تحوّل موقع تويتر إلى «حفلة زجل»، «عصفوريّة» تنفلت من أي ضوابط الحدّ الأدنى في العمل السياسي، يُخيّل إليك أنّ البعض يشتغل على تويتر أكثر مما يشتغل في وزارته، ما شهدناه منذ ليل أول من أمس لا يُصدّق، نعيش حال تدنّي وركاكة في مستوى الأداء السياسي لم يشهدها لبنان منذ قيام دولة لبنان الكبير، «تويتر» ليس للرّدح، وصلات من الردّود الوقحة نشهدها عقب كلّ تصريح سياسي على طريقة «مين اللي فتح الردّة»، أو على طريقة المثل المصري «هبلة ومسّكوها طبلة»!!
«جوقة» تستنفر وتشن هجوماً من دون أي مبرّر، وجوقة «مدرسة تويتر» هذه كأنّها تجتهد لتنال الرضى وبطاقة تميّز في الدّفاع المستقتل عن وليّ نعمة توزيرها و»تنييبها»، في بلاد «التعتير» بدل أن ينشغل الوزير بالقيام بأعباء وزارته وحلّ أزمات الناس يتفرّغ لـ»التوترة» لتوتير اللبنانيين المتوترين «خلقة»، إلى أن غرّد وائل أبو فاعور فأخرسهم جميعاً، وكفانا شرّ تغريداتهم!
مجدداً نجد أنفسنا محاصرين بجوقة الضفادع، نقيق مزعج، لنماذج طفيليّة من البشر، جوقة تنطلق في البلد تنطق بالباطل وتردح للآخرين مصرّة على أنّ باطلها هو الحقّ،»ولك هلكتونا»، متى ستنفجر ضفادع هذه الجوقة فيرتاح اللبنانيون من نقيقها ليل نهار!! يعيش لبنان زمن «الضفادع» المتكبّرة، زمن الـ»صغرون»، فإلى أين نحن ذاهبون، جوقة الضفادع صدّعتنا، هذا النقيق اللامحتمل سيقود البلد بكلّ وقاحة إلى الانهيار!
فتح وائل المعجم فأعجمهم وألجمهم، بعد وصلة «ردحٍ» حَزْرَقَت فيها جوقة الضفادع والمُحَزْرَق (السريع الغضب) وشاطَت اللبنانيين يميناً وشمالاً، فحَفْلَقَ «المتوتر» المتوتّر والمُحَفْلَق (الضعيف الأحمق)، تحَذْلَقت الضفادع، و»الحُذْلِقٌ» هو الرجل الكثيرُ الكلام الصَّلِف، الذي يُظهر الحِذْق ويدّعي أكثر مما عنده، كأننا نعيش في مستنقع «نقيق» تتقافز فيه جوقة الضفادع في جميع الاتجاهات، مرسلة ألسنتها الزلقة، «وعشنا وشفنا»!
جوقة «الحُبَقْنيق» (السيىء الخُلُق) ما تشتم كل من لا يلتحق بركب مايسترو جوقتها، المهمّ أنّ جماعة «الجَبَنْثَق» (رجل السوء) تسعى بكلّ ما أوتيت من سفاهة لإشعال كلّ الجبهات في البلد،
«تَتَقْتَق» مستشار الجوقة (انحدر وهوى عن الجبل) ليرفع معنويات رئيسه و»تَبَهْلَق» (أكثر الكلام) «متفشخراً» مدّعياً أمجاد لا أصل ولا فصل لها، و»جَعْفَقَ» (ركب وتهيّأ) وانفتحت أبواب «تويتر» على مصراعيها، ومن المؤسف أن جوقة الضفادع لا تجد من يضبّها، فقد أصبحت «مطيشرة» في كلّ البلد!!
لبان عالق في فخّ ضفدع يظنّ أنّه أكبر من الثور، وضفادعه تصفق وتؤكد له أن ليس هناك مخلوق أكبر منه؟ ضفدع يظل ينفخ وينفخ حتى ينتفخ مثل البالون الكبيرة، وينفخ مجددًا علّه حجمه يصبح بحجم الثور وينفخ وينفخ وينفخ ويظنّ أنّه يكبر ويكبر ويكبر، ولن يلبث هذا الانتفاخ أن ينتهي بصوت فرقعة مع انفجار الضفدع، إرحمونا من هذا «النقيق»!
هذا البلد مشحون بما فيه الكفاية، والبعض فيه يريد أن يحارب كلّ الآخرين، يفتح جبهات حروب وهميّة ليست أكثر من «ضوضاء»، وكأنّ ضوضاء الشوارع لا يكفينا، «حدا بيقلّك هبلة ومسّكوها طبلة»، «قرقعولنا راسنا بالدقّ» و»من دَقَّ دُقَّ»!
ميرڤت سيوفي