أكدت تل أبيب أمس أن المفاوضات التي تصر على انها مباشرة مع لبنان حول الترسيم الحدودي بين الجانبين، ستقتصر على الحدود البحرية دون البرية، مشيرة الى ان «إسرائيل رفضت التفاوض على الترسيم البري، وانه لا معنى للحديث المغاير، الوارد من بيروت ومن واشنطن».
وفي ما يبدو استباقاً لأي توقعات مغايرة ازاء التفاوض على الحدود البرية، قالت مصادر دبلوماسية اسرائيلية في تسريبات موجهة عبر الإعلام الإسرائيلي («جيروزاليم بوست»)، إنه «رغم الخلافات حول الخط الأزرق الذي توصل اليه الطرفان عام 2000، وكانت مدار بحث في مرحلة ما فبل الاتفاق الاخير على بدء المفاوضات البينية، إلا أن إسرائيل لم توافق على التفاوض بشأن الحدود البرية».
وفي ما يبدو تخفيفاً للجزم الوارد أعلاه، أكدت تل ابيب انها لا تستبعد مفاوضات حول الخط الازرق، لكنها ترى وجوب ان تكون منفصلة عن المفاوضات المزمع مباشرتها قريباً حول الحدود البحرية، على ان تفاوض عليها وفود مختلفة من الجانبين. فـ«المفاوض الإسرائيلي يتمثل الان بوزارة الطاقة، لأن المفاوضات تتعلق بالحدود البحرية، التي ترتبط بالغاز الطبيعي الموجود في هذا الجزء من المتوسط».
وقال مصدر دبلوماسي اسرائيلي إن «المفاوضات حول المفاوضات» استغرقت اكثر من عامين لإنجازها (اتفاق الاطار)، للتوصل الى اتفاق للبدء بها، على ان يكون الجانب الاميركي هو الوسيط فيها.
وفي ما يتعلق بالخلاف على الحدود البرية، رجحت الصحيفة أن «تركز مفاوضات منطقة هار دوف (مزارع شبعا المحتلة)، المنطقة التي تعد جزءاً من مرتفعات الجولان عند تقاطع الحدود اللبنانية السورية وهي مدار نزاع بين بيروت ودمشق، الا ان اسرائيل «سيطرت» على الجولان بما يشمل المزارع عام 1967 وفرضت سيادتها عليها عام 1981».
وفي توصيف لافت جداً للموقف اللبناني من «لبنانية المزارع»، قالت الصحيفة إن «اسرائيل انسحبت من الأراضي اللبنانية عام 2000، وهو ما صادقت عليه الامم المتحدة، الا ان حزب الله وآخرين في لبنان يرون إن اسرائيل تحتل جبل دوف، وهو ما يطلقون عليه تسمية مزارع شبعا».
وقالت الصحيفة ايضاً إن «الاعتقاد الاسلامي (!) كما اليهودي، يرى ان منطقة هار دوف (المزارع المحتلة) هي المكان الذي قطع فيه الله عهده للنبي ابراهيم»، في اشارة توراتية الى أحقية اسرائيل الالهية في مزارع شبعا.