IMLebanon

قرار حزبي مُرتقب من «القوات» و «التيار الوطني الحر» لوقف الحملات ضدّ بعضهما

الثنائيّة المسيحيّة مطلوبة مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في ظلّ المخاوف والهواجس…

 

بعد سقوط اتفاق معراب بين «القوات اللبنانية» و» التيار الوطني الحر» قبل سنوات، ووصوله الى طريق مسدود مترافق مع الخلافات والسجالات والانقسامات، عاد نبش القبور بين الحزبين ليبرز بقوة قبل فترة الانتخابات النيابية باشهر، ويزيد الطين بلّة ويقسم المسيحيين التواقين الى الوحدة، الامر الذي اعاد الاحباط اليهم من جديد، بعد ان تأملّوا خيراً بأن الماضي الاليم الذي اسقط شهداء بين الطرفين، خلال حرب عبثية اوصلتهما الى الخراب، وما زالا يدفعان ثمنها لغاية اليوم، مع اخذهما المسيحيين الى ذلك الدرب المثقل بالهموم.

 

الى ذلك، ساهمت التناحرات والسجالات اليومية، التي سبقت موعد الانتخابات في القضاء على شعرة معاوية بين الفريقين، وتخطت المعقول بصورة خاصة في ذكرى 13 تشرين الماضي حين شنّ رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل هجوماً على «القوات» ليلاقي الردود النارية التي كسرت الجرّة السياسية نهائياً بينهما، فأعادت عقارب الساعة الى الوراء، في ظروف صعبة ودقيقة جدا، تتطلّب الوحدة في المواقف مع اقتراب الاستحقاقات الهامة.

 

هذا الموقف السلبي بين اقوى حزبين مسيحيين في لبنان، سيطر على الوضع المسيحي بصورة عامة، فساهم في « قرفهم» من جديد، بحسب وصف مصادر سياسية مسيحية نقلت المشهد المسيطر اليوم على المسيحيين، معتبرة أنّ الوضع لم يعد مقبولاً ابداً خصوصاً انهم اعادوهم الى المربع الاول، والى سنوات جهدوا من اجل نسيانها، خصوصاً اهل الشهداء الذين سقطوا من دون أي هدف، لان ابناءهم لم يستشهدوا بسبب قضية وطنية، بل من اجل المصالح الخاصة بحسب ما ذكروا، مبدين أسفهم الشديد للوضع الذي وصلنا اليه، بعدما أمل مناصرو الحزبين في أن تفاهم معراب سيوصل الى نتائج ايجابية هامة بين عون وجعجع، اللذين أحدثا صدمات متتالية للجميع، ضمن المشهد السياسي الذي قلبَ كل المقاييّس وأشعل لبنان ايجابياً بطمأنة الشارع المسيحي والتخفيف من الاحتقان، لانه انهى حقبة مأسوية الى غير رجعة من تاريخ المسيحيين الاليم، اذ كانت اجواء تفاهم معراب حينذاك متفائلة جداً، واعتقدت اكثرية الاطراف السياسية أن تحالفات بالجملة ستوّقع بين «التيار» و»القوات» في مختلف الميادين، لكن النتيجة اتت صادمة ومضت بخيبة غير متوقعة.

 

وفي هذا السياق، يرى وزير سابق عايش الوضع السياسي بين العونيين والقواتيين، بأنّ المصداقية لم تكن موجودة بينهما منذ توقيع ذلك الاتفاق في العام 2016، وهذا هو السبب الرئيسي للفشل، اذ انّ الثقة بينهما كانت شبه معدومة، لانّ احداً لم يكن يثق بالآخر، بل بني الاتفاق على المصالح الخاصة المتبادلة، وعلى وعود متبادلة لذا خسر الفريقان، فلجأ كل منهما الى شدّ العصب المسيحي خاصة قبل موعد 15 ايار الماضي، والتحدث عن معركة الوجود، متناسين عودة الإحباط الى المسيحيّين المنهوكين، بسبب سياسة المصالح التي اوصلتهم الى الخراب والهجرة المتواصلة، لذا يجب ان يعلم الحزبان بأنّ الوجود الديموغرافي بات مهدّداً اليوم، ويجب ان يسيرا معاً ضمن وحدة سياسية اقله في القرارات المصيرية، بدل ان يفكرا فقط بمَن سيتزعّم الشارع المسيحي، ولمَن ستكون الكلمة الفصل، ومَن هو صاحب الشعبية الاولى في المناطق التي يغلب عليها الطابع المسيحي.

 

وعلى خط آخر مفعم بالتفاؤل، اشار المصدر الى انّ وسيطاً سياسياً مقرّباً من الطرفين، دخل على الخط بمباركة من بكركي لوقف كل تلك السجالات، كاشفاً أنّ قراراً حزبياً من « القوات» و»التيار الوطني الحر» سيصدر قريباً لوقف الحملات ضد بعضهما، وأنّ التواصل بينهما قد بدأ، والاجواء مطمئنة وستتجه نحو الامان اكثر، لافتاً الى الهدوء الذي برز منذ فترة وجيزة بين الطرفين، اذ بتنا ضمن صمت وهدوء لافتين، مع الامل في أنّ يشمل هذا المشهد كل القوى السياسية المسيحية، كي تتحقق اولاً الثنائية المسيحية التي يتطلّع اليها المسيحيون اليوم برغبة قوية، لانها مطلوبة في ظل كل ما يجري اليوم من مخاوف وهواجس، مع إشارة البعض الى انّ الرئيس ميشال عون سيكون آخر رئيس مسيحي في لبنان، وهذا مرفوض ولن يصبح واقعاً بالتأكيد.