IMLebanon

الحوار المسيحي المعقود.. واللقاء الموعود

زهرا والخازن لـ «المستقبل»: اتفقنا على عناوين أساسية

الحوار المسيحي المعقود.. واللقاء الموعود

 

رغم المعوقات التي تعترض بين الحين والآخر الحوار القائم بين حزب «القوّات اللبنانيّة» والتيّار «الوطني الحر»، إلاّ أن كلا الطرفين يُصرّان على المضي به حتى النهاية بعدما لمسا النتائج الإيجابية التي انعكست على الشارع اللبناني والمسيحي على وجه التحديد.

«مصرّ على استمرار الحوار مع النائب ميشال عون مهما حصل». هذا ما أكده الدكتور سمير جعجع أمام مجموعة من الصحافيين في معراب أمس الأول، على الرغم من أنه قد يبدو للبعض أن الحوار يسير بدفع بطيء. لكن من خلال النظر إلى التفاهمات التي أرساها الحوار في بعض جوانبه، يتأكد أن الطرفين قطعا شوطاً لا بأس به من التفاهمات وعلى رأسها ترسيخ عامل الاستقرار في الشارع، والابتعاد عن الخطابات الإعلامية المتشنّجة، والنظرة الموحّدة الى الوضع المسيحي في المنطقة وعدم زجّ المسيحيين في صراعات جانبيّة.

ما أنتجه الحوار المسيحي- المسيحي لغاية اليوم يمكن وضعه في خانة «أقل من تفاهم تام وأكثر من مجرّد لقاءات». الطرفان يبحثان عن نقاط التقاء، رغم الاختلاف في عمليّة البحث التي ينتهجها كل فريق. النائب ميشال عون يرى أن الاتفاق على اسم رئيس للجمهورية هو الطريق الأصح لتذليل بقيّة العراقيل، ولهذا يستعجل الانتهاء من هذا الملف باعتبار أن عامل الوقت لا يصب في مصلحته. بينما يسعى في المقابل الدكتور سمير جعجع إلى تهدئة الشارع وتثبيت عامل الثقة مع الطرف الآخر قبل الوصول إلى ملف يعتبره بحجم الوطن كله.

العبرة من بوادر حسن النيّة التي تتظهر عن لقاءات «القوّات» و»الوطني الحر» يمكن لمسها خلال المرحلة المقبلة والتي ربما قد تمتد إلى اشهر، فالوقت الحالي هو عامل أساس لتثبيت القواعد القادمة التي على أساسها ستُبنى العلاقة المستقبليّة. ومن هنا يؤكد عضو كتلة «القوّات اللبنانية» النائب انطوان زهرا لـ»المستقبل» أن الحوار مع «التيار الحر» يُعتبر نقطة أساسيّة ومهمة في مسار الحوارات الحاصلة في لبنان، وهناك أمور إيجابية تحصل بين يوم وآخر وتقدّم على صعيد العلاقات بين الطرفين، وهذا بالتأكيد يُساعد إلى حد بعيد في ترسيخ الاستقرار الداخلي وتهدئة الشارع، لافتاً إلى أن الأمور العملية ستصدر في المكان والزمان المناسبين، ولهذا لا يمكن التكهّن منذ الآن بطبيعة المسار الذي سيسلكه الحوار».

وفي الوقت الذي يُبدي فيه زهرا ارتياحه حيال التواصل القائم مع «الوطني الحر» وتطبيع العلاقات معه، إلّا أنه لم يُبدِ تفاؤلاً لجهة الوصول إلى حلّ في موضوع الفراغ الرئاسي رغم جديّة الحوار وعدم التراخي في المواقف»، معتبراً أن «الحوارات القائمة بين الأفرقاء السياسيين انعكست بمجملها إيجاباً في نفوس جميع اللبنانيين وليس على طائفة أو جهة محددة».

وما يُحكى عن لقاء مرتقب بين عون وجعجع يُقدّم كهديّة للمسيحيين قبل عيد الفصح، أوضح زهرا «أن هذا الأمر حاليّاً لا يتعدّى تبادل الكلام الذي دار بين «الحكيم» و»الجنرال» عبر موقع «تويتر»، مع العلم أننا جميعاً كمسيحيين ولبنانيين نتمنى حصوله اليوم قبل الغد». ويشدد على أنّ «لا مشكلة على الإطلاق في تحديد مكان اللقاء الذي يمكن أن يجمع بين الرجلين خصوصاً أن جعجع كان تطرّق إلى هذا الموضوع عندما بادر إلى الحوار من خلال تأكيده أنه مستعد للمجيء إلى الرابية».

من جهته يرى عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب فريد الخازن في حديث الى «المستقبل» أنّ «الحوار قائم على الجدّية بيننا وبين «القوّات» وهناك تفاهم حول عناوين أساسية لكن ليس في ما يتعلّق بموضع الملف الرئاسي الذي قد يحتاج إلى وقت طويل نوعاً ما لبلورته. وأنا شخصيّاً لا أتوقع نتيجة واضحة أو قريبة بهذا الملف، لكن من دون التغاضي عن النتائج الإيجابية التي انعكست على الأجواء اللبنانية عموماً والمسيحيّة خصوصاً»، ويلفت إلى أنّ مفتاح اللقاء بين عون وجعجع «موجود في جيبهما فقط، ولا يُمكن لأي شخص آخر أن يتكهّن بموعده«.

ويُشير الخازن إلى «أننا وحلفاءنا في حزب الله على تواصل مستمر في ما خص الحوارات التي نخوضها كلٌ على حدة، وهناك آراء ومشاورات دائمة بيننا في هذا الخصوص وهذا ما يجعلنا نحن وهم على اطلاع دائم بأدقّ التفاصيل. وهذا أيضاً ينسحب على اللقاء الذي حصل بين «الجنرال» والرئيس سعد الحريري والذي جاء في سياق الحوارات الإيجابية الحاصلة بين الجميع بهدف إيجاد مساحات واسعة من الالتقاء»، ويجزم بأن «خلاف الأقطاب الموارنة منذ عهد الرئيس بشار الخوري إلى اليوم، هو حالة طبيعية، لأن غير الطبيعي هو أن تكون هناك أحادية في القرار، لأنّ غياب التنافس يعطل جميع الحوارات».