Site icon IMLebanon

المواجهات المسيحيّة الى تزايد… وبكركي تتدخّل؟

 

 

دخل لبنان مجدداً في صراعات قديمة جديدة، وتحديداً بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، وما يجري اليوم من تصعيد بين الطرفين إنما يعود لتلك الحقبة، وفي إطار تصفية الحسابات، في ظل ما شهدته من تردٍّ في العلاقة بين العهد ومعراب، على الرغم من أن رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، كان له الدور الأبرز في دعم وصول عون إلى بعبدا. وعليه يُتوقّع وفق المعطيات الراهنة أن تشتد هذه المساجلات وتبلغ ذروتها، إنما، وفي موازاة ذلك، علم من مصادر موثوقة، أن بكركي المستاءة مما يجري من صراع مسيحي ـ مسيحي قد تتدخل، وقد بدأت الإتصالات مع الطرفين وعبر مقرّبين وأقنية متعدّدة بغية وقف هذا السجال، وتحديداً في هذه المرحلة، حيث الناس يعانون من أزمات إقتصادية واجتماعية خانقة، إضافة إلى أن الجهود مستمرة من قبل بكركي من أجل جمع القيادات والمرجعيات المسيحية في الصرح البطريركي لتنفيس هذا الإحتقان، والتوافق على مرشح يحظى بإجماع كل الأطراف، ولكن استطراداً، وفي ظل حمأة الصراع بين معراب وبعبدا، فإن هناك استحالة لعقد مثل هذا اللقاء، بعدما باتت كل الأوراق مكشوفة، وحيث لكل طرف أجندته السياسية وتحالفاته وعلاقاته.

 

وفي السياق، فإن المصادر نفسها تشير إلى احتمالٍ قائم وهو أنه في حال لم يترشّح النائب جبران باسيل، قد يحشر خصومه ويعلن مرشحاً من التكتل، أو مقرّباً من «التيار»، بمعنى أن ثمة خلط أوراق يجري على الساحتين المسيحية والوطنية أحلاهما مرّ، في ضوء هذا «الكباش» السياسي وعدم قدرة أي مرجعية سياسية وروحية لوضع حدّ لهذا الخلاف، أو الحدّ من الإنقسام بين الفريقين المسيحيين البارزين، ولا سيما مع اقتراب الإنتخابات الرئاسية، وبعدما أعلن جعجع خارطة طريق لهذا الإستحقاق، والأمر عينه لـ»التيار» وللأفرقاء الآخرين. وبالتالي، يشي هذا الأمر، وفق المصادر، بتصعيد المواجهات على الساحة المسيحية بالدرجة الأولى، وعلى المستوى الداخلي بشكل عام، ولن يلجمه إلاّ تدخل من العواصم العربية والغربية المعنية بالملف اللبناني، والقادرة على ضبط الوضع وإعداد صيغة أو تسوية لحل هذه المعضلة، مع العلم أنه في ضوء ما يحدث اليوم في المنطقة وأوروبياً، فذلك قد يؤخّر مثل هذه التدخلات، أو حتى إرسال موفدين غربيين إلى بيروت، على غرار ما كان يحصل في مراحل سابقة.

 

من هذا المنطلق، تترقّب المصادر، بأن تكون بعض الإستحقاقات الأساسية اللبنانية والدولية ذات صلة بأي خرق للجدار المسدود لبنانياً، وذلك، ما يمكن أن تؤول إليه المفاوضات النووية، والتي ما زالت عالقة وثمة صعوبة للوصول إلى أي نتائج إيجابية قريباً. كذلك فإن ترسيم الحدود البحرية سيبقى يراوح مكانه، وذلك خلافاً لما كان يتوقّعه البعض، فإن الإتفاق لن يحصل في وقت قريب، وربما يتأخر إلى العهد الجديد، وهو ما سيترك تداعيات سلبية على الشأن اللبناني برمّته، وتحديداً الإستحقاق الرئاسي، لا سيّما وأن الأمور قيد التبلور خلال الأيام المقبلة، مع أن الصورة لا زالت ضبابية على الأصعدة كافة.