Site icon IMLebanon

الدكاش في كسروان… “إبن الأرض” في مواجهة حُماة السلاح والفساد والعتمة

 

 

تخوض «القوات اللبنانية» معركة كسروان – جبيل متسلّحةً بدعم شعبي وتجربة ناجحة مستمدّة من انتخابات 2018.

 

لا شكّ أن قضاء كسروان يشكّل أهم ساحة لتطاحن القوى المسيحية، وهذا التطاحن وإن كان ينظر له البعض بأنه ضمن الصفّ الواحد، إلا أن الأهم هو التنافس الديموقراطي الحضاري، فالتعددية سمة المجتمع المسيحي، والجنوح نحو الأحادية هو تدمير للبنيان المسيحي.

 

إذاً، فإن الأنظار تتجه إلى معركة كسروان وإن كانت تتكامل مع جارتها جبيل، فلا يستطيع أي حزب أو قوة مسيحية أخذ شرعية مارونية إن لم يكن لديه موطئ قدم في عاصمة الموارنة.

 

وفي السياق، فإن المقاعد المارونية الخمسة في كسروان ستكون حلبة صراع بين مجموعة من القوى المسيحية، من هنا يبرز النائب شوقي الدكاش الذي استطاع أن «يحفر الجبل بإبرة» وشكّل الركيزة للإنطلاقة القواتية التي أصبحت الأساس المكين لأي معركة انتخابية.

 

من يراقب مسار ترشيحات الدكاش يكتشف مدى صبر هذا الرجل، ففي أول انتخابات بعد انسحاب جيش الإحتلال السوري خاض المعركة عام 2005، لكن «تسونامي» العماد ميشال عون كان الأقوى، فاز بالمقاعد الخمسة ولم يصل الدكاش إلى الندوة البرلمانية.

 

وفي انتخابات 2009، كان الدكاش خارج دائرة ترشيحات «القوات اللبنانية» وقوى 14 آذار في كسروان، يومها دعمت «القوات» ترشيح عميد «الكتلة الوطنية» كارلوس إده فلم يحالفه الحظّ. وبين 2005 و2018 هناك 13 سنة، وهذا الوقت كان كفيلاً لأي مرشّح أن ييأس، لكن الدكاش إستمرّ بالعمل دون كلل أو ملل حتى وصل إلى الندوة البرلمانية عام 2018 متخطياً عتبة 10000 صوت كسرواني تفضيلي، وبذلك فقد تمّ تكريس «القوات» كقوّة كسروانية لا يمكن تجاوزها.

 

يعتبر أهم عامل في نجاح الدكاش نيابياً وشعبياً هو أنه إبن الأرض ولا يستعمل الخطابات الرنانة، فمن كان يهرب من الإنضمام إلى لائحة «القوات» في آخر انتخابات بات يطمح ليكون عضواً فيها على اعتبار أن الحاصل مؤمن للدكاش، والصراع هو على الحاصل الثاني في كسروان لأن مقاعد جبيل شبه محسومة.

 

وإضافةً إلى العمل على الأرض وفي الأرض أيضاً، فإن الدكاش يتسلّح بخطاب سياسي وسيادي واضح لا لبس فيه، فهو لا يدّعي أنه ثورة أو يحاول ركوب الموجة لأنه بالأساس يتفاخر بأنه فلّاح وإبن الأرض وأصدق ثورة هي ثورة الفلاحين، ومن جهة ثانية ليس مجبراً أن يهاجم العهد ويهادن «حزب الله»، بل إنه يفتح النار على سلوك «التيار الوطني الحرّ» والعهد ويعتبر معركته الأساسية هي بوجه سلاح «حزب الله»، أما بالنسبة إلى الدكاش ابن كسروان، فإنه يدعم مواقف البطريركية والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وليس لديه حرج من بعض مواقف البطريرك خصوصاً في ما يتعلّق بالسلاح والحياد والسيادة.

 

وأمام كل تلك العوامل، يخوض الدكاش معركة واضحة المعالم إلى جانب زملائه على اللائحة في كسروان وجبيل، ويشكّل مع النائب الجبيلي زياد الحواط حجر الأساس للائحة، والتي تهدف إلى القول لا للسلطة الحاكمة ولا لتجويع اللبنانيين ولا للسلاح غير الشرعي ولا للفساد والعتمة والعطش، ونعم لتحقيق مطالب الشعب الثائر وتطبيق مضامين طروحات بطريرك الموارنة.

 

هناك إجماع على أن «القوات اللبنانية» ستحتفظ بمقعدي الدكاش والحواط وتعمل من أجل الوصول إلى الحاصل الثالث، وهذا يعني عملياً أن حجمها في هذه الدائرة بات يتخطى حجم «التيار الوطني الحرّ»، بينما كان هذا الأمر بمثابة حلم لكل قواتي منذ 10 سنوات وأكثر بعد موجة «التسونامي» البرتقالي، من هنا فإن الرهان القواتي يبقى على وعي أهمية المعركة وعدم الإستسلام لأن الأساس هو إسقاط السلطة والتحضير لبناء لبنان الجديد.