IMLebanon

زوجة الشيشاني»: مطلّقة.. ومدمنة على هاتفها!

لم تكن تلك المرأة التي تقطن مع طفليها عند أهلها النازحين من سوريا الى بلدة حيلان الزغرتاوية تثير الشبهات، سواء في تعاطيها مع المحيط او في سلوكها العام. فهي تلتزم المنزل الذي يسكن فيه اهلها طوال اليوم ولا تخرج الا لقضاء حاجة او لشراء احتياجات الاولاد، على ما تشير ام احمد، احدى الجارات التي تعرفت عن طريق الصدفة على آلاء العقيلي زوجة المسؤول في «جبهة النصرة» أنس شركس الملقب بـ»أبو علي الشيشاني».

هذا أيضاً ما تقوله الجارة الثانية، التي تؤكّد أنّ ما من شيء كان يوحي بأن آلاء كانت زوجة مسؤول متطرف. إذ انّها كانت ترتدي حجابا عاديا كسائر المحجبات ومن دون نقاب، وكانت تهتم بالحصول على المساعدات من الجهات المانحة، الا ان الغريب فيها كان تعلّقها بهاتفها الخلوي الذي ما كان يفارق يدها. هذه الجارة أيضاً فوجئت عندما علمت من وسائل الاعلام ان مخابرات الجيش أمسكت بها «كوننا لم نشعر بأي حركة غريبة ولم نلحظ أي تعزيزات أمنية».

وقع المفاجأة كان كبيرا جدا على أهالي بلدة حيلان الذين استغربوا ورود اسم بلدتهم في خبر توقيف زوجة «أبو علي الشيشاني». واعتقدوا في بادئ الأمر أن هناك التباساً معينا وان حيلان ليست هي نفسها الزغرتاوية، بل ربما تقع في قضاء آخر على ما يؤكد مصطفى شما. ويلفت الانتباه إلى أنّه وأهله لم يشعروا بأي أمر مريب ولا شاهدوا أي حركة غير طبيعية ليلة التوقيف، حتى انهم لم يصدقوا ان آلاء كانت تقطن في المنزل الذي كان سابقاً مدرسة رسمية، على أساس ان من يقطنه ليس إلا رجلا سوريا نازحا يعمل في الارض ومعه زوجته فقط.

يوضح مختار حيلان عبود خضر شما أن عدد النازحين وصل إلى مئتي نازح تم إسكانهم في المنزل الذي كان مؤجراً للمدرسة الرسمية وفي بعض منازل القرية مع إحصاء كل الوافدين والتدقيق بهوياتهم، ومن بين النازحين ابو ركان العقيلي وزوجته. ويضيف: «بعد فترة، تمّ إجلاء العائلات من المدرسة القديمة مع اجراءات حول التنقل ليلا، كي لا يحصل أي إشكال، وحفاظا على هدوء البلدة المعروفة أصلا بابتعادها عن المشاكل. وهذا ما دفع بعض النازحين الى مغادرتها».

ويشير شما إلى أن المفاجأة كانت كبيرة عليه كونه لديه إحصاءات بأسماء النازحين السوريين في البلدة ومن بينها الارملة آلاء العقيلي، التي ساعدها في إحدى المرات لتعبئة استمارة للحصول على مساعدة من مكتب الامم المتحدة، إلا انه لم يكن يعلم انها زوجة شركس أو غيره. جلّ ما كان يعرفه عنها أنها امرأة مطلّقة أتت إلى حيث يقطن أهلها مع اولادها وأخيها من حوالي بضعة اشهر وهذا أمر طبيعي.

ويروي المختار أن والدها ابو ركان يقطن في المنزل من دون مقابل، لان المنزل في الاساس قديم العهد، كما ان المالك سمح له باستخدامه من دون أي إيجار، لافتا الانتباه إلى أن سلوك الوالد طبيعي وهو يأكل خبزه من زراعة الارض والعمل في أراضي البلدة.

في حيلان هناك عتب من الاهالي على بعض الاعلام الذي صور البلدة وكأنها مأوى للإرهاب، فيما هي بلدة هادئة من بلدات قضاء زغرتا تتبع لمخفر درك ارده والامن فيها مستتب ولم تحصل أي حادثة أمنية فيها تذكر، «فما ذنب البلدة إذا أرادت امرأة مطلقة، على ما كانت تؤكد، السكن فيها».

ولذلك، تقوم بلدة حيلان بدراسة لوضع السوريين النازحين للتأكد من الهويات والأوراق الثبوتية منعا لإيواء قد يجلب الإشكالات، علما ان جميع النازحين في البلدة مسجلون باستمارات موجودة لدى المختار.