Site icon IMLebanon

مزارعو كفرشوبا يخسرون موسم الكرز

 

لن يتمكن مزارعو كفرشوبا من قطاف محصولهم من الكرز هذا العام، فالحرب أتت على هذا القطاع أيضاً، وألحقت به خسائر تصل إلى حدود الـ200 ألف دولار، ما تسبب بنقص في السوق المحلية، لأنّ كرز كفرشوبا يغذي جزءاً مهماً من حاجتها.

 

ولم تسلم كروم كرز كفرشوبا من الحرائق المندلعة، بسبب القذائف الحارقة التي يطلقها العدو الإسرائيلي، 30 في المئة منها أحرق، والخوف أن يطال الحريق باقي المساحة التي تبلغ نحو 400 دونم يعتاش منها ما يقرب من خمسين مزارعاً، لم يتمكنوا من قطاف محاصيلهم.

 

ضاع موسم الكرز في كفرشوبا، كما باقي المواسم الزراعية، فالحرب والتهجير حالا دون وصول المزارعين إلى كرومهم، وبالتالي خسارة إنتاجهم الذي يدرّ على كل مزارع حوالى 3000 دولار. ويقدر إنتاج كفرشوبا من الكرز بحدود 800 ألف كيلو أي ما يقرب من 200 ألف دولار سنوياً.

 

هذا الموسم قضت عليه الحرب، ويقف مزارعو الكرز مكتوفي الأيدي، ويقول رئيس بلدية كفرشوبا قاسم القادري «إنهم أمام خسارة كبيرة، فالناس تعتمد على هذا الموسم عاملاً مساعداً في حياتهم، غير أنه ضاع في غياهب الحرب». ويقدّر القادري أن الموسم هذا العام «كان جيداً جداً، لكن لم يتمكن أحد من قطافه، بسبب عدم القدرة على الوصول إلى الكروم».

 

شكّل موقع كفرشوبا الجغرافي المواجه مباشرة للحدود سبباً رئيسياً في تهجير الأهالي، فهي كما يصفها القادري «تقع ضمن خط المواجهة الأول إلى جانب كفرحمام وراشيا الفخّار»، وهذا ما أدّى إلى تعرضها للقصف المباشر وإلى الحرائق المتعددة التي طالت «كروم الكرز والجوز والزيتون، وأتت على مساحة واسعة منها، وتضرر 30 في المئة من كروم الكرز».

 

لن يغزو كرز كفرشوبا الأسواق اللبنانية، وهذا سينعكس على حاجة السوق وعلى الأسعار معاً، ويقول القادري: «يُعد الأمر خسارة كبرى للمزارع الذي يئن من تردي الأوضاع المعيشية وخسارة مواسمه».

 

يضع القادري هذا الأمر في إطار حرب تدمير البنى التحتية الإقتصادية التي تندرج في سياق الحرب التي تقودها إسرائيل ضد الشعب اللبناني، وفي اعتقاده أنّ الحرائق التي تلتهم المناطق الزراعية والحرجية، في إطار حرب الحرائق التي دخلت إلى الميدان، مقصودة لتحقيق هذا الهدف، فالحجر من السهل تعويضه، أما الشجر المثمر فيحتاج إلى 30 عاماً ليعود كما كان.

 

تتوالى اتصالات مزارعي الكرز إلى القادري وتتمحور على السؤال عن الجهة التي ستعوّض الخسارة، إذ لا بوادر تعويضات حكومية، بل يؤكد القادري على وجود خلافات داخل الدولة حول المساعدات، ويرى أنّ المساعدة الوحيدة التي تصل الى الأهالي والمزارعين هي مساعدة مالية من «حزب الله»، إلى جانب مساعدات من بعض الجمعيات.

 

وما يزيد المعاناة أنّ موسمهم هذا العام جيد، غير أنّ المزارعين عاجزون عن الاهتمام بالكروم وإزالة الأعشاب، وهذا ينعكس على حجم الحبة ويزيد خطر تعرضها للحرائق أكثر.