IMLebanon

دردشات رئاسية  في زمن البلديات

المشاغل البلدية لم تشغل المعنيين عن نقطة الضعف اللبنانية الأساسية المتمثلة بالشغور الرئاسي، بدليل انه مهما سعى الساعون الى تلميع المظهر الديمقراطي للبلد، بالانتخابات البلدية أو حتى النيابية، تبقى الصورة باهتة، بل وشاحبة في غياب الرأس.

ومن هنا كانت المتابعة لرحلة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الى باريس ولقائه الرئيس فرنسوا هولاند، ومن ثم النائب وليد جنبلاط، وان كان لسفره داع آخر هو حضور عرض الفيلم الوثائقي عن والده الشهيد كمال جنبلاط، الشاهد والشهيد في مركز العالم العربي في باريس، وكان الاستحقاق الرئاسي اللبناني الحاضر الكبير في كل المحادثات والاتصالات وحتى الدردشات.

ويقال ان دبلوماسيا أميركيا كبيرا معنيا بالملف اللبناني كان على الخط الباريسي، وغادر من هناك الى واشنطن، والمتداول في بيروت أفكار كثيرة وطروحات أكثر ومنها، ان صيغة الرئاسة الانتقالية لسنتين، المجهولة الأب، والتي قيل ان غبطة البطريرك عرضها مع السيد نصرالله، لا زالت في صدارة التداول، كما ان منها ما هو أخطر، كالاصلاح الدستوري المطروح على مستوى رئاسة الجمهورية، والذي يرمى أصحابه الى استحداث منصب نائب لرئيس الجمهورية، بغية اعادة صياغة التوازن على مستوى الأدوار الطائفية في هرمية السلطة التنفيذية، علماً ان لا نائب للرئيس في النظم الرئاسية البرلمانية، والتي ينتخب فيها الرئيس من النواب، لا من الشعب مباشرة.

لكن بمقابل هذه الصيغ والطروحات، أو ما يصفه البعض بالدردشات الدستورية في وقت الرئاسة الضائع، يقول نواب قريبون من النظام السوري، انه لن يدخل رئيس الى بعبدا، قبل ان يخرج الرئيس أوباما من البيت الأبيض…

وعن السرّ في هذا الامتياز للرئاسة اللبنانية، يقول هؤلاء، انها المعادلة الايرانية الممسكة بزمام الأمور في سوريا، وتالياً في لبنان، والتي لا ترى الافراج عن الرئاسة اللبنانية قبل محطتين: محطة الرئاسة الأميركية الجديدة، لمن تكون، وما هي طبيعة العلاقة المرتقبة مع الرئيس الأميركي العتيد، ومحطة مصير النظام في سوريا، فان نجحت الحماية الروسية الايرانية في ابقاء الأسد على رأس مرحلة الانتقال، لا ضير في من يصبح رئيسا للبنان، طالما انه سيكون من اختيار الحليف عينه، أما اذا اختلفت حسابات الحقل الدولي عن حسابات البيدر الايراني، فلن يكون رئيس للبنان إلاّ من يعوّض عن طهران انحسارها عن الساحة السورية…

ويقول النواب القريبون من دمشق، ان ثمة مخططاً مرسوماً كان يلحظ انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في حزيران المقبل، لكن في معلوماتهم ان موسكو طلبت التمهّل، لاعتبارات، ربما على صلة بالمعارك الطاحنة في حلب وريف درعا العصيّة على الحسم رغم حجم الشراسة النارية الموظفة في هذا المحور…

والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال، ماذا عن الاستقرار الأمني الذي يعيشه لبنان، بجوار البركان السوري المشتعل؟

جواباً، يطمئن مصدر عسكري لبناني رفيع الى جهوزية الجيش والقوى الامنية، لمواجهة اي تمدد ارهابي الى لبنان، أكان من الجنوب أم من الشرق، والتجارب تغني عن الاختبار.

وأضاف: لبنان بلد آمن، قياساً على ما يجري في عواصم الجوار وحتى في العواصم الاوروبية، والتنسيق قائم وفعال مع الاشقاء والاصدقاء.

المصدر اعتبر ان الجيش والامن اللبنانيين يواجهان ارهابا عابرا للحدود، ومع ذلك استطعنا محاصرته أكان في الجرود أو في بعض المخيمات، مذكراً بأن الاستقرار في لبنان، شأن دولي أيضاً، انه حاجة أوروبية ودولية بقدر ما هو حاجة لبنانية، لأن بديله الفوضى، ومع الفوضى، يمتلئ البحر المتوسط بقوارب اللاجئين السوريين مرة أخرى…