Site icon IMLebanon

«أيُّ حُبٍّ أعظم»…؟

 

اليوم ذكرى «درب الجلجلة»، بما هي تعبير عن الحب الشمولي الذي يكنّه السيد المسيح للبشرية جمعاء إلى حد أنه افتداها بتحمّل آلام مبرِّحة ليس في مقدور الإنسان على تحمّلها، خاتمتها التضحية حتى الموت على الصليب.

 

المسيح، وهو روح الله، كما يؤمن إخواننا المسلمون، جعل من المحبة عنواناً أكبر لمهمة تجسّده على الأرض من السيدة مريم البتول التي رافقته إلى أن صعد إلى السماء، لتلحق به بانتقالها، هي أيضاً، بالجسد والروح إلى الملكوت السماوي، وهي التي اصطفاها الله الآب لتحبل به من دون أن يمسها رجل، ولتلده في مذود حقير (…).

 

المحبة هي القاعدة الأولى، في يقيني وعقيدتي وإيماني المسيحي… والإنجيل المقدس حافل بها وكذلك أعمال الرسل ورسائل القديس بولس.

 

يُمكن الكلام أن يذهب بعيداً جداً في الحديث على  فقدان المحبة في هذا العالم الذي يسير بشريعة القوة. ويصح فيه قول الشاعر الفرنسي ما تعريبه أن «حجة الأقوى هي دائما الأفضل». بمعنى أن الناس يُسيّرهم الأقوى وليس ذو الحِجى… وهم يهيمون في عالم من الدماء والدموع والخيبة والظلم والقهر على حساب الحق والعدالة والإنصاف…

 

وهذه الرسالة السامية التي حملها السيد المسيح، له المجد، مهرها بدمه الثمين للغاية، الذي سُفك بسبب خطايانا ومن أجل خلاصنا، جاءت ترجمة لأقواله المقدّسة في الإنجيل، في كل كلمة وآية وفقرة وفصل منه.

 

وأكثر ما يؤسف أن الخطاب السياسي الذي يتبادله مدّعو الانتماء إليه، لاسيما في «موسم» الانتخابات، يحمل من الحقد والبغضاء والعدائية ما يُناقض الأخلاق والقِيَم، وينضح بكثير من الانحطاط والتبَعيّة واللهث وراء مكاسب دنيوية رخيصة، بل وحتى العهر… وليس أنه يناقض المحبة السامية وحسب.