Site icon IMLebanon

الموقف المسيحي في المربّع نفسه… جعجع وباسيل يُصعّدان تجاه فرنجية مساعي بكركي لوحدة المسيحيين… وليس مُرشحاً واحداً

 

ما صح من تضامن في الموقف المسيحي في موضوع «التوقيت المسيحي»، لا يبدو انه مرشح للاستمرار، وان ينسحب على سائر الملفات الخلافية، فالمسيحيون يلتقون مؤخرا على «القطعة»، بحسب مصادر مسيحية، فيتفقون على ملفات ويختلفون على أخرى، الاتفاق يطبق على رفض الطريقة التي تدار بها الأمور في الحكومة ومجلس النواب فقط، والاختلاف قائم حول انتخاب رئيس للجمهورية. وعليه صار من المؤكد ان النواب المسيحيين ذاهبون الى لقاء الخامس من نيسان في بكركي بالذهنيات والحسابات نفسها، وقد أعطى تصعيد رئيس حزب «القوات» سمير جعجع صورة عن مشهد الاختلاف، فـ «القوات» تتمترس في الموقع نفسه الرافض لوصول رئيس من محور الممانعة، في إشارة واضحة الى رئيس «المردة» سليمان فرنجية الذي يشارك نواب تكتله في لقاء الاربعاء في الصرح البطريركي.

 

ومع ان التململ المسيحي او الاستياء شامل من رأس الكنيسة الى الأقطاب، من الوضع الراهن ومصادرة القرار السياسي والممارسات السياسية، كالتلكؤ في انتخاب رئيس للجمهورية والتطبيع مع الشغور في الموقع الماروني الأول، إلا ان الثابت حتى هذه اللحظة، ان توحد المسيحيين عملية صعبة ومستحيلة، على حد قول المصادر.

 

ومع ان «الانهيار» المسيحي جمع الأحزاب في أكثر من موقف في الآونة الأخيرة في مواجهة جلسات التشريع وحكومة ميقاتي الفاقدة الشرعية، التي ضربت الشركة والتوازنات الوطنية، لكن التوافق على الرئاسة باق في المربع الأول نفسه. وتقول المصادر المسيحية ان القوى والقيادات المسيحية التقت في فترات متقطعة، واجتمعت مرة على مقاطعة الانتخابات النيابية، وأنجزت مرة أخرى مصالحات مسيحية سقطت لاحقا بمرور الزمن، نتيجة التصدعات وذهاب كل مكون مسيحي الى محور وخيار مختلف. فصدامات المسيحيين أتعبتهم واستمرارها سيؤدي الى ضياع الطائفة وعودة المسيحيين الى حقبة ما قبل الـ٢٠٠٥، فيتم انتخاب رئيس لا توافق عليه غالبية القوى المسيحية، فهل يملك المسيحيون اليوم خطة «ب» رئاسية؟

 

تجزم المصادر نفسها ان لا خطة» ب» في الأفق بعد، فالمسيحيون يتوجهون الى الصرح في زمن الصلاة والصوم وفق عنوان الدعوة، لكن بالذهنية والمقاربة ذاتها، على الرغم من انهيار الطائفة والتدهور الذي وصل الى مستويات متدنية، فالرئاسة مؤجلة والتعطيل في جلسات انتخاب الرئيس يفاقم الشعور المسيحي بالغبن، وتصرفات رئيس حكومة تصريف الأعمال فيها اعتداء على الصلاحيات و»الشراكة» الوطنية.

 

اضافت المصادر المسيحية انه من المفترض ان واقع مماثل من شأنه ان يدفع القيادات المسيحية الى التقارب وإيجاد الحلول، نتيجة القلق على الوضع المسيحي الذي شهد تدهورا كبيرا، ونتيجة المخاوف حول وجودهم ومستقبلهم، مع تراجع دورهم وتدهور أوضاعهم اقتصاديا واجتماعيا، وتزايد هجرة الشباب المسيحي، وشبح توطين الفسطينيين والنازحين السوريين، وقد أثبتت الأحداث عبر التاريخ ان المسيحيين كانوا الأكثر تضررا ودفعوا فواتير الحرب والسلم والتسويات والتفاهمات.

 

لكن التوافق المسيحي على الملف الرئاسي لا يزال بعيدا، كما تقول المصادر، فرئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل يرفض الأسماء المسيحية التي عرضت عليه من قبل بكركي، ويرفض طرحه الثنائي الشيعي، فيما رفع جعجع سقف التصعيد عشية زيارة فرنجية الى باريس، كما وضعت «القوات» فيتوات على أسماء مسيحية مقربة من جبران باسيل.

 

وعلى الرغم من الخطوط التي فتحت بين «الكتائب» و»القوات» و»التيار الوطني الحر» استباقا لاجتماع بكركي في الخامس من نيسان، فإن المساعي لم تصل الى توافق وقواسم مشتركة، فيما بكركي تأمل او على الأقل كما يقول المقربون منها، ان يصل المسيحيون الى وحدة موقف من الاستحقاق الرئاسي، وليس الى مرشح واحد.