بكين | «إن غياب التوازن في مجلس الأمن يدفعنا الى اتخاذ خطوات لاستعادته، حيث إن التوازن يصنع الاستقرار العالمي»، قال أحد المسؤولين السياسيين الصينيين أمس لـ«الأخبار»، في العاصمة بكين. ولدى سؤاله عمّا إذا كان يمكن الاطمئنان من اتخاذ الصين، أحد الأعضاء الخمسة الأساسيين في مجلس الامن الدولي، موقفاً معارضاً لأيّ مشروع دولي يشكل تدخلاً في الشؤون اللبنانية ويستهدف المقاومة وأعضاءً في مجلسَي الوزراء والنواب في لبنان، هزّ رأسه مبتسماً للتعبير إيجابا.
لا يسمّي المسؤولون في وزارة الخارجية الأشياء بأسمائها، لكنهم يقدّمون إيحاءات بشأن مواقف بلادهم في ما يخصّ المواضيع الحساسة على الصعيد الدولي. وتعتمد الوزارة وخلفها قيادات الحزب الحاكم هذا الأسلوب الديبلوماسي الذي يتيح لها هامشاً واسعاً للتحرك على الصعيد السياسي، من دون التأثير سلباً على المصالح الاقتصادية لبلد المليار وثلاثمائة وخمسين مليون نسمة. هذا الامر ينطبق بشكل خاص على السياسات الصينية التي تخصّ الدول العربية، حيث إن حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية «يبلغ تريليوناً و150 مليار دولار أميركي. ومنذ تراجع أسعار النفط عام 2014، يتزايد استيراد الصين للبترول، حيث وصل الى 700 مليون طن».
يقول المسؤول في مديرية غرب آسيا وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الصينية، غوو واي، «نحن مع معالجة الشؤون الداخلية من دون أي تدخل خارجي، ونرحّب بالحلول السياسية». وبكلام آخر، فإن أيّ تدخل في لبنان، وما يحكى عن تحالف دولي يضم الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض دول المنطقة لمواجهة حزب الله، مرفوض، وقد تواجهه الصين بنفس الحزم الذي واجهت به استهداف الحكومة الشرعية في سوريا.
الصين كانت قد رحّبت بالتوافق الذي أدى الى انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية. يقول غوو واي «إن التنمية الاقتصادية أساسية في حلّ جميع المشاكل، ومن مصلحة لبنان حل الأزمة السورية في أسرع وقت، لأن النمو الاقتصادي في لبنان كان يبلغ 8 في المئة قبل بدء الاحداث في سوريا عام 2011، بينما لا يزيد على 2 في المئة اليوم. وفي لبنان عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، وهو ما يشكل عبئاً اقتصادياً». وشرح المسؤول في الخارجية الصينية أن بلاده يمكن أن تساعد في حل هذه المشكلة من خلال العمل مع المجتمع الدولي لتقديم الحل السياسي في سوريا ومن خلال المساهمة في رفع النمو الاقتصادي في لبنان.
وذكّر غوو بتحرير جنوب لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً بشكل لافت الى استمرار احتلال مزارع شبعا. ولدى سؤاله عن موقف بلاده من العقوبات الاميركية الأخيرة التي تستهدف حزب الله وداعميه في لبنان، اكتفى بالقول إن الصين «مع العدل والإنصاف».