نجحت الطوائف الاسلامية في لبنان بوضع التقصير بانتخاب رئيس مسيحي جديد للجمهورية في ملعب الاطراف المسيحية ان كان لجهة حزب الله او تيار المستقبل الذاهبين الى حوار من المنتظر ان يبدأ خلال عشرة ايام، عناوينه واضحة يمكن اعتبارها احادية النتائج ومظهرها الاولي تبريد الساحة الاسلامية لاستبعاد الفتنة السنية ـ الشيعية، وعلى اطراف الحوار امكانية البحث بتسهيل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وهذا ما يمكن اعتباره فعل قوة مقابل ضعف الموقف المسيحي على حدّ قول مصادر مسيحية والتراخي الحاصل في هذا الاستحقاق وغيره من المواضيع مع العلم ان الوضع المسيحي العام في لبنان والشرق مأزوم قياساً على حال المسلمين في هذه المنطقة، من هنا ترى المصادر ان اهمية الآتي من خلال نتائج الحوار يتلخص بوجود اوراق مكشوفة لتوازن القوى في لبنان من خلال الاتي:
اولاً: لطالما مسائل الحوار كانت اعمدتها تتم من خلال حوار اسلامي ـ مسيحي ان كان خلال حرب السنوات الماضية او الواقع الحالي فيما حقيقة الأمر ان ما يحصل اليوم هو حوار اسلامي ـ اسلامي.
ثانياً: ما يجري اليوم يعاكس هذه الصورة على صعيد الاحزاب السياسية ايضاً التي كانت تحاور قوى الرابع عشرة من اذار من جهة والثامن منه اي ان الحوار كان سياسياً وليس طائفياً.
ثالثاً: يبدو الحوار المسيحي ـ المسيحي مستبعد حتى الساعة في ظل تنشيط الحوار الاسلامي ـ الاسلامي وهذا ما يفسر تهميشاً معيناً للاطراف المسيحية على فرضية: «نحن نتحاور وانتم تنفذون» بغض النظر عن التحالفات القائمة بين القوى المسيحية والاسلامية والتي يمكن ان تلامس حدود التشاور ليس اكثر ذلك ان غيوم الفتنة بين السنة والشيعة اهم وأولى بكثير من الاهتمام بالشريك المسيحي في الوطن الذي لن يستطيع في احسن الاحوال سوى افتعال فعل الحرد السياسي على حدّ قول المصادر ليس اكثر بعيداً عن التأثير المباشر على النتائج التي يستمر في الحوار بين المستقبل وحزب الله والتي ستقطف ثمارها الساحة الاسلامية بشكل حصري اذا ما تم تحييد الملف الرئاسي الذي بدوره لن تكون فيه كلمة الفصل للفعاليات المسيحية وترجح هذه الاوساط ان يقتصر رد الفعل المسيحي على المتلقى ليس اكثر، ومن هنا يتبين مدى انعكاس التشرذم المسيحي على امكانية الامساك بالملفات الوجودية للمجتمع المسيحي ككل، اي ان الارضية المسيحية يتقلص دورها الى حد المتفرج.
ماذا بالامكان فعله على الصعيد المسيحي؟ تجيب المصادر المسيحية ان كافة المؤشرات تدل على ان رئىس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في وارد التجاوب مع اي حوار تتمكن خلاله الساحة المسيحية من توحيد الآراء حول الضرورات بالرغم من كون الاختلاف السياسي قائم ولكن هذا شيء وذاك امر آخر والوضع المسيحي لا يتحمل المزيد من الخضات خصوصاً ان الدفاع عن موقع الرئاسة الاولى المسيحية في الشرق يتطلب تقديم المزيد من الجهود وعدم تركها و اهمال ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية ذلك ان التطورات في المنطقة وانسداد افق الحلول وعدم معرفة ما ستؤول اليه الخريطة النهائية للشرق الاوسط من الطبيعي ان يتلاقى معها تقريب وجهات النظر بين القوى المسيحية، وان التيار الوطني الحر يملك حيثية شعبية كبيرة في البلاد كما يقول مصدر رفيع في القوات اللبنانية ونحن كقوات اضاف: خيارها الحوار وهو ليس موسمياً واي نقاط ايجابية سوف نرد عليها بالمثل خصوصاً لجهة المسألة المصيرية وهي الاستحقاق الرئاسي وهذه الخطوات تأتي استكمالاً لخطاب الدكتور جعجع في حزيران الماضي لاخراج الاستحقاق من عنق الزجاجة، وتطابق قول النائب ابراهيم كنعان مع المصدر القواتي بوجود قنوات اتصال بين الطرفين وباستطاعة القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر اذاما توصلوا الى اتفاق ان يساهموا بشكل فعال بانهاء الفراغ الرئاسي وختم بالقول: النوابا السليمة موجودة ونحن نعمل عليها ولا يجوز ان يبقى المسيحيون في وضعيتهم الحالية.
من جهته يوضح امين سر تكتل التغيير والاصلاح ان المواضيع القابلة للبحث هي في الاساس مسلمات وطنية والحضور المسيحي في النظام يتوافق مع الشراكة الوطنية التي يجب ان تقوم في البلاد اضاف: نحن حاولنا مرات عدة ان كان في بكركي او غيرها من المحطات تفعيل هذه المبادىء العامة ولكننا لم نصل بعد لعملية خلق واقع جديد والوصول الى الخواتيم الصحيحة، وطبعاً رئاسة الجمهورية جزء اساسي من هذه الشراكة على اساس ان رئىس الجمهورية هو رئىس الرؤساء، او الرئيس الاول في البلاد ويجب ان لا تكون رئاسة الجمهورية جزيرة معزولة عن النظام التعددي ويجب ان يكون للمسيحيين الرأي الاول باختيار هذا الرئىس، والمسيحيون هم الذين يختارهم الشعب واذا كان لا بد من استعادة الشراكة وتوازن النظام من المفروض ان يختار المسيحي كما يختار الشيعي والسني في رئاستي الحكومة والمجلس النيابي وقال العماد عون طرح مخارج ثلاث لانتخاب رئيس جديد وهي باتت معروفة ابتداء من الرد على طرح الدكتور سمير جعجع حول النزول الى المجلس النيابي، ثم ان ينزل عون وجعجع الى جلسة الانتخاب مع ضمانات من الكتل او النواب الى اقرار قانون جديد الانخابات يمثل المناصفة الحقيقية، ويعتبر كنعان ان القوات اللبنانية مكون مسيحي له حيثيته الشعبية بالرغم من الاختلاف الصحي معهم والتنافس ونحن واياهم مع الكتائب اللبنانية يجب ان نعمل للحصول على الحقوق المسيحية وقال: ان كلام جعجع الاخير خلق جواً ايجابياً ومناخاً يجب استكماله وان الليونة ظاهرة وهناك قنوات اتصال قائمة وتنشط والمناخات ايجابية ويبد ان الحوار قد (تنشط) شوي.
وتكشف المصادر المسيحية ان عملية التقريب بين وجهات النظر قائمة لملاقاة الحوار الاسلامي ـ الاسلامي.