قال الشيخ نبيل قاووق نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» (وما أكثر المناصب القيادية في الحزب وما أقل فاعليتها): إنّ العدوان على اليمن أسقط الأقنعة وهو عدوان سعودي – أميركي – تكفيري، كما هو عدوان على الشعب العربي المسلم اليمني لأنّه واجه المدارس التكفيرية التي كانت تنشر سمومها في صعدة وصنعاء.
واعتبر قاووق ثانية أنّ هذا اعتداء على «حزب الله».
ونقطة ثالثة أثارها وهي أنّ هذا «الإعتداء» أكبر وأشد من الإعتداء الإسرائيلي على المقاومة.
بداية في قوله إنّه عدوان تكفيري على الشعب المسلم اليمني، نود أن نلفت انتباه الشيخ قاووق الى أنّ مَن يدرّب ويموّل ويسلّح في اليمن هي إيران، وهي اليوم ترسل مئات المقاتلين من «حزب الله» الى هناك… فهل هم سيحاربون إسرائيل في اليمن؟! على حد علمنا أنّ رخصة «حزب الله» لحمل السلاح هي لمحاربة إسرائيل… فهل إسرائيل في اليمن؟
وفي هذا الموضوع بالذات معروف أنّ الحوثيين، باتفاق مع علي عبدالله صالح الرئيس المخلوع، قاموا بانقلاب على الشرعية… وهم كانوا البادئين وقد رفضوا مبدأ التوافق، اعتدوا على صنعاء وصعدة وعدن، ووصل بهم الأمر الى حد دفع الرئيس الشرعي عبد ربه هادي منصور الى الإستقالة واللجوء الى خارج اليمن.
فمن نفّذ هذه الانقلابات على الشرعية هم الحوثيون بتأييد من إيران، في وقت أنّ السيّد حسن نصرالله يقول إنّه يدافع عن الشرعية في سوريا… فعلى هذا المقياس كيف يكون المسموح له غير مسموح لسواه؟.. طبعاً هذا من باب الإفتراض وعلى سبيل الجدال.
أمّا اعتبار قاووق ما يجري في اليمن اعتداء على المقاومة و»حزب الله»، فهذه نظرية عصيّة على الإستيعاب: فما هي علاقة «حزب الله» في اليمن؟ ما هي مصالحه هناك؟ ما أهميّة اليمن بالنسبة الى لبنان؟
فهل إذا كانت لإيران مصلحة في اليمن، بات لـ»حزب الله» أيضاً له مصلحة، في وقت يدّعي الحزب أنّه غير تابع لأحد؟!.
وأمّا قوله إنّه اعتداء أشد وأدهى على المقاومة، فنقول: الذين استحوا ماتوا؟!.
ليس دفاعاً عن المملكة العربية السعودية، فقط نود أن نقول لقاووق إنّ المملكة هي دولة عظمى حقيقية، وهي زعيمة العالمين العربي والإسلامي، وهذه الدولة إذا كانت سياستها قائمة على أساس المحبة والتسامح، فإنها لن تقبل من أحد الإعتداء عليها، واليمن هي خاصرتها الجنوبية، والحوثيون هم تنظيم إرهابي مذهبي لا علاقة له بالوطن وبالوطنية، وطبعاً لا علاقة له بالعروبة حتى ولو أعطاه سماحة السيّد شهادة بذلك، وكذلك «داعش» و»النصرة»، لا علاقة لهما بالدين الذي لا يقبل بالقتل للقتل.
وأخيراً لا بد من التذكير فنقول: ليت «حزب الله» يقدّم مصلحة اللبنانيين على مصلحة إيران، بمعنى آخر إذا كانت هناك بعض الرواتب التي يتقاضاها الحزب من إيران، فنسبة القابضين قليلة، بينما هناك 500 ألف عائلة تسترزق من السعودية والخليج، وهؤلاء تسيء إليهم مواقف «حزب الله» الذي نتمنى أن يكون لبنانياً مرّة واحدة… ويكفينا انخراطه بأحداث سوريا والعراق، وتكفينا عملياته في بلغاريا ومصر والكويت… ولا نعلم الى أين سيقود قاسم سليماني «حزب الله»؟!