة بالنسبة لبلدنا، ولسنا من الأولويات، أتمنى أن تقف العقوبات ولا ينقصنا هذا الأمر، ولا أحد يعرف إذا ما كانت هذه الإجراءات ستقف أو ستستمر مع الإدارة الجديدة.

 

هل سنصل إلى تطبيع مع إسرائيل؟

 

كلا، فمفاوضات الترسيم ليست تطبيعاً، هذا ترسيم لحدودنا، والمفاوضات تتم بطريقة غير مباشرة، فعام 1949، عندما دعي لبنان إلى مفاوضات الهدنة هل كان يعترف باسرائيل؟ هناك موانع عدّة لهذا الموضوع، فنحن لا نزايد على العرب لكن لدينا خصوصيتنا، فالأساس هو التوافق اللبناني والوحدة الوطنية.

 

هل مسموح للبنان أن يستخرج نفطه وغازه؟

 

طبعاً، فعندما ننتهي من الترسيم تبدأ عمليات التنقيب الكبرى.

 

ماذا عن إعادة العلاقات اللبنانية – الخليجية؟

 

أبذل جهداً إستثنائياً في هذا المجال، فالعرب إخوة وأريد الحفاظ على علاقاتنا من دون كسر وحدتنا الداخلية، فعلى سبيل المثال إذا أعلنا موقفاً معادياً لايران ألا يزعج هذا شريحة من اللبنانيين، مصلحتي أن أحافظ على علاقاتي مع الخليج وإيران وهذه مهمة صعبة.

 

ماذا عن حجب تأشيرة الدخول للبنانيين إلى الإمارات؟

 

الإمارات لم تقم بهذه الخطوة، قد يكون هناك بعض المواطنين تدقق في أوراقهم مثل اميركا، لكن المنع لم يحصل، كما يمكن ربط التشدد الاماراتي بـ”الكورونا”.

 

ماذا عن مغادرة السفراء الخليجيين وعلى رأسهم سفيرا السعودية والإمارات لبنان؟

 

كلا لم يغادرا، فطالما السفير لم يودع رئيس الجمهورية يمكن إعتباره في إجازة، ويمكن أن تكون مغادرتهما مع بعضهما صدفة وليس موقفاً سياسياً.

 

هل تعتبر أن مؤتمر النازحين في دمشق حقق النتائج؟

 

السفيرة الأميركية والسفراء الغربيون أبلغونا عدم رضاهم عن مشاركتنا، لكننا شاركنا لأننا نريد عودة النازحين، فلبنان لم يعد يتحمل عبء النزوح، والروس يمكنهم أن يلعبوا دوراً كبيراً في هذا المجال، وأتمنى عودتهم قبل الإنتخابات الرئاسية السورية وليشاركوا في تقرير مستقبل بلادهم، ولا نتعامل معهم بعنصرية.

 

هل صحيح ان اللواء عباس ابراهيم يأخذ دور وزير الخارجية؟

 

علاقتي مع ابراهيم ممتازة، ولم أنزعج من تحركاته التي تصب في خدمة لبنان، ودوره ذو طابع انساني وخصوصاً لناحية تبادل الاسرى والمخطوفين وهو ينسق معنا ومع فخامة الرئيس.

 

هل سيكون خليفة الرئيس نبيه بري نظراً لدوره الكبير؟

 

لكي يكون مكان بري يجب أن يكون عضواً في مجلس النواب.

 

ماذا عن إلغاء الملحقين الإقتصاديين والعسكريين؟

 

طلبت من السفراء تقييم عمل الملحقين الذين يبلغ عددهم 19، فأتاني التقرير بأن 80 في المئة يقومون بجهد كبير. أما بالنسبة للملحقين العسكريين فقرار تعيينهم هو قرار يتخذه وزير الدفاع بناء على اقتراح قائد الجيش.

 

هل ستترشح في جبيل على لائحة “التيار الوطني الحر” بدلاً من النائب سيمون أبي رميا بعد الخروج من الخارجية؟

 

أجزم من الآن: لا أريد الترشح ولا أطمح إلى المناصب، ولا أملك الإرادة ولا المال الإنتخابي للقيام بمثل هكذا خطوة.