واشنطن اليوم تقرأ ما في الضمائر والنيّات في عهد رئيسها الجديد ترامب المثير للجدل، والذي يصفه بعض كبار السياسيين الأميركيين ب المهرّج، وهم من أركان الحزبين الجمهوري الحاكم، والديمقراطي المعارض! وبعد أن قام الرئيس الأميركي باستعراضه الباذخ في الخليج بمشاركة نجوم عهده، زوجته وابنته وصهره، وحرّض على تفجير الأزمة المضمرة داخل مجلس التعاون الخليجي مع قطر، ظهر على المسرح من جديد متطوعا لحلّ الأزمة بين الأشقاء الخليجيين العرب، ومستلهما قصة القرد والجبنة من كتاب العرب الشهير كليلة ودمنة!
***
الآلة الجهنمية الأميركية التي يملك الرئيس ترامب اللعب على أزرارها يزعم الآن انه يقرأ في نيّات النظام السوري وضميره انه يعتزم شنّ هجمات جديدة ب الكيميائي، على الرغم من أن سلفه في البيت الأبيض أقام مهرجانا دوليا صاخبا مع اعلان الرئيس باراك أوباما إلقاء القبض على ترسانة سوريا الكيميائية بالكامل ومصادرتها واخراجها من هناك! وهذا حدث، فيما كانت تنظيمات ارهابية داعشية الثقافة والهوى تشنّ هجمات بالكيماوي على قوات النظام السوري وحلفائه تحت أنظار أميركا والعالم، وباعتراف أميركي أيضا!
***
صحيح أن ثقافة الكيميائي ليست غريبة عن ممارسات بعض الأنظمة في المنطقة، ولا سيما في العراق وسوريا، وكان رائدها المتوحش نظام صدام حسين الذي استعمل الكيميائي بضراوة ضد الأكراد، ولكن الصحيح أيضا، لم يكن النظام السوري بريئا من التهمة، ولكن المكر الاستخباري الأميركي استغل هذه الظاهرة لتكبيرها وتضخيمها، وتحويلها الى سلاح ضد النظام السوري بيد أميركا وحلفائها وأتباعها من التنظيمات الارهابية!… وليس من اليسير التكهن بالمدى الذي يمكن أن يذهب اليه ترامب في تهديداته المستجدة!.. ولكن من الواضح ان هذا العنصر الكيميائي هو جزء من سيناريو مستقبلي لانهاء فلسطين وقضيتها ب سلام صوري وبموافقة بعض العرب!