تتناوب على اللبنانيين «جوقة» حزب الله، التي يُوكل إليها ـ على عادة حزب الله بعد كلّ خطاب يطلّ علينا به أمينه العام حسن نصرالله ـ أن تطلق عنان التخويف والتهديد والشتم والاستعلاء على اللبنانيين، وكلٌّ منهم بحسب موقعه ومهمّته، بصراحة يستحقّون «جردة» بعناوينهم الطنّانة الرنّانة، فالجماعة خضعوا على مدى سنوات لعملية غسل دماغ إيرانيّة، وهم يظنّون أن اللبنانيين ووسط هذه الكثرة من الخطابات سيضيعون بين التصريحات وينسون أصل القضية، ومن أين بدأت وأين أخذها حزب الله!!
الحزب «طار صوابه» من تحميله مسؤوليّة تعطيل الخطّة الأمنيّة في البقاع، وكأن اللبنانيين لا يعرفون أسباب فشل هذه الخطة وهي تبادليّة هنا، بين العشائر في البقاع والتغطية التي يؤمنها حزب الله لبعض كبار الخارجين على القانون من أبنائها، وليس حبّاً بالعشائر، بل لأنّ هؤلاء هم في ظهر حزب الله على الحدود اللبنانية ـ السوريّة، وهم يتململون بشدّة من كلفة الدّم التي دفعوها بسبب تورّط حزب الله في الحرب السوريّة وكشف مناطقهم للقصف والصواريخ.. من يذكر خطاب حسن نصرالله قبل أشهر والذي جاء بمثابة إعلان التعبئة الشيعيّة في البقاع وامتعضت منه العشائر فيما كان طليعة ملبي مطلب نصرالله «نوح زعيتر» كبير تجار المخدرات في لبنان والذي قام قبل أيام بجولة تفقديّة لمواقع الحزب ونشر صوره مع مقاتليه فاضطرّ الحزب لنشر بيان نفيٍ لهذه الجولة، وردّ «نوح» على بيان الحزب، ولم يجرؤ الحزب أن يردّ على الردّ، نعم حزب الله يخاف من العشائر ويحتاجها بشدّة لذا هو ليس بوارد التعاون مع القوى العسكرية والأمنية في مناطق سيطرته العسكريّة، لأنه يعرف ما قد يتكبّده في حال طبّقت الخطّة الأمنيّة!!
»جوقة»؛ بكل ما للكلمة من معنى، تبدأ من الشيخ نعيم قاسم وتنتهي بعمّار الموسوي، وما بينهما محمد رعد، حسين الحاج حسن، محمد فنيش، نواف الموسوي، حسن فضل الله، علي المقداد، حسين رحّال، الحاج محمد ياغي، «حدا بيقلكّن جوقة»!! تجاوز حزب الله وجوقته حدود كلّ الوقاحات، فبصلف شديد تحدّث النائب الحاج محمد رعد «متفذلكاً» في التساؤل عن «الاستقرار الأمني» الذي يتغنّى به المسؤول عن الأمن، ومنّ وتمنّن وربّح اللبنانيين جميل أنّ هذا «الاستقرار الأمني» قائم لأن «المقاومة» هي التي تحفظه!!
والإجابة على هذه «الكنفشة» أنّ حزب الله هو الوحيد الذي يملك كلّ القدرات لتفجير الاستقرار الأمني، فبماذا يمنّ علينا الحاج رعد؟ أيمنّ علينا بأنهم لا يجتاحون أحياء بيروت ومناطق لبنان في 7 أيار جديد؟! وللمناسبة لو كان حزب الله قادراً لفجر البلد، لكنّه تشتت في سوريا، وقتلت كوادره وقيادته وعناصره بالمئات وقد شيّعهم الحزب بـ»المفرّق»، وليس بأكنفش من النائب محمد رعد إلا زميله في «الجوقة» النائب نواف الموسوي!!
»ولك نفختونا»، وفي السياق علينا أن نذكّركم بأن حسن نصرالله لم يرتكب فضيلة الدعوة إلى الحوار في 3 تشرين الثاني عام 2014 إلا بسبب هذه الجردة، فـ»استحوا» قليلاً من ذاكرة اللبنانيين، وفي هذه الجردة من العامين 2013 و 2014 يا من تدّعون أنّ حزبكم وميليشياه هي سبب «الاستقرار الأمني» الذي يرتع فيه اللبنانيون هذه التواريخ التي أجبرتكم للجوء إلى الحوار والاختباء في عبّ الدولة، بعدما ضاقت الضاحية الجنوبية وأهلها بكم ذرعاً:
انفجار بئر العبد يوم الثلاثاء 9 تموز 2013. انفجار الرويس الخميس 15 آب 2013. انفجار بئر حسن الثلاثاء 19 تشرين الثاني 2013. انفجار شارع العريض (1) الخميس 2 كانون الثاني 2014. انفجار الهرمل الخميس 16 كانون الثاني 2014.
انفجار شارع العريض (2) الثلاثاء 21 كانون الثاني 2014. انفجار انتحاري، ڤان الشويفات 3 شباط 2014. تفجير مزدوج الذي استهدف المستشارية الايرانية الثقافية في بئر حسن 19 شباط 2014 . تفكيك عبوة زنتها 100 كلغ في سيارة مركونة في موقف سيارات في كورنيش المزرعة معدّة لتفجيرها في الضاحية، شباط 2014. تفجيرانتحاري في منطقة الهرمل ليستهدف حاجزاً للجيش شباط 2014. تفجير انتحاري في النبي عثمان 22 شباط 2014. تفجير انتحاري عند حاجز للجيش في وادي عطا في 29 آذار 2014. تفجير إنتحاري عند حاجز لقوى الأمن في ضهر البيدر، نجا منه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم 20 حزيران 2014. مداهمة فندق نابليون وكازادور وأوقفت مئة وشخصين 20 حزيران 2014. إنتحاري حاول تفجير نفسه في الضاحية وفشل، ففجر نفسه عند مستديرة شاتيلا في 23 حزيران 2014. مداهمة جهاز الأمن العام فندق دي روي في الروشة، أقدم أحد المطلوبين على تفجير الحزام الناسف في غرفته، ما أدى إلى اصابة الانتحاري الثاني بجروج، حزيران 2014.
في شهر آب 2014 كان التحوّل الارهابي الأكبر، عندما أقدم إرهابيّون من «جبهة النصرة» و»داعش» على دخول بلدة عرسال، وأعلنوا معركة مفتوحة مع الجيش اللبناني انتهت بعد ثلاثة أيام بخطف أكثر من 30 عسكرياً (جيش وقوى أمن داخلي) إلى الجرود، ولا يزال نحو 23 عسكرياً محتجزًا منهم حتى الآن، وإعدام 4 منهم حتى الآن.
على هذه الجوقة أن تتذكر حجم الفلتان الأمني الذي تسببت به للبنان وأنها كشفته واستجرت دخول الإرهابيين والإنتحاريين واستنجدت بعدها بالدولة بعدما اشتعلت النار في ثيابها ومناطقها!!