IMLebanon

المنافسة المسيحية  

 

يتحدث الكثيرون سلباً عن التنافس المسيحي اللافت في المعركة الإنتخابية الحالية. يذهب البعض الى حدّ «استفظاع» الأمر. يتساءل آخرون: ولو! أين ورقة معراب؟ سواهم: كيف يمكن ألاّ يلتقي التيار الوطني الحر والقوات، وهذه والكتائب، والمردة والتيار في لوائح واحدة؟!.

 

وما ذكرناه عن هذه القوى الأربع الأكبر في المعادلة المسيحية، يبلغ أيضاً الرئيس ميشال المر، صاحب الحيثية «التاريخية» الوازنة في المتن، ويستغربون كيف «غدر» به بعضهم. وذهب الرئيس الياس المر الى التسمية من دون أي تحرّج، وتبدّى من لهجته وإصراره أنه لن يغفر للغادرين غدرهم، ولوّح بموقف سيكون (على ما فُهم) حاسماً ابتداء من السابع من شهر أيار المقبل، أي غداة إنتهاء العمليات الإنتخابية.

وفي تقديرنا أنه إذا كانت المواقف (ومواقف الياس المر تحديداً) مفهومة بالنسبة الى المتن، فإن مواقف الآخرين غير مفهومة على الإطلاق في المناطق. فالحيثيات التي أوردها رئيس الأنتربول العالمي ذات خصوصية متنية واضحة. أمّا في باقي المناطق فنحن من دُعاة المنافسة (الديموقراطية طبعاً) على أوسع نطاق.

بداية لم يكن في مصلحة التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية (كتنظيمين حزبيين متواجدين معاً في مختلف الدوائر) أن يلتقيا في لوائح موحّدة. هذا الكلام ليس وليد الساعة، قلناه وسجّلناه هنا اثر صدور قانون الإنتخاب الحالي الذين لا زالوا يقولون فيه كل سلبية، ويرمونه بكل فرية، ويحمّلونه من الآثام كثيرها… مع الملاحظة بين هلالين أنهم – في معظمهم – ينسبونه الى وزير الخارجية جبران باسيل، ويفوتهم أو يتعمدون أن يتجاهلوا أنه مدموغ بإسم جورج عدوان بعدما  تم رفض مشاريع باسيل كلها، إضافة الى أنه بعد إقراره في مجلس النواب أصبح قانون لبنان كله، وإذا كان من ملامة أو اعتراض فعلى من أعدّه وعلى من صدّق عليه. وجبران باسيل لم يعده.

نقول إننا منذ إقرار هذا القانون كتبنا هنا نستبق ما حصل لاحقاً قائلين إننا لا نتوقع اي تحالف بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية حتى لو كانت العلاقة في ذروة التناغم بينهما، لأنّ النسبية ستكون على حساب الطرفين معاً. فالمصلحة تقتضي أن يخوضا التنافس. وهذا لا يحتاج الى كبير شرح في ضوء النسبية والصوت التفضيلي.

هذا على سبيل المثال لا الحصر. أمّا في المبدأ فإننا لا نكتفي بأن يكون تنافس بين الأحزاب المسيحية، بل ندعو الأطياف الأخرى الى تنافس مماثل. وإلاّ ماذا تعني الديموقراطية، وكيف يكون للنسبية جدواها؟ وماذا يعني الرجوع الى «البوسطات»؟!.

نحن، بتواضع، ندعو الى هذا التنافس الحيوي، بالرغم ممّا يشوبه أو يعتريه من ثغرات، وعساه يكون مدخلاً الى قيام نظام حزبي حقيقي فعّال… وإلاّ فإلى «الأكثري» عودوا.