– لو فيغارو
في الغوطة، تتّهم المنظّمات غير الحكومية النظام السوري بضرب المتمرّدين بالكلور، ولكن لا تزال الأدلّة غير متوفّرة.
وعَد لودريان بـ»ردٍّ فرنسي» في حال ثَبُت استخدام الأسلحة الكيماوية في المعركة السورية
ويأتي هذا التهديد الفرنسي الجديد بعد يومين من نشر تقرير لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن جرائم الحرب، الذي يتّهم دمشق باستخدامها الأسلحة الكيماوية، لا سيّما في الغوطة الشرقية، آخر «جيب» للمتمردين في محيط العاصمة، والذي يتمّ قصفه منذ ثلاثة أسابيع تقريباً.
أعلن وزير الشؤون الخارجية على محطّة CNews، أنّ «هناك اليوم مجموعة من المؤشرات التي تدلّ على أنّه يمكن استخدام السلاح الكيماوي أو أنّه قد سبق واستُخدم». إلّا أنّ جان إيف لودريان قد اعترف بالتالي: «نحن لا نملك (ولم نملك) أدلّة» حول هذا النوع من استخدام الأسلحة الكيماوية من قبَل النظام السوري ضدّ المتمردين المحاصَرين في الغوطة، حيث قُتل 900 مدنيّ خلال ثلاثة أسابيع وحيث لم تتمكّن أمس قافلة إنسانية من مساعدة الشعب المحتاج.
عملية دقيقة جدّاً
نقلاً عن الأطبّاء في الميدان، أكّد «إتّحاد المنظمات الطبّية الإغاثية» (UOSSM) أنّه تمّ إجراء هجوم بالكلور بالفِعل حوالي الساعة 9 مساء الأربعاء في مدينتي سقبا وحمورية. ووفقاً لرجال إنقاذ «الدفاع المدني السوري»، تضرَّر حوالي 50 شخصاً كانوا يعانون من صعوبات في التنفّس بعد الضربات الجوّية. واعتبَرت دمشق هذه الاتهامات «غيرَ واقعية». وفي الأسابيع الأخيرة، تمّ توجيه أصابع الاتهام إلى النظام مراراً وتكراراً بسبب هجمات يفترض أنّها أجريَت بالكلور. وشرح جان إيف لودريان: «إذا تبيّن عن طريق الصدفة استخدام الأسلحة الكيماوية وتمّ التحقّق من الأمر، وأنّ هذا الاستخدام للأسلحة الكيماوية (…) قد أسفر عن قتلى، سيكون بالتالي الردّ الفرنسي جاهزاً وعلى الموعد».
ولكنّ الخبراء يتّفقون على الاعتراف بأنّ إيجاد مِثل هذا الدليل هو عملية دقيقة جدّاً. على أيّ حال، مع تراجعِ المتمردين السوريين في الغوطة، التي نجَح مؤيّدو (الرئيس السوري) الأسد بتقسيمها إلى نصفين وباسترجاع أكثر من 50 ٪ منها في أيّام قليلة، يذكّر جان إيف لودريان بـ»الخط الأحمر» الفرنسي الذي وضَعه إيمانويل ماكرون، بعد وقتٍ قصير من انتخابه رئيساً للجمهورية. ولكن، في الإليزيه، أشارت المصادر في بداية الاسبوع إلى أنّ «العمل الذي كانت تقوده فرنسا في سوريا لم يكن عملاً عسكرياً». ويقول مصدر قريب من رئيس الجمهورية: «لا يوجد تغيير في أولوياتنا في سوريا، تبقى الأولوية رقم واحد للمعركة ضدّ الارهاب»، في حين ذكّرَ أنّه إذا تمّ إيجاد دليل حول استخدام الأسلحة الكيماوية من قبَل دمشق، ستنفّذ باريس الإجراءات اللازمة. وذكر جان إيف لودريان أنّ الردّ سيكون أميركيًا أيضاً. ما يدعو لافتراض تعاونٍ في ضربات ضدّ مواقع معروف أنّ دمشق تُخزّن فيها الأسلحة الكيماوية.
في عام 2013 أراد فرانسوا هولاند، وعبر شنِّ ضرباتٍ عسكرية، «معاقبةَ» بشّار الأسد الذي تمّ اتّهامه باستخدام الأسلحة الكيماوية في الغوطة (ما أسفَر عن مقتل أكثر من 1000 شخص). ولكن في اللحظة الأخيرة، تنازَل (الرئيس الاميركي) باراك أوباما عن اللجوء إلى القوّة في مواجهة النظام السوري.