IMLebanon

هل سيخالف الأحفاد والأبناء بكركي ويعطّلون النصاب

 

المرّ حفيد صانع الرؤساء والخازن حارس بكركي وطوق رئيس المقدمين؟

 

لن يكون ما بعد جلسة الغد الرئاسية كما قبلها. وستحدّد هذه الجلسة الأحجام الحقيقية لكل مرشّح. وسيسقط للمرة الأولى في صندوق الإقتراع اسما الوزير السابق جهاد أزعور ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية. وبعد هذه الجلسة سيكون لكل حادث حديث، خصوصاً تجاه النواب المسيحيين الذين سيخرجون عن الإجماع المسيحي الإستثنائي.

 

سيتمّ التركيز في جلسة الغد على حجم الأصوات التي سينالها كل مرشّح، والأهم سينظر إلى القوى التي ستعطّل النصاب. وبات معروفاً عدم امتلاك قوى 8 آذار الثلث المعطّل، لكن إذا انسحبت كتلة فرنجية المصطنعة، عندها سيكون هؤلاء النواب أمام معضلة كبرى وهي نظرة الرأي العام المسيحي إليهم.

 

تعتبر لعبة تعطيل النصاب تكتيكاً يستعمله أي فريق لجلسة أو أكثر، لكن إذا كانت هناك أكثرية عندها يصبح التعطيل لضرب أسس الدولة. واللافت هو اعتماد فريق 8 آذار تعطيل النصاب منذ ما قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون. من هنا يصبح استعمال هذا السلاح غير مبرّر ويثير غضب البطريركية المارونية.

 

وإذا كانت الأغلبية المسيحية الساحقة متفقة على انتخاب أزعور، فهناك نواب مسيحيون لا يتعدّون الستة نواب سيمنحون أصواتهم لمرشح «الثنائي الشيعي» فرنجية، لكن ما سيثير السخط المسيحي هو إقدام ثلاثة نواب مسيحيين، غير طوني فرنجية، ينتمون إلى كتلة فرنجية هم : فريد هيكل الخازن ووليم طوق وميشال الياس المرّ، على تنفيذ سياسة 8 آذار وتعطيل النصاب في الدورة الثانية تنفيذاً لرغبة «حزب الله»، علماً أن هؤلاء النواب أعلنوا قبل انتخابهم أنهم ضدّ سلاح «الحزب» وليسوا محسوبين عليه، وهم الأكثر إحراجاً أمام شارعهم.

 

وما هو مستغرب تقيّد وليم طوق ابن جبة بشرّي ورئيس حركة «المقدمين» (معروف الدور الذي أدّاه المقدمون في المجتمع الماروني) بمصالح «حزب الله» والرئيس نبيه برّي، وعدم سيره كابن بشرّي بالإجماع المسيحي، وهنا تؤكّد الكنيسة حقّ كل نائب بانتخاب من يريد وبكركي لا تدعم أي مرشّح على حساب آخر، لكن أن يلجأ نائب ماروني إلى تعطيل النصاب تنفيذاً لأجندات معروفة فهذا يعني مشاركته في لعبة «ضرب» الكيان الذي بناه البطاركة وتوّج بـإعلان»لبنان الكبير»، وكان المقدمون حماة نواة هذا الكيان.

 

سيواجه وليم طوق غضباً شديداً داخل بيئته، إذا ماشى لعبة تعطيل النصاب وخدمة مصالح «الحزب» و»الحركة»، وسيضرب كل المسيرة التي يحاول الترويج لها بأنه ابن الجبة والمدافع الأول عن بكركي ويحمل الهموم المسيحية، وليس «حصان طروادة» لـ»حزب الله» في بشري يساعده في لعبة «تطيير» النصاب.

 

ويواجه النائب فريد هيكل الخازن وضعاً أصعب من وضع وليم طوق، فالخازن ابن كسروان، والأهم «حارس بكركي»، وإذا خرج لتعطيل النصاب عندها سيخسر الكثير من رصيده وسيغضب سيّد الصرح، وستكون النقمة الكسروانية عارمة عليه، فكيف يسير «حارس بكركي» عكس إرادة البطريرك ويطبّق ما يتمنّاه السيد حسن نصرالله وبرّي؟

 

أما النائب الثالث في كتلة فرنجية الذي سيتمّ التصويب عليه إذا شارك في لعبة تعطيل النصاب فهو ميشال المرّ. ويحمل هذا النائب اسم جدّه ميشال المرّ الذي ضرب علاقته بالعماد ميشال عون عام 2008 لأنه عارض تعطيل النصاب الذي اعتمده عون والحلفاء.

 

ويحاول النائب المرّ الحفاظ على إرث جدّه ميشال الذي أطلق عليه لقب «صانع الرؤساء» والذي كان يرفض الشغور في موقع الرئاسة الأولى ويجترح الحلول والتسويات الداخلية والخارجية، فإذا سار وفق رغبة «الثنائي الشيعي» وعطّل النصاب فسيواجه، إضافة إلى غضب بكركي غضب المطران الياس عودة أيضاً، والشارع المتني المعارض لسياسات «حزب الله» وبرّي، ومحاولة كسر إرادة المسيحيين. عندها لن ينفعه برّي في الإستحقاقات المتنية.

 

لن تقفل بكركي أبوابها في وجه أحد حالياً، لكن القرار واضح في البطريركية وهو كل نائب يعطّل النصاب هو متخاذل والشعب سيحاسبه، وهذا ما يعبّر عنه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي صراحةً. وتعتبر بكركي أن أي نائب يشارك في التعطيل يريد للدولة أن تنهار ويعمل على خسارة المسيحيين المركز الأول لهم في لبنان والشرق، فيما يجب أن تحكم اللعبة الديموقراطية ويفوز من يحصل على أكبر عدد من الأصوات.

 

هؤلاء النواب في وضع لا يُحسدون عليه، لكن يصعب على أي نائب استكمال المسيرة إذا كان سيتصادم مع بيئته، ففي حين غرق لبنان نتيجة سيطرة «حزب الله» على الدولة، لا يستطيع هؤلاء أن يوصلوا بأصواتهم مرشح «الحزب» ويمنحوه سيطرة متجددة لـ6 سنوات إضافية.