«ضحّى» الحزب التقدمي الاشتراكي بالمقاعد المسيحيّة في دائرة الشوف للحفاظ على مقعد مروان حمادة، والأهم لمنع وئام وهاب من دخول المجلس النيابي على أعتاب نقل إرث المختارة، بشكلٍ كامل، إلى تيمور جنبلاط. لذلك، لا صوت يعلو فوق صوت «معركة تيمور ومروان»، ولا أصوات درزية فائضة عنهما لرفد المرشحين السنيين على اللائحة، النائب بلال عبدالله وسعد الدين الخطيب.
الأول عمل بجهدٍ خلال السنوات الأربع الماضية وكرّس نفسه خدماتياً، فضلاً عن كونه من واحدة من كبريات العائلات في شحيم التي تُعد أكبر القرى السنية في إقليم الخروب. لذلك يملك رقماً يخوّله حجز المقعد السني في ظل ضعف المرشحين الآخرين. أما الخطيب فيفتقد إلى هذه المقوّمات، وتدرك المختارة أنّ مقعده في خطر، ولو أنّ مسقط رأسه برجا ستُجيّر له الكثير من الأصوات. لذلك، تُراهن على استنفار «مستقبلي»، قبل أيّام من موعد الانتخابات، يُترجم صبّاً للأصوات التفضيلية السنية لمصلحة الخطيب بما لا يقل عن 6000 صوت، خصوصاً أن هناك من يسوّق بأن ترشيحه جاء بتزكية مباشرة من مستشار الرئيس سعد الحريري، النائب السابق غطاس خوري. ويتكئ «الجنبلاطيون» على الدعم السعودي الآتي على حصان السفير السعودي وليد البخاري. فالرياض التي تدخّلت لإنجاح التحالف مع سمير جعجع، لن يعصى عليها مفاتيح تيار المستقبل في الإقليم لتجيير أصواتهم لصالح لائحة «الشراكة والإرادة»، وتخطي خصومتهم المستجدّة مع القوات وتحالف جنبلاط معها.
الرهان الجنبلاطي على صبّ أصوات المستقبليين لمصلحة الخطيب يثير امتعاض النائب محمد الحجار الذي قد يحلّ الخطيب مكانه في الدورات اللاحقة، حتى ولو عاد سعد الحريري إلى الحياة السياسية.
على المقلب الآخر، تعاني لائحة «توحدنا للتغيير» المعارضة من «إحراجات اللحظات الأخيرة». فبعد خروج مجموعة «لحقي» من الائتلاف كان مفترضاً أن تسمّي مجموعة «الشوف للتغيير» مرشحَين عن المقعدين الدرزيين، وواحداً عن المقعد الماروني. وأنتجت آلية اختيار المرشحين التي تعتمدها المجموعة ترشيح صعود أبو شبل الذي اعترضت عليه المجموعات المُعارضة الأخرى خصوصاً الحزب الشيوعي اللبناني، باعتباره أبو شبل من قدامى القوات اللبنانية. ترشيح أبو شبل وضع المجموعات أمام واحد من خيارين: إما فرط التحالف في اليوم الأخير لتسكير اللوائح أو غض النظر لإنجاح اللائحة على قاعدة «مجبرٌ أخاك لا بطل»، وفق من اعترضوا على الترشيح، مشيرين إلى أن كل مجموعة ستعمل في يوم الانتخاب على التجيير لمرشحها وإعطائه الصوت التفضيلي بمعزل عن الائتلاف.
المستقبل يكرر: لا نتدخل، لا ندعم ولا نحارب
أكد تيار المستقبل في بيان جديد، أمس، أنه «لا يتدخل أو يدعم أو يحارب أي لائحة». وذكّر بـ«توجيهات الرئيس سعد الحريري القاضية بتعليق كل أشكال العمل السياسي والانتخابي». وقالت مصادر لـ«الأخبار» إن البيان المكرر «استدعاه ما يحكى في الكواليس عن تبني المستقبل لعدد من المرشحين ونيته تجيير أصوات قاعدته لصالحهم، وأبرزهم المرشح عن المقعد السني في دائرة الشوف – عاليه سعد الدين الخطيب الذي يروّج مسؤولون في ماكينة الحزب التقدمي الاشتراكي بأن المستقبل سيمنحه ستة آلاف صوت من إقليم الخروب».
يذكر أن الرئيس السابق لماكينة آل الحريري في صيدا يوسف النقيب المرشح عن المقعد السني في صيدا زار أول من أمس رئيس بلدية المدينة محمد السعودي القريب من المستقبل، وقالت مصادره إنه «سمع منه كلاماً داعماً».