كل مسلم حقيقي يرفض ويستنكر العملية الارهابية التي طالت صحافيي جريدة «شارلي ايبدو» الفرنسية اذ ان ما حصل هو مناهض للتعاليم الاسلامية واستمرار للنهج الهادف الى تشويه الاسلام. هؤلاء الصحافيون الذين سقطوا في العملية البربرية ولا يمكن تسميتها غير ذلك هم اصحاب رأي لم يقترفوا ذنباً سوى انهم عبروا عن آرائهم فلا يكون الحديد والنار وسيلة لمعاقبتهم على ما كتبوه. انه فعلا يوم اسود لفرنسا ولحرية الصحافة انما هو ايضا يوم اسود للاسلام لان بعض المتطرفين الذين صاروا دخلاء على هذا الدين يمعنون في تحويله من رسالة سماوية الى رسالة دموية.
منذ متى تصفية الناس وقتلهم بهذا الدم البارد يعتبر هدفا ساميا للدفاع عن الدين الاسلامي؟
منذ متى اصبح التعدي على اناس عزل عملاً يفتخر به؟
هذا الارهاب الذي طال فرنسا مرفوض من المسلمين اولا ومن كل انسان حضاري لا يلجأ الى القتل لمواجهة عدوه. هذا الارهاب جربناه، نحن في الشرق الاوسط، وخصوصا في لبنان حيث تميز اعلامنا بحرية الرأي وكان الثمن باهظا احيانا فسقط لنا شهداء كثر حتى اصبح 6 ايار يوماً نمجد فيه ذكرى الشهداء الذين سقطوا نتيجة الاعدام الذي نفذته السلطات العثمانية انذاك وكل الشهداء الذين سقطوا بعد هذا التاريخ والذين كانوا اصحاب قلم وفكر وجرأة.
استشهد سليم اللوزة وكامل مروة ورياض طه وجبران تويني وسمير قصير وآخرون لانهم عبروا عن آرائهم فقابلهم اعداءهم بالرصاص. وكم من مواطن عربي ان كانت مهنته الصحافة او انتقى مهنة اخرى سجن او عذب او قتل فقط لانه ابدى رأيا مخالفا لرأي حاكمه فقد سمعنا قصصا مرعبة عما فعله حكام عرب بكل مواطن تجرأ على معاكستهم.
وعندما نتكلم عن الضحايا الابرياء الذين يسقطون ضحية الارهاب فلا يغيب عن بالنا الشهداء الفلسطينيون الذين لم يتوقف الارهاب عليهم يوما. لم تعلُ صرخات من المجتمع الدولي تدين ما يتعرض له الفلسطينيين ولم يكره العالم الاسرائيليين كما البعض يكره الاسلام الان. والحال ان فلسطينيون صحافيين ومدنيين أبرياء رفضوا الغطرسة الاسرائيلية فواجههم الاسرائيلي بالقتل والتصفية الجماعية والعالم صامت على جرائم الاسرائيليين. فبربكم اليست الجرائم التي ارتكبت بحق اهالي غزة ارهاب يضاعف جريمة «شارلي»؟
الارهاب ضرب بيروت وغزة ومدن عربية اخرى منذ زمن بعيد والان جاء ليضرب باريس الحاملة لمشعل الدفاع عن حقوق الانسان وحرية التعبير لتذوق العاصمة الفرنسية عذابا ذاقته عاصمتنا تكرار ومرارا.
لقد عرفنا الارهاب منذ ان اتى المحتل الاسرائيلي الى ارضنا وعرفنا الارهاب عندما استشهد صحافيون لبنانيون عشقوا الحرية حتى الموت حتى اصبح الارهاب على حرية الراي في لبنان معاناة تعرفها بيروت منذ عقود من الزمن.