IMLebanon

المخاوف المسيحية تدفع للتفتيش عن «الحماية الذاتية»

ما هي خلفيات زيارتَي جعجع والجميل إلى قطر والأردن؟

المخاوف المسيحية تدفع للتفتيش عن «الحماية الذاتية»

هل هو خوف حقيقي او مصطنع الذي يتحدث عنه أطراف مسيحيون في عواصم عربية وغربية؟ وما الذي يمكن ان يوصل إليه هذا التمهيد في التعبير عن القلق والخوف الكبير مما سيحمله المستقبل؟ اضافة الى اسئلة عديدة تدور في فلك مسيحيي «14 آذار» على وجه التحديد.

حديث الجلسات المغلقة عن الوضع المسيحي يخلص الى ان هناك خوفاً كبيراً يزيده طرح السؤال «من الذي سيحمينا؟».. مع ما أضافته زيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الى قطر، والأسئلة التي طرحتها عن الغاية منها وماذا قال في الدوحة وبماذا عاد منها، خصوصاً في ظل اتهامات يجري التداول بها في بعض الأوساط المسيحية عن أن الهدف هو السعي لإعادة بناء حيثية أمنية – عسكرية «لاستخدامها عند الحاجة».

لكن زيارة جعجع إلى قطر ليست وحدها التي أثارت أسئلة، فالزيارتان اللتان قام بهما رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل في فترة وجيزة إلى الاردن حيث التقى في الزيارة الثانية الملك الاردني عبدالله الثاني. فما الذي فعله الجميل في عمّان، وماذا يمكن للأردن أن يقدم للبنان، ولحزب «الكتائب» تحديداً؟

بعض الاوساط المسيحية تربط بين زيارتي جعجع إلى قطر والجميل إلى الأردن باعتبارهما تحملان أبعاداً أمنية، لأن الأردن يستطيع تقديم الخبرات الأمنية والتدريب. الجميع في المنطقة يستعين بخبرات الاردن وتدريباتها على المستوى الرسمي او الشخصي.

لا تخفي الاوساط ان «الخوف عند المسيحيين من فوضى ما وتطورات غير محسوبة في المنطقة بحيث تصبح الامور في لبنان خارج السيطرة، يدفع بعضهم للبحث في تشكيل قوة ذاتية للدفاع عن النفس».

تعتبر الأوساط المسيحية ان «حزب الله» منع الارهابيين من البطش بالقرى المسيحية في البقاع وعلى طول الحدود الشرقية، وهي تخشى إشغال «حزب الله» في أماكن أخرى، وتحديدا من قبل اسرائيل التي تتحين الفرص للدخول على الخط، بحيث يصبح الخطر على المسيحيين كبيراً.

تلفت تلك الأوساط المسيحية الانتباه إلى أن «الصوت الذي يرتفع علناً ضد حزب الله وانخراطه في المواجهة داخل سوريا، يصبح مختلفاً في الغرف المغلقة حيث يؤكد هؤلاء أنفسهم انه لولا هذا الدفاع الاستباقي لكن الوضع في لبنان، ومن ضمنه المسيحي، في خطر شديد».

يصارح المسيحيون شركاءهم من المسلمين بالسؤال «من سيدافع عن المسيحيين اذا اشغل حزب الله؟ هناك تراكمات. توجد مخاوف لدى المسيحيين كانت سببا للتسلح في مواجهة الفلسطينيين وادت الى الحرب الاهلية، الآن هناك من يحيي مخاوف لدى المسيحيين، خصوصاً في ظل تعاطف ضمني مع الاصولية في بعض المناطق، وبالتالي امكانية انقلاب المشهد في اي لحظة يخيف المسيحيين».

ألا يكفي ما يقال من قبل الارهابيين الموقوفين امام المحكمة العسكرية وهو خطير جدا ليتم الاستثمار عليه في العودة الى بناء قدرات عسكرية ذاتية؟ تسأل الاوساط، وتقول «ان هذا يرفع منسوب القلق والاستثمار السلبي لدى المسيحيين، ولا بد من البحث عن كيف السبيل الى طمأنة المسيحيين والمخاوف قد صارت ملموسة».

اكثر ما يقلق المسيحيين، برأي تلك الاوساط، هو أنه من غير المعروف الى اين يتم اللعب على هذه المخاوف في ظل فوضى مطلقة، وهيبة دولة منحلّة بالمطلق. لا ضمانات لحماية اللبنانيين من الخطر.. والشواهد كثيرة.

لولا بعض الضوابط لكان الشارع انفلت من عقاله بعد مشاهد العراك النيابي في لجنة الأشغال النيابية أمس، فكيف لو استمر الانحدار السياسي وتحلل الدولة؟